تمّ الحكم على العالِم الصيني المسؤول عن إنشاء توأمين معدّلين جينياً بالسجن لمدة 3 سنوات من قِبل محكمة صينية.
قام هي جيانكوي، عالم الفيزياء الحيوية الذي تدرّب في جامعتي رايس وستانفورد، بصدم العالم حين أعلن في العام الماضي عن قيامه بإنشاء توأمين معدّلين وراثياً، يُشار إليهما باسم لولو ونانا.
وبالإضافة إلى عقوبة السجن، سيدفع جيانكوي غرامةً قدرها 425,000 دولار، كما سيتم حظره مدى الحياة من المشاركة في الأبحاث المتعلقة بالطب التناسلي. وذلك وفقاً لتقرير صادر عن وكالة أنباء الصين شينهوا، حيث أصدرت محكمة شنتشن نانشان الشعبية الحُكم بتاريخ 30 ديسمبر الماضي.
وكان جيانكوي قد استخدم تقنية تحرير الحمض النووي مُتعددة الاستخدام والمعروفة باسم كريسبر لتغيير جينومات التوأم، وذلك عندما كانتا أجنةً مخصبةً حديثاً في طبق بتري. وبعد ذلك، قام العلماء بنقل هذه الأجنة إلى رحم امرأة لبدء الحمل.
كما سيتلقى اثنان من زملاء جيانكوي -وهما العالمان "هو رين تشانغ" و"كين جينتشو"- أحكاماً بالسجن مدتها سنتان للعالم تشانغ، و18 شهراً للعالم جينتشو، وذلك لإجرائهما عمليات تعديل الجينات البشرية لأغراض التكاثر.
واتخذ فريق جيانكوي الجامعةَ الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا مقراً لهم، كما احتوت مسودّة للمخطوطة العلمية المتعلقة بإنشاء التوأم لائحةً تتضمّن أسماء 10 مؤلفين، بما في ذلك عمّال المختبرات وخبراء المعلوماتية الحيوية.
وليس من الواضح ما إذا كان الأعضاء الآخرون في الفريق سيواجهون عقوباتٍ أيضاً.
وبعيداً عن عقوبة جيانكوي، تستهدف العقوبات الأُخرى التي تم الإعلان عنها في الصين العلماءَ المسؤولين مباشرةً عن حقن مكونات تحرير الجينات في الأجنة البشرية، حيث يتم إجراء ذلك عادةً باستخدام إبرة فائقة الدقة.
وتشمل هذه العقوبات تشين، عالم الأجنّة المُسجَّل كأول مؤلف في مسودة المخطوطة، وتشانغ، الذي عُثر على اسمه في ورقة بحثية منفصلة غير منشورة تشرح التجارب الأولية، وتصفه بأنه قد "أجرى عمليات حقن الجنين البشري الدقيقة". وكان تشانغ في ذلك الوقت تابعاً لمركز الطب التناسلي التابع لأكاديمية قوانغدونغ للعلوم الطبية ومستشفى قوانغدونغ العام في قوانغتشو.
ووفقاً للمحكمة، تآمر جيانكوي وزملاؤه على المباشرة في البحث في بداية عام 2016 لإنشاء أطفال معدلين جينياً، واعتمدوا فكرة تعديل الجين المسمى سي سي آر 5 "CCR5"، مما قد يجعل الإنسان مقاوماً لفيروس نقص المناعة البشرية HIV.
وقد اعتقد جيانكوي أن بحثه سيجلب له الشهرة والثروة، كما قد يُصبح سبباً لثورةٍ علميةٍ ضخمةٍ للصين أيضاً، ولكن بعد أن كشفت إم آي تي تكنولوجي ريفيو عن وجود التجربة في نوفمبر من عام 2018، أدان معظم الخبراء بحثه على الفور، وفتحت سلطات المقاطعة ما وصفوه بالتحقيق الجنائي.
ويُعدّ بيان المحكمة الصينيّة هو المرة الأولى التي تعترف فيها السلطات الصينيّة بإنشاء طفل ثالث معدّل جينياً في الصين، وذلك بالإضافة إلى التوائم. حيث انتهى هذا الحمل الثاني خلال صيف عام 2019 على الأرجح.
كما وجدت المحكمة أن جيانكوي وزملاؤه " قد انتهكوا عن قصد القوانين الوطنية المتعلقة بالبحث العلمي والإدارة الطبية، وقاموا بالتسرّع في تطبيق تقنية تحرير الجينات على تقنيات التلقيح بالمساعدة".
وأثناء المحاكمة السرّية، قدم المحققون أدلّة تضمّنت المستندات وحسابات الشهود والملفات الإلكترونية ومقاطع الفيديو. وحسب التقارير، اعترف جيانكوي وشركاؤه بذنبهم.
ووفقاً لوكالة أنباء شينخوا، سيتم وضعه في "قائمة سوداء" تمنعه من استخدام تقنيات التلقيح بالمساعدة، وذلك بقية حياته.