هل يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في كتابة أوصاف الوظائف؟ تجربة منظمة الأمم المتحدة تجيب

7 دقيقة
هل يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في كتابة أوصاف الوظائف؟ تجربة منظمة الأمم المتحدة تجيب
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية. تصميم: عبدالله بليد.

في تجربة أجرتها منصة التوظيف إمباكت بول، صيغ وصف وظيفي لمنصب رفيع في الأمم المتحدة بطريقتين: إحداهما يدوية بواسطة مسؤول توظيف بشري، والأخرى بواسطة أداة ذكاء اصطناعي. أرسلت كلتا النسختين إلى خبير تصنيف وظائف في الأمم المتحدة لم يكن يعلم مصدر كل وصف، وقد أشار الخبير إلى أن كلا الوصفين كانا مقبولين، بل اللافت للنظر أنه أشار إلى أن الوصف الذي أنشأه الذكاء الاصطناعي قد يكون أفضل من الوصف البشري في جوانب معينة.

سلطت هذه التجربة الضوء على نقطتين رئيسيتين هما، أولاً: قدرة الذكاء الاصطناعي على إنشاء وصف وظيفي مطابق بسرعة، وهي مهمة عادة ما تستغرق وقتاً طويلاً من قبل متخصصي الموارد البشرية، ثانياً: قدرة الذكاء الاصطناعي على إنشاء أوصاف وظيفية تلبي المعايير المهنية المعقدة لتصنيف الوظائف لمؤسسات مهمة مثل الأمم المتحدة.

كما تؤكد أهمية الذكاء الاصطناعي في عملية توظيف المواهب، فوفقاً لتقرير مستقبل التوظيف 2025 الصادر عن منصة لينكدإن، فإن كتابة أوصاف الوظائف بشكل أسرع وأسهل هي من أهم الفوائد التي يبحث عنها مسؤولو التوظيف، إذ يمكن لمسؤولي التوظيف إنشاء أوصاف وظيفية أكثر فاعلية وشمولية واستهدافاً تجذب المرشحين المناسبين مع توفير الكثير من الوقت.

فما هي أداة إنشاء وصف الوظائف المدعومة بالذكاء الاصطناعي؟ ولماذا تزداد شعبيتها لدى مسؤولي التوظيف؟ وما الذي يجعل أداة معينة الأفضل لحالات استخدام معينة؟

ما هي أداة إنشاء وصف الوظائف المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي؟

هي أدوات مدعومة بنماذج اللغة الكبيرة وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل معالجة اللغة الطبيعية والتعلم الآلي لإنتاج أوصاف وظيفية تلقائياً بناءً على إدخال معايير أساسية، مثل المسمى الوظيفي والمهام الرئيسية والمؤهلات الأساسية، وأحياناً اختيارية مثل اسم الشركة أو أسلوبها.

اقرأ أيضاً: 10 طرق لتبني مهارات الذكاء الاصطناعي وتصبح موظفاً لا يستغنى عنه

ما هي المشكلة التي تحلها لموظفي التوظيف وخبراء الموارد البشرية؟

على الرغم من فوائدها المتعددة، تركز أدوات إنشاء الأوصاف الوظيفية على ثلاثة معايير رئيسية:

أولاً: توفير الوقت والكفاءة

تنشئ مسودات وصف الوظائف في دقائق، ما يوفر على مسؤولي التوظيف عناء الكتابة اليدوية المتكررة ويسمح لهم بالتركيز على أنشطة ذات قيمة أعلى مثل التحضير لمقابلات المرشحين.

ثانياً: الاتساق والجودة

توفر العديد من الأدوات قوالب وظيفية جاهزة بتنسيق موحد لمنصات إعلانات الوظائف كافة، كما تحسن جودة اللغة لزيادة الوضوح وسهولة البحث، ويقوم بعضها بتضمين الكلمات الرئيسية تلقائياً، ما يضمن احترافية كل إعلان وظيفي وسهولة العثور عليه.

ثالثاً: الحد من التحيز والشمول

من خلال التركيز على المؤهلات والخبرات الموضوعية تساعد الشركات على جذب مجموعة متنوعة من المرشحين وتعزز سمعتها كجهة توظيف عادلة. على سبيل المثال تكشف بعض الأدوات عن المصطلحات المتحيزة وتقترح صياغة أكثر حيادية، بينما تسلط أخرى الضوء على العبارات التي قد تمنع فئات معينة من التقديم.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يجعل تجربة الموظف أفضل من أي وقت مضى

أبرز 10 أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء أوصاف الوظائف

يشهد سوق أدوات إنشاء أوصاف الوظائف المدعومة بالذكاء الاصطناعي تطوراً سريعاً وتنوعاً كبيراً من الأدوات متعددة الأغراض إلى المتخصصة للغاية. أصبحت هذه الحلول أكثر ملاءمة للاحتياجات المحددة أو مدمجة ضمن أنظمة قطاع الموارد البشرية. تشمل أبرز هذه الأدوات ما يلي:

1- أداة غو هاير GoHire

تتيح لك إنشاء وصف وظيفي كامل بما في ذلك المسؤوليات والمؤهلات في أقل من 30 ثانية بمجرد إدخال المسمى الوظيفي واسم الشركة، كما تتيح لك مشاركة الإعلان الوظيفي مجاناً على أكثر من 15 موقعاً للتوظيف بعد تعديله.

نقاط القوة الرئيسية:

  • سرعة فائقة في إنشاء الأوصاف الوظيفية.
  • سهولة الاستخدام بمدخلات قليلة.
  • إنشاء إعلانات وظائف جذابة ومحسنة لأي قطاع.

أفضل الاستخدامات: مثالية للشركات الصغيرة والناشئة التي تحتاج إلى أوصاف وظيفية احترافية بسرعة وجهد قليل. تعد خياراً ممتازاً لإنشاء وصف بسيط وواضح الصياغة بسرعة ونشره على نطاق واسع.

اقرأ أيضاً: 20 وظيفة جديدة ستظهر بسبب الذكاء الاصطناعي وستطلبها غالبية الشركات في العالم 

2- أداة تكستيو Textio

مدربة خصيصاً على ملايين نتائج التوظيف لتحليل إعلانات الوظائف وصياغتها وإنشائها وتقديم إرشادات آنية لضمان الشمولية ومواءمة هوية العلامة التجارية والامتثال، مع رصد التحيزات واقتراح حلول لها.

نقاط القوة الرئيسية:

  • القدرة على تحديد التحيزات اللغوية في الوصف الوظيفي وتصحيحها.
  • الاستفادة من مجموعات بيانات ضخمة لاقتراح صياغة تجذب أفضل المواهب.
  • إمكانية بناء هوية الشركة والحفاظ عليها في جميع إعلانات الوظائف.

أفضل الاستخدامات: مثالية للشركات المتوسطة والكبيرة ذات احتياجات التوظيف الكبيرة والشركات التي تعطي الأولوية للتنوع والمساواة والشمول في التوظيف.

3- أداة ريكوتي Recooty

تنشئ وصفاً وظيفياً كاملاً تلقائياً بمجرد إدخال المسمى الوظيفي والموقع، وتتيح إضافة اسم الشركة وأي تفاصيل إضافية قبل النشر. بمجرد الانتهاء يمكنك نشر الإعلان على أكثر من 250 موقعاً للتوظيف.

نقاط القوة الرئيسية:

  • تركز على تحسين إعلانات الوظائف لمحركات البحث، حيث تختار خوارزمياتها الكلمات المفتاحية لتعزيز ظهور الإعلان على جوجل ومواقع التوظيف.
  • تدعم حتى 10 لغات بما في ذلك العربية، ما يجعلها مثالية لإنشاء وصف واحد بلغات متعددة بسرعة.
  • تبسط عملية نشر إعلان الوظيفة عبر مئات المواقع، ما يساعد على الوصول إلى جمهور أوسع.

أفضل الاستخدامات: مثالية للشركات التي تسعى للوصول إلى جمهور واسع أو دولي. تعد خياراً ممتازاً عند الحاجة إلى إعلانات وظائف متعددة اللغات والرغبة في ضمان حصولها على ترتيب متقدم في نتائج البحث.

اقرأ أيضاً: 7 وكلاء ذكاء اصطناعي تساعد الشركات على تبسيط العمليات

4- أداة سيمبليفايد Simplified

تتيح إنشاء وصف وظيفي بأكثر من 30 لغة مع إمكانية تخصيص المحتوى بناءً على الأسلوب والخطاب ومستوى الإبداع.

نقاط القوة الرئيسية:

  • تدعم إنشاء أوصاف الوظائف بلغات متعددة لتلبية احتياجات مجموعة متنوعة من المرشَحين.
  • تسمح بتعديلات شاملة على الأسلوب والخطاب والمحتوى لتناسب هوية الشركة ومتطلبات الأدوار المحددة.
  • تضمن دقة التفاصيل وتوحيدها عبر مختلف مواقع إعلانات الوظائف، ما يقلل من الأخطاء البشرية.

أفضل الاستخدامات: مثالية لخبراء الموارد البشرية ومسؤولي التوظيف وأصحاب الشركات الصغيرة الذين يحتاجون إلى إنشاء أوصاف وظيفية احترافية وعالية الجودة بسرعة، خاصة عند السعي للوصول إلى مرشحين متنوعين.

5- أداة سكيما أيه آي Skima AI

تستخدم مجموعة بيانات ضخمة من أفضل أوصاف الوظائف واتجاهات السوق وغيرها لصياغة وصف وظيفي دقيق وجذاب وشامل، كما تبحث فوراً عن أفضل المرشحين الملائمين فور نشر وصف الوظيفة.

نقاط القوة الرئيسية:

  • القدرة على تحليل بيانات السوق واتجاهات التوظيف في الوقت الفعلي لصياغة أوصاف وظيفية تنافسية.
  • إمكانية الفحص التلقائي في مواقع التوظيف للعثور على أفضل المرشحين الملائمين بمجرد نشر إعلان الوظيفة.
  • التعلم المستمر لتحسين أسلوب الصياغة بناءً على تعديلات المستخدم واختياراته ونتائج التوظيف.

أفضل الاستخدامات: مناسبة للشركات من جميع الأحجام التي ترغب في أن تعكس إعلانات الوظائف أحدث اتجاهات القطاع وتحديد المرشحين المثاليين بسرعة.

اقرأ أيضاً: هل يمكن لشركة توظيف تستخدم الذكاء الاصطناعي أن تتنبأ بتنقُّلاتك الوظيفية؟

أدوات أخرى:

6- أداة ماي أوت ديسك MyOutDesk: تربط ثقافة الشركة بإنشاء الأوصاف الوظيفية عن طريق تحليل محتوى موقع الشركة، لتتعرف على ثقافة العلامة التجارية ورسالتها، ثم تنشئ الوصف الوظيفي بما يتوافق مع هويتها.

7- أداة غرامرلي Grammarly: معروفة بتصحيح الأخطاء اللغوية والنحوية، لكنها أصبحت تستخدم هذه القدرات لإنشاء أوصاف وظيفية. يمكنك إدخال المسمى الوظيفي ونبذة عن الشركة وستنشئ مسودة أولية يمكنك تحسينها باستخدام المحرر المدمج.

8- أداة ريكروت سي آر إم Recruit CRM: تتكامل مع أنظمة تتبع المتقدمين وإدارة علاقات العملاء مع القدرة على إنشاء الأوصاف الوظيفية تلقائياً واقتراح المهارات والكلمات المفتاحية المناسبة وتقديم الملخصات، لتوفير الوقت في إنشاء المحتوى.

9- أداة إيسي بيسي أيه آي Easy-Peasy.AI: تتيح إمكانية تفعيل نموذج جي بي تي 4 للحصول على وصف وظيفي عالي الجودة، علاوة على ذلك تتيح تعديل المسودة من خلال المحرر المدمج مباشرة.

10- بوتات الذكاء الاصطناعي التوليدي: تعد بوتات الدردشة مثل تشات جي بي تي وجيميناي وكلود وغروك خيارات ممتازة لمن يبحث عن طريقة سريعة لإنشاء مسودات أولية بسرعة وتجربة أنماط مختلفة، كما أنها مجانية تماماً، لذلك يمكن لأي شخص تجربتها قبل الانتقال إلى الأدوات المدفوعة الاحترافية الأكثر تخصصاً.

اقرأ أيضاً: عزز وجودك على لينكد إن باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

أهم الميزات التي ينبغي التركيز عليها عند البحث عن أداة إنشاء الوصف الوظيفي

- التخصيص والمرونة: يجب أن تكون الأداة قادرة على تصميم أوصاف وظيفية تناسب أدواراً وقطاعات عمل محددة، وأن تعكس هوية الشركة وثقافتها وقيمها الفريدة. كما ينبغي أن تتيح إدخال متطلبات محددة مثل الشهادات، سنوات الخبرة، والمهارات لجذب أفضل الكفاءات.

- الشمولية والحد من التحيز: ابحث عن أداة لديها القدرة على تحليل اللغة لتحديد المصطلحات المتحيزة واستبعادها، ما يعزز الشمولية ويجذب مجموعة متنوعة من المرشحين.

- تحسين محركات البحث: ينبغي أن تكون الأداة قادرة على تحسين اللغة لاستهداف كلمات مفتاحية محددة، ما يحسن ترتيب وصف الوظيفة في محركات البحث وظهوره على منصات التوظيف، ويضمن وصوله إلى جمهور أوسع من المرشحين.

- التكامل السلس: اختر أداة توفر التكامل التلقائي مع أنظمة الموارد البشرية الشائعة للمساعدة في أتمتة إدارة رحلة المرشح بأكملها من منصة واحدة ما يعزز الإنتاجية.

اقرأ أيضاً: ما هي الوظائف الأكثر عرضة لاستيلاء الذكاء الاصطناعي عليها؟

لماذا ينبغي عليك عدم الاعتماد الكامل على أدوات وصف الوظائف وحدها؟

  • قد تواجه هذه الأدوات صعوبة في فهم السياق المحدد والفروق الدقيقة والمتطلبات الضمنية للوظيفة، حيث قد تغفل مصطلحات خاصة بقطاع معين أو عناصر التوافق الثقافي غير المعلنة والتي تعد أساسية لنجاح عملية التوظيف.
  •  إذا أغفلت الأداة الفروق الدقيقة مثل المهارات الشخصية أو إمكانات القيادة أو سمات الشخصية المعقدة التي تتطلب بطبيعتها تقييماً بشرياً، فقد يؤدي إلى إنشاء أوصاف وظيفية لا تجذب المرشحين الملائمين تماماً للوظيفة وثقافة الشركة.
  • قد تبدو أوصاف الوظائف التي تنشئها أحياناً عامة أو غير شخصية أو نمطية وتفتقر إلى الأسلوب الفريد واللمسة الأصيلة التي تميز الشركة، ما قد لا يسهم في جذب المرشحين المحتملين لا سيما في أسواق العمل التنافسية.
  • قد تبرز خطورة أن تستخدم الأداة عن غير قصد التحيزات الموجودة في بيانات التدريب الخاصة بها، ما يؤدي إلى نتائج توظيف تمييزية، وتعد حالة أداة شركة أمازون مثالاً بارزاً على خطر تحيز الأدوات المدربة على بيانات غير متنوعة.
  • يمكن أن يؤدي أي سوء تعامل مع بيانات المرشحين الحساسة إلى تآكل عميق في الثقة، فإذا شعر المرشحون بعدم أمان بياناتهم أو إساءة استخدامها، فقد يثنيهم ذلك عن التقديم ما يؤثر على استقطاب الكفاءات مستقبلاً.
  • قد يؤدي الإفراط في الاعتماد على أدوات إنشاء وصف الوظائف المدعومة بالذكاء الاصطناعي في إعداد أوصاف الوظائف ومهام التوظيف الأخرى إلى نقص في الرقابة البشرية، ما قد يؤدي إلى عدم دقة وتوافق مع أهداف التوظيف الاستراتيجية أو تجربة غير شخصية للمرشح.

اقرأ أيضاً: ما الذي يجب أن يعرفه الرئيس التنفيذي عن الذكاء الاصطناعي التوليدي؟

دور الرقابة البشرية في عملية التوظيف المدعومة بالذكاء الاصطناعي

إن التركيز المستمر على أهمية الرقابة البشرية عند استخدام الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي ليس مجرد نصيحة، بل هو شرط أساسي لتكامل ناجح وأخلاقي مع الذكاء الاصطناعي، إذ إن القيود الحالية للذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعاطف والتفكير الأخلاقي والنقدي تتطلب التدخل البشري المباشر.

هذا يسلط الضوء على أهمية الجمع القوي بين الحكمة البشرية والكفاءة التكنولوجية التي تعتبر ضرورية للحد من المخاطر التي يمكن أن يظهرها الذكاء الاصطناعي وتخفيفها. فإذا اعتبرت الشركات أن الذكاء الاصطناعي بديلاً كاملاً، فإنها تخاطر بتوظيف مرشحين غير ملائمين لأسلوب الشركة وثقافتها، ما قد يؤدي إلى ارتفاع معدل دوران الموظفين وتكاليفه الباهظة.

اقرأ أيضاً: اكتشف أهم أدوات الذكاء الاصطناعي التي تجعل تنفيذ المهام اليومية أسهل

للحصول على أقصى فائدة من أدوات إنشاء أوصاف الوظائف المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ينبغي للشركات الالتزام بأفضل الممارسات مثل:

  • مراجعة المحتوى المنشئ وتنقيحه لضمان دقته ومواءمته.
  • توفير معايير شاملة للوصف الوظيفي للحصول على أفضل محتوى.
  • تطبيق تدابير حماية بيانات قوية للحفاظ على الثقة وتجنب المسؤوليات القانونية.
  • تطوير مهارات مسؤولي التوظيف للحصول على أقصى استفادة من هذه الأدوات.

المحتوى محمي