مع اندلاع مئات الحرائق على طول الساحل الجنوبي الشرقي للقارة الأسترالية، فرّ عشرات الآلاف من الأستراليين من منازلهم. ومن شبه المؤكد أن التغير المناخي هو المسؤول عن امتداد هذه الكارثة.
إلى أية درجة أصبح الوضع سيئاً؟
مع تدمير أكثر من ألف مبنى ومقتل 17 شخصاً منذ أكتوبر حتى تاريخ كتابة هذه المقالة، فإن موسم الحرائق هذا أصبح واحداً من الأسوأ في تاريخ أستراليا، على الرغم من أن الصيف هناك ما زال في بداياته.
ما الذي يؤدي إلى الحرائق؟
تُعتبر الحرائق البرية في الصيف أمراً شائعاً في أستراليا، غير أن التغير المناخي زاد من درجتها إلى حد كبير.
تراجعت الأمطار الربيعية خلال العقود الماضية، وحتى مع ارتفاع درجات الحرارة، أصبحت موجات الحر الشديد أكثر تكراراً، وأصبحت موجات الجفاف أكثر شدة، وذلك وفقاً لتقرير أصدره مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي في 2018. وقد ساهمت هذه العوامل في زيادة عدد الأيام التي تتصف "بخطر حرائق كبير" وساعدت على امتداد موسم الحرائق نحو الربيع.
وقد كانت السنة الماضية الأكثر حراً وجفافاً في تاريخ أستراليا، وأدت موجات الحر الشديد في ديسمبر إلى ظهور أرقام قياسية جديدة للحرارة في كافة أنحاء البلاد، وهيأت الظروف المناسبة لاندلاع الحرائق الكبيرة حالياً.
الاستجابة
يستميت آلاف رجال الإطفاء في مواجهة النيران. وقد حرَّكت الحكومةُ السفنَ والحوامات العسكرية لإسقاط الإمدادات وإنقاذ الناس العالقين على طول الشواطئ. كما فرض المسؤولون عمليات إخلاء إلزامية في بعض المناطق؛ وذلك خشية من امتداد هذه النيران الجهنمية إلى مناطق أخرى بسبب الحرارة المرتفعة والرياح المتوقعة.
تجاهل الأخطار
تعرض رئيس الوزراء سكوت موريسون إلى انتقادات غاضبة من الأستراليين في المناطق التي ضربتها الحرائق؛ وذلك بسبب استهانته بأخطار التغير المناخي، وفشله في الاستجابة للتوصيات المتكررة بتعزيز الدفاعات الأسترالية ضد الحرائق البرية وغيرها من الكوارث. وبالفعل، فإن التحالف المحافظ بقيادة موريسون قاد حملة انتخابية مؤيدة لاستخدام الفحم، وتعهد موريسون منذ ذلك الحين بحظر بعض أشكال النشاطات ذات الطابع المناخي، كما شكك في الصلة بين الحرائق والتغير المناخي في الأسابيع الأخيرة.