الدخل الشامل في مواجهة الروبوتات: تعرف على مرشح الرئاسة الأميركية الذي يحارب الأتمتة

4 دقائق
آندرو يانغ.

أعلن آندرو يانغ في فبراير أنه سيسعى للحصول على الترشيح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي لانتخابات 2020. أما مهمته الأساسية، فهي ضمان جاهزية أميركا للأتمتة.

ولكن كيف سيحقق ذلك؟ تسنَّت لي فرصة الجلوس معه في مؤتمر وورك أوسوم في نيويورك؛ حيث وجهت إليه بعض الأسئلة حول موقفه من أتمتة عمل الشاحنات، وسياسات الذكاء الاصطناعي، وموضوعه المفضل: الدخل الأساسي الشامل.

إيرين: لماذا تركز على الأتمتة والدخل الأساسي الشامل؟ إنها ليست بالمواضيع المعتادة للمرشحين الرئاسيين.

آندرو: يعود هذا إلى قناعتي بأنها المواضيع التي تسبب الاختلال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي نشهده حالياً. لقد وصل دونالد ترامب إلى الرئاسة لأننا قمنا بأتمتة 4 ملايين وظيفة تصنيع في ميشيغان وأوهايو وبنسلفانيا وويسكونسن وميسوري وإيوا، وهي جميع الولايات المعروفة بانقسامها المتكافئ ما بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، التي كان في حاجة إلى الفوز فيها لضمان فوزه بالرئاسة، وهو ما حدث فعلاً. ويدرك جميع من يعملون في المجال التكنولوجي بأننا على وشك أن نفعل هذا بملايين العمال في متاجر التجزئة ومراكز الاتصالات ومطاعم الوجبات السريعة وسائقي الشاحنات، وغيرهم في جميع قطاعات الاقتصاد.

وبالنسبة لي، لم يكن أمامي خيار في هذه المسألة. لم أقل لنفسي إنني سأترشح للرئاسة وسأختار القضايا التي سأركز عليها، لقد رشحت نفسي للرئاسة لأنني أعرف أننا على وشك الدخول في أعظم تحول اقتصادي ستشهده الصناعة على مستوى العالم، وأن رجال السياسة لدينا لا يفهمون ما يحدث على الإطلاق.

هل ترى أن التأثير الأساسي للأتمتة على الولايات المتحدة يعتبر سلبياً بشكل رئيسي؟

أميل للتركيز على مسألة قيادة الشاحنات لأنها قريبة إلى فهم الجميع. يجب أن نرحب باحتمال أتمتة عمل قيادة الشاحنات؛ لأنها ستنقذ الكثير من الأرواح، حيث يموت حوالي 4,000 أميركي في حوادث تتعلق بالشاحنات سنوياً. ولكن من الناحية الأخرى، هناك 3.5 مليون أميركي يقودون الشاحنات وهي وسيلتهم للعيش، ولهذا من المتوقع بطبيعة الحال أن تتسبب الأتمتة في أعمال شغب وغضب شعبي عارم، خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار وجود 5 مليون أميركي آخر يعملون في محطات الشاحنات والفنادق الطرقية والمطاعم وغيرها من المنشآت التي تعتمد بشكل أساسي على الشاحنات. وبالتالي ليس من السهل أن ننظر إلى الأتمتة بهذه البساطة على أنها جيدة أو سيئة وحسب، إن مهمتي كرئيس هي أن أجعل من الأتمتة شيئاً جيداً قدر الإمكان لأكبر عدد ممكن من الأشخاص.

متى تتوقع حدوث هذه التغيرات في مجال قيادة الشاحنات؟ لأننا نشهد نقصاً في سائقي الشاحنات حالياً، ويعتقد البعض أن التكنولوجيا قد تساعد على سد هذا النقص.

هناك نقص كبير في سائقي الشاحنات، والسبب هو أنه عمل صعب للغاية، ويتركه الكثيرون بسرعة لأنه يحمل الجسم أعباء شاقة، وهذا ما قد يؤدي في الواقع إلى تسريع أتمتته، لأن القائمين عليه سيقولون: "يبدو أننا في حاجة إلى نصف مليون سائق، ولهذا من الأفضل أن نؤتمت هذا العمل".

يقول لي الخبراء إن هذه التغييرات التي تستفسرين عنها ستظهر بعد فترة تتراوح من 5 إلى 10 سنوات. وقد نشهد في البداية نموذج عمل هجين؛ حيث نضع سائقاً بشرياً في شاحنة ونجعل شاحنة روبوتية تتبعها. ولكن بعد فترة قصيرة سترين قافلات صغيرة، ويصعد البشر إلى قمرة الشاحنة بعيداً عن المناطق الحضرية المزدحمة.

آندرو يانغ.
مصدر الصورة: يانغ 2020

أنت معروف بكونك من مناصري الدخل الأساسي الشامل باعتباره حلاً للمشاكل التي ستتسبب فيها الأتمتة. ما المعلومات والبيانات التي تعتقد أنها ضرورية لاختبار فعالية الدخل الأساسي الشامل وإثبات أنه حل محتمل؟

من الخطأ أن نعتقد أنه لا يوجد لدينا معلومات حول هذا الموضوع، حيث إن هذه المعلومات موجودة فعلاً، فقد تم تطبيق الكثير من البرامج المتوافقة مع نموذج الدخل الأساسي على مدى العقود المنصرمة، وقد أصبت بالذهول عند رؤية البيانات؛ حيث إنها أثبتت بوضوح أن تقديم الأموال للناس سيحسن من أسلوب حياتهم، وهو برأيي الإجراء الأفضل والأكثر تأثيراً لمساعدة هذا البلد على عبور هذه المرحلة الانتقالية بأمان.

من الواضح أن الدخل الأساسي الشامل سيكلف الكثير من الأموال. فهل تعتقد -إذا تم تطبيقه- أننا سنكون في حاجة إلى تخصيص موارد أخرى إضافة إليه للتعامل مع الأتمتة، مثل التدرب في الشركات أو برامج التأهيل الرقمية؟

أنا من أكبر المناصرين للاستثمار في برامج التدريب التقني والمهني والتدريب في الشركات. ولكن حتى لو تمكنَّا من تنفيذ هذه البرامج على أعلى المستويات، فسوف يستغرق هذا عدة سنوات، وربما حتى عدة عقود، وخلال هذا الوقت سنقوم بإلغاء معظم الوظائف الشائعة في الاقتصاد؛ ولهذا يجب أن نكون واقعيين في نظرتنا حول ما يمكن تحقيقه، والزمن اللازم لتحقيقه. إن تعديل تدفق رؤوس الأموال إجراء أكثر سهولة من إحداث تغيير شامل في نظام تعليمي مختل، أو تدريب ملايين الأميركيين على وظائف لسنا متأكدين من أنها تناسبهم.

ما المسائل التكنولوجية الأخرى التي تعتقد أنك يجب أن تركز عليها في حملتك الانتخابية؟

أعتقد أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون من أهم المسائل في هذه الانتخابات. ويقول لي بعض الأخصائيين من وادي السيليكون إن مجاراة الصين في الذكاء الاصطناعي ستكون أمراً صعباً، بسبب حجم الموارد التي تقدمها الصين لدعمه، أي أن الصدارة الأميركية في هذا المجال أصبحت في خطر حقيقي. نحن نعتمد حالياً على الشركات الخاصة، التي لا تمتلك -على الرغم من كل قدراتها الابتكارية- الموارد اللازمة لمجاراة ما تستطيع الحكومة الصينية فعله، حيث إنها قررت -باختصار- تقديم دعم غير محدود لعدة شركات تعمل في الذكاء الاصطناعي.

وتشعر الشركات التكنولوجية بالقلق إزاء الموضوع، وقد أخبرت القائمين على هذه الشركات أنني سأقدم كل المساعدة الممكنة إذا أصبحت رئيساً. وإن الهدف الأساسي هو تجنب نشوء سباق للتسلح في الذكاء الاصطناعي، ولكن هذا سيكون أكثر سهولة إذا كنت أحد المتصدرين بدلاً من أن تكون متأخراً عن بلد آخر.

من ناحية أخرى، ألا تعتقد بوجوب وضع سياسات لتنظيم الذكاء الاصطناعي؟

الجواب هو نعم، وبدون شك. وهو ما يوافقني فيه الكثيرون من مختصِّي التكنولوجيا في وادي السيليكون. وإذا أصبحت رئيساً، فسيكون من ضمن مشاريعي إنشاء وزارة جديدة للتكنولوجيا، واختيار وزير لها بحيث لا يكون مجرد مدير أو سياسي، بل أخصائياً تكنولوجياً حقيقياً، يحوز على إعجاب وتقدير أقرانه من مختصِّي التكنولوجيا. وسيعمل هذا الشخص في وادي السيليكون، قريباً من خضم الأحداث.

كما أننا في حاجة إلى دعم واستشارة دائمة من كبار الشخصيات التكنولوجية، وذلك حرصاً على ألا نفعل شيئاً ما قد يتحول -بصراحة- إلى خطر على البشرية كلها، فهناك تهديد وجودي محتمل، ولهذا فإن اتخاذ الإجراءات الواقية يعد من صلب مسؤوليات أية حكومة.

المحتوى محمي