هل يحق للمعالجين النفسيين استخدام الذكاء الاصطناعي دون علم المريض؟

3 دقيقة
مصدر الصورة: ستيفاني آرنيت/إم آي تي تكنولوجي ريفيو | أدوبي ستوك

تزايد الاعتماد السري على الذكاء الاصطناعي في الجلسات العلاجية يثير تساؤلات عميقة حول الثقة والمهنية في مجال الصحة النفسية:

  • بعض المرضى اكتشفوا أن معالجيهم يستخدمون تشات جي بي تي خلسة خلال الجلسات، ما أدى إلى صدمة وشعور بالخيانة.
  • غياب الشفافية يجعل المرضى يشكون في صدق ال…

في المستقبل الذي يتخيله وادي السيليكون، ستكون نماذج الذكاء الاصطناعي متعاطفة جداً لدرجة أننا سنستخدمها بصفتها معالجين نفسيين. ستقدم الرعاية الصحية النفسية للملايين، دون أن تعوقهم المتطلبات المزعجة للمستشارين البشريين، مثل الحاجة إلى شهادات الدراسات العليا، والتأمين ضد الأخطاء الطبية، والنوم. أما في الحياة الواقعية اليوم، فثمة أمر مختلف تماماً يحدث.

في الأسبوع الماضي، نشرنا مقالاً عن أشخاص اكتشفوا أن معالجيهم النفسيين كانوا يستخدمون تشات جي بي تي سراً في أثناء الجلسات. في بعض الحالات لم يكن الأمر خفياً؛ فقد شارك أحد المعالجين شاشته عن طريق الخطأ في أثناء موعد افتراضي، ما سمح للمريض برؤية أفكاره الخاصة التي يكتبها ويقدمها إلى تشات جي بي تي في الزمن الحقيقي. ثم اقترح النموذج بعد ذلك ردوداً رددها المعالج كالببغاء.

إنه مقالي المفضل عن الذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة، ربما لأنه يجسد جيداً الفوضى التي يمكن أن تتكشف عندما يستخدم الناس الذكاء الاصطناعي بالطريقة التي أخبرتهم بها شركات التكنولوجيا.

كما تشير كاتبة المقال، لوري كلارك، فإن فائدة الذكاء الاصطناعي العلاجية ليست ضرباً من الخيال. في أوائل هذا العام، كتبت عن أول تجربة سريرية لبوت ذكاء اصطناعي صمم خصيصاً للأغراض العلاجية. وكانت النتائج واعدة! لكن لجوء المعالجين سراً لنماذج الذكاء الاصطناعي غير المعتمدة في مجال الصحة النفسية هو أمر مختلف تماماً. أجريت محادثة مع كلارك لمعرفة المزيد عما توصلت إليه.

لا بد لي من القول إنني انبهرت حقاً بأن الناس قد نبهوا معالجيهم بعد أن اكتشفوا أنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي سراً. كيف فسرت ردود فعل هؤلاء المعالجين؟ هل كانوا يحاولون إخفاء ذلك؟

في الحالات المذكورة في المقال جميعها، لم يفصح المعالجون النفسيون لمرضاهم عن كيفية استخدامهم للذكاء الاصطناعي. لذا سواء كانوا يحاولون صراحة إخفاء ذلك أم لا، فقد انتهى بهم الأمر إلى أن يبدو الأمر هكذا عندما انكشف. أعتقد أنه لهذا السبب، كان أحد أهم ما استخلصته من كتابة هذا المقال هو أنه يجب على المعالجين الإفصاح عن الوقت الذي سيستخدمون فيه الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه (إذا كانوا يخططون لاستخدامه). إذا لم يفعلوا ذلك، فإن ذلك يثير أسئلة مزعجة للغاية لدى المرضى عند اكتشافه ويهدد بتقويض الثقة التي نشأت بينهما بصورة نهائية.

اقرأ أيضاً: ما الذي يجب أن نتوقعه من بوتات الدردشة: الطبيب أم الصديق أم المعالج النفسي؟

في الأمثلة التي صادفتها، هل يلجأ المعالجون إلى الذكاء الاصطناعي بهدف توفير الوقت فحسب؟ أم يعتقدون أن نماذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن تمنحهم حقاً منظوراً جديداً لما يزعج شخصاً ما؟

يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يوفر الفرصة لتوفير الوقت. سمعت من بعض المعالجين أن الملاحظات تنغص حياتهم. لذا أعتقد أن ثمة بعض الاهتمام بالأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تدعم ذلك. كان معظم من تحدثت إليهم متشككين للغاية بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي للحصول على المشورة بشأن كيفية علاج المريض. وقالوا إن من الأفضل استشارة المشرفين أو الزملاء أو اللجوء إلى دراسات الحالة في الأدبيات. كما أنهم كانوا حذرين جداً من إدخال بيانات حساسة في هذه الأدوات.

ثمة بعض الأدلة على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم علاجات موحدة بدرجة أكبر ومعدة بصيغة أدلة استخدام مثل العلاج السلوكي المعرفي بفعالية معقولة. لذا من الممكن أن يكون أكثر فائدة في هذا المجال. لكن هذا ينطبق على الذكاء الاصطناعي المصمم خصيصاً لهذا الغرض، وليس أدوات للأغراض العامة مثل تشات جي بي تي.

ماذا يحدث إذا انحرف هذا الأمر عن مساره؟ ما هو الاهتمام الذي يحظى به هذا الأمر من مجموعات الأخلاقيات والمشرعين؟

في الوقت الحالي، تنصح الهيئات المهنية مثل الجمعية الأميركية للإرشاد النفسي بعدم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتشخيص المرضى، كما يمكن أن تكون هناك لوائح أكثر صرامة تمنع ذلك في المستقبل. فعلى سبيل المثال، أصدرت ولايتا نيفادا وإلينوي مؤخراً قوانين تحظر استخدام الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات العلاجية، وقد يتبعها المزيد من الولايات.

قال الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أيه آي، سام ألتمان، الشهر الماضي إن "الكثير من الناس يعتمدون على تشات جي بي تي بشدة وكأنه معالج نفسي إلى حد ما"، وهذا يعد أمراً جيداً بالنسبة له. هل تعتقدين أن شركات التكنولوجيا تبالغ في الوعود بشأن قدرة الذكاء الاصطناعي على مساعدتنا؟

أعتقد أن شركات التكنولوجيا تشجع بمهارة هذا الاستخدام للذكاء الاصطناعي فمن الواضح أنه طريق يتعلق من خلاله بعض الأشخاص بمنتجاتها. أعتقد أن المشكلة الرئيسية تكمن في أن ما يحصل عليه الناس من هذه الأدوات ليس "علاجاً نفسياً" بأي شكل من الأشكال. فالعلاج النفسي الجيد يتخطى مجرد التهدئة والمصادقة على ما يقوله الشخص كله. لم أتطلع في حياتي قط إلى جلسة علاج نفسي (حقيقية وشخصية). فغالباً ما تكون جلسات العلاج مزعجة للغاية، بل وباعثة على الكآبة. لكن هذا جزء من المغزى. يجب على المعالج النفسي أن يحفزك ويستدرجك ويسعى لفهمك. لا يفعل تشات جي بي تي أياً من هذه الأشياء.

المحتوى محمي