دراسة تشير إلى فعالية الجمع بين لقاحات كوفيد المختلفة

2 دقائق
اختبار لقاح أوكسفورد وأسترازينيكا
حقوق الصورة: باتريك فان كاتويك/ بيكتشر-إليانس/ دي بي إيه/ صور أسوشييتد برس.

الخبر

في ورقة بحثية أولية نُشرت مؤخراً، أفاد الباحثون أن الأشخاص الذين حصلوا على جرعة من لقاح أكسفورد-أسترازينيكا ثم حصلوا بعد أربعة أسابيع على لقاح فايزر-بيو إن تك كانت لديهم استجابات مناعية أقوى من أولئك الذين حصلوا على جرعتين من لقاح أكسفورد-أسترازينيكا، وتماثل تقريباً المستويات التي يحصل عليها الذين تلقوا جرعتين من لقاح فايزر-بيو إن تك. 

تعدّ هذه الأخبار مطمئنة للبلدان التي قامت بالفعل بالجمع بين اللقاحات؛ ففي إسبانيا على سبيل المثال، عُرض على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً والذين تلقوا جرعة واحدة من لقاح أكسفورد-أسترازينيكا أن يأخذوا جرعتهم الثانية من لقاح فايزر كبديل؛ وذلك بسبب مخاوف من ارتباط حالات نادرة لتخثر الدم باللقاح الأول. وينبغي لهذه البيانات الجديدة أن تمنح الدول الأخرى المرونة في ظل تذبذب الإمدادات. ويقول ماثيو سنيب، طبيب الأطفال بجامعة أكسفورد والباحث الرئيسي في التجربة: "أعتقد أنه يمكن القول إن أياً من هذه الترتيبات يمكن أن تكون فعالة ضد كوفيد-19". لكن سنيب ليس مستعداً للقول بأن الجمع بين اللقاحات هو أفضل من الترتيبات التي تم اختبارها في دراسات المرحلة الثالثة الكبيرة. ويضيف: "ما زلت أشعر أن الخيار الافتراضي هو الالتزام بترتيبات اللقاح التي نعرف فعاليتها فعلاً من خلال الأدلة المباشرة".

التفاصيل

تأتي هذه البيانات كجزء من دراسة Com-CoV التي تضم أكثر من 800 شخص فوق سن الخمسين تم تقسيمهم عشوائياً إلى واحدة من أربع مجموعات. تلقت مجموعتان اللقاحات بالطريقة التي تم اختبارها بها، أي جرعتان من نفس الشركة. أما المجموعتان الأخريان، فحصل أفرادها على جرعة واحدة من كل لقاح. تم تصميم الدراسة لاختبار ما إذا كان حال الأشخاص الذين تلقوا لقاحين مختلفين سيكون أسوأ من أولئك الذين تلقوا جرعتين من نفس اللقاح. ولم يتم إجراء دراسة Com-CoV بهدف اختبار ما إذا كان المشاركون يتمتعون بالحماية من مرض كوفيد. بل يقوم الباحثون بتقييم كيفية تأثير ترتيبات اللقاحات تلك على استجابات الأجسام المضادة والخلايا التائية.

أظهرت دراسة نُشرت في شهر مايو أن الجمع بين هذه اللقاحات آمن، على الرغم من أنه أدى إلى آثار جانبية أكبر. في هذه الورقة البحثية، قدم الباحثون بيانات عن الاستجابة المناعية لدى 463 شخصاً حصل كل منهم على جرعتين بفارق أربعة أسابيع. ويقوم الفريق أيضاً باختبار فترة 12 أسبوعاً. ويبدو أن جميع الترتيبات تحفز استجابات مناعية قوية. وقد أدى الجمع بين لقاحين مختلفين إلى استجابات أقوى بالمقارنة مع جرعة مضاعفة من لقاح أكسفورد-أسترازينيكا. وفي الواقع، فإن المجموعة التي تلقت الجرعة الأولى من لقاح أكسفورد-أسترازينيكا ثم الجرعة الثانية من لقاح فايزر-بيو إن تك كان لديها مستويات أجسام مضادة أعلى تسع مرات من المجموعة التي حصلت على جرعة مضاعفة من لقاح أكسفورد-أسترازينيكا. لكن الجرعة المضاعفة من لقاح فايزر-بيو إن تك تفوقت على كل الترتيبات الأخرى، بما في ذلك الجمع بين لقاحين مختلفين مع إعطاء لقاح فايزر-بيو إن تك كجرعة أولى.

المحاذير

في هذه الدراسة، أدت جرعتان من لقاح أكسفورد-أسترازينيكا إلى الحصول على أدنى المستويات للأجسام المضادة. لكن سنيب يشير إلى أن تلك الدراسة اختبرت فترة أربعة أسابيع بين الجرعتين. وهذه ليست هي الطريقة التي يتم بها إعطاء اللقاح؛ فعادةً ما يفصل بين الجرعتين فترة تتراوح من 8 إلى 12 أسبوعاً. وتشير الدراسات إلى أن الفترات الأطول قد تكون أكثر فعالية؛ ففي مقالة أولية جديدة، وجد الباحثون أعلى مستويات الأجسام المضادة عند تأخير الجرعة الثانية لمدة 45 أسبوعاً. وقد يكون هذا هو السبب في أن أخذ جرعتين من لقاح أكسفورد-أسترازينيكا يبدو أنه يحفز الاستجابة الأضعف.

ما الخطوة التالية؟

يأمل الفريق أن يتمكّن في الشهر المقبل أو نحو ذلك من تقديم بيانات عن المجموعات التي يفصل بين الجرعتين فيها 12 أسبوعاً. وسيقومون أيضاً بتقييم مدة الاستجابة ودراسة ترتيبات مختلطة تتضمن لقاحين آخرين، هما مودرنا ونوفافاكس. يمكن أن تساعد هذه البيانات مسؤولي الصحة في تحديد اللقاحات التي ينبغي إعطاؤها كجرعة معززة عند لزومها. ويقول سنيب: "بناءً على ما شهدناه في هذه التجربة، هناك إشارة إلى أن تغيير الجرعة الثانية إلى لقاح يعتمد على الحمض النووي الريبي يمكن أن يكون له في الواقع بعض الفوائد فيما يتعلق بالأجسام المضادة".

المحتوى محمي