سواءً للدراسة في الخارج أو للحصول على فرص عمل أفضل أو لأسباب أخرى، يرغب الكثيرون في تعلم اللغات الأجنبية، ويُطلب منهم اجتياز اختبارات دولية، لكنهم لا يملكون الوقت الكافي لحضور دورات تدريبية، لذلك يبحثون عن وسائل أخرى لتنمية مهاراتهم اللغوية المختلفة، ومنها الذكاء الاصطناعي الذي برز مؤخراً واحداً من أهم المساعدين في العملية التعليمية.
كيف يعزز الذكاء الاصطناعي تعلم اللغة؟
يقدّم الذكاء الاصطناعي يد المساعدة في تعلم اللغات عن طريق:
- توفير مجموعة متنوعة من موارد التعلم بما في ذلك المقالات ومقاطع الفيديو والتمارين التفاعلية، وبمستويات صعوبة مختلفة تناسب تفضيلات المتعلمين.
- تخصيص مسارات تعليمية تتناسب مع احتياجات الطلاب ومستوى كفاءة المتعلّم ونقاط ضعفه.
- التوفر والمرونة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ما يسمح للمتعلمين بالدراسة في أي وقت يناسبهم.
- تلقي ملاحظات فورية حول النطق والقواعد واستخدام المفردات.
- التغلّب على الخوف من التحدث أمام الأخرين.
اقرأ أيضاً: أفضل 6 تطبيقات لتعلم اللغات الأجنبية
استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير المهارات اللغوية الأساسية
تتكون معظم اختبارات اللغات من عدة أقسام، تشمل اختبار مهارات المُتعلِّم في الاستماع والقراءة والمحادثة والكتابة. يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة على تطوير هذه المهارات بعدة طرق وأدوات مختلفة.
الاستماع
يتضمن قسم الاستماع مقاطع صوتية لمحادثة بين شخصين أو تقرير يقرأه الراوي، ثم الإجابة عن بعض أسئلة الفهم. تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي على إنشاء نصوص مكتوبة عبر أدوات توليد النصوص، ثم إنشاء الصوت عبر أدوات تحويل النص إلى كلام حاسوبياً لقراءتها، ومن ثَمَّ يمكن لبوتات الدردشة إنشاء أسئلة الفهم حول هذه النصوص. على سبيل المثال، يطلب المستخدم من بوت دردشة يعتمد على الذكاء الاصطناعي كتابة نص في موضوع ما مناسب لاختبار التوفل في اللغة الإنجليزية، ومن ثَمَّ الطلب من البوت قراءته والاستماع له جيداً، أو نقل النص لأداة أخرى تحوّل النص إلى كلام، ومن ثَمَّ سؤال البوت عن توليد أسئلة حول النص.
وفي حال إيجاد صعوبة في فهم نص مقروء، يمكن لأدوات تحويل الكلام إلى نص تحويل المقطع الصوتي إلى نصٍ مكتوبٍ يمكن للطالب قراءته وترجمته لزيادة فهمه. بالإضافة إلى ذلك، يمكن التدرب على لهجات مختلفة، والتحكم بسرعة الكلام، وزيادة القدرة على الاستماع إلى الكلام المتصل بسرعات أقل.
في بعض الاختبارات، يُطلَب كتابة تلخيص للمقطع الصوتي، ويمكن الطلب من أدوات الذكاء الاصطناعي تلخيص المقطع، ومقارنة الطالب لتلخيصه، والبحث عن نقاط مهمة ربما فاتته، وعبارات مختلفة يستخدمها الذكاء الاصطناعي، وكيفية تنظيم الإجابة، والتدرب على هذه المهارة بصورة أفضل.
القراءة
القسم الثاني من أقسام اختبارات اللغات هو القراءة، وتتضمن نصوصاً، وعلى الطالب أن يُجيب عن عدة أسئلة بالاعتماد على محتوى تلك النصوص. للتدريب على هذا النوع من الأسئلة، يتوفر العديد من الأمثلة عنها، لكن للحصول على نصوص مختلفة يمكن تلقي المساعدة من أدوات الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يختار الطالب واحداً من بوتات الدردشة، مثل تشات جي بي تي أو جيميناي وغيرها، ويرفع له نصاً مع أسئلته مأخوذاً من اختبار آيلتس مثلاً، ويطلب منه توليد نص جديد مع مجموعة أسئلة تعتمد النمط ذاته والأسلوب.
إذا لم يكن الطالب قادراً على الإجابة عن نصوص امتحان اللغة بعد، يمكنه الطلب من البوت توليد نصوص أبسط للتدريب، ورفع مستوى تعقيدها بالتدريج. أي يمكن الطلب من بوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي توليد نصوص أبسط من نصوص الامتحانات، مرفقة بمجموعة الأسئلة الخاصة بها.
تتوفر النماذج الامتحانية مع حلولها عادة، لكنها غالباً لا توفّر شرحاً للحل أو سبب اختيار الإجابة الصحيحة. يمكن الطلب من بوتات الدردشة توفير الحلول للنماذج غير المحلولة وشرحها، أو توفير شرح مفصل لسبب اختيار الإجابة الصحيحة ورفض الإجابات الأخرى.
اقرأ أيضاً: كيف سيغيّر الذكاء الاصطناعي مستقبل التعليم؟
المحادثة
قد تكون المحادثة هي القسم الأكثر صعوبة بالنسبة للكثيرين لأنهم يملكون المحصلة اللغوية المطلوبة، لكن لديهم صعوبة في استخدامها في أثناء الكلام، أو أنهم يواجهون صعوبة في ترتيب الجمل، أو أنهم يخطئون في لفظ بعض الكلمات. بالإضافة إلى ذلك، قد يجد الطالب صعوبة في إيجاد شريك يتحدث معه ويصحح له لفظه، وقد لا يجد في صف اللغة وقتاً كافياً للتحدّث وتطوير مهاراته.
تدعم بعض بوتات الدردشة المحادثة الصوتية، مثل تشات جي بي تي وجيميناي أيضاً. يستطيع الطالب تمكين هذه الميزة، ومن ثَمَّ الطلب من البوت أن يأخذ دور الفاحِص وتصحيح لفظ الطالب أو التراكيب التي يستخدمها، كما يمكن أن يطلب منه اقتراح مواضيع مختلفة للتحدث عنها، أو يمكنه طلب ترجمة مباشرة لأي كلمة أو تعبير لا يعرف معناه إلى لغته الأم. في المقابل، قد لا تكون هذه الطريقة هي الأفضل للتدرب على المحادثة، لأن البوت قد يطرح أسئلة متعددة في وقتٍ واحدٍ أو يعلّق أكثر من اللازم أو أقل من المطلوب على إجابة الطالب.
توجد طريقة أخرى للتدرب على المحادثة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، تتضمن رفع مقطع فيديو أو رابط على اليوتيوب لاختبار المحادثة الفعلي، والطلب من البوت تأدية دور الفاحص مع اعتماد الأسلوب ذاته الموجود في الفيديو، وطريقة طرح الأسئلة. في النهاية، يطلب المتعلّم من الذكاء الاصطناعي تقييم أدائه بشكل عام، أو إعطائه معايير التقييم المعتَمَدة في الاختبار للحصول على تقييم أقرب للواقع.
الكتابة
القسم الأخير من أقسام اختبارات اللغة هو الكتابة، وفيه يُقدَّم للطالب موضوعات مختلفة للكتابة عنها. تُقيّم كتابة الطالب بناءً على عدة معايير، من بينها تماسك النص المكتوب وترابطه، واستخدام مفردات ذات مستوى متقدم، وصحة التهجئة والقواعد النحوية.
للتدريب على هذا القسم، يكتب الطالب نصاً، ويطلب من بوت الذكاء الاصطناعي تصحيح ما كتب وتزويده بالملاحظات التي تجعل كتاباته القادمة أفضل. يستطيع الذكاء الاصطناعي أيضاً اقتراح مواضيع مختلفة للكتابة عنها، أو يمكن الطلب من الأداة الكتابة عن موضوع محدد، مع مراعاة معايير التقييم في الاختبار، ويستطيع الطالب الاستفادة منها في تطوير مهارته في الكتابة بأسلوب مماثل.
اقرأ أيضاً: أهم تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم
لا تعتمد على الذكاء الاصطناعي اعتماداً كلياً!
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي أداة مفيدة للتحضير لاختبارات اللغات الدولية، لكن يجب ألّا تعتمد عليه اعتماداً كلياً لعدة أسباب، منها:
- جودة الأصوات التي يولّدها الذكاء الاصطناعي غير طبيعية، وقد لا تكون مناسبة للتدرّب على المحادثة أو الاستماع.
- معظم أدوات الذكاء الاصطناعي لا تمتلك القدرة على الدخول في محادثات مطوّلة بعد.
- عدم الدقة في إجابات قسم القراءة، فقد لا تقدّم الأدوات إجابات صحيحة عن الأسئلة دائماً، أو شرحاً صحيحاً لسبب اختيار الاجابات.
- نصوص القراءة أو الاستماع التي يولّدها الذكاء الاصطناعي قد تكون أكثر تعقيداً من تلك الموجودة في أسئلة الاختبار الحقيقية.
- الذكاء الاصطناعي يقدّم ملاحظات محدودة خاصة في المحادثة والكتابة، مقارنة بالمعلم البشري.
- الاعتماد على الذكاء الاصطناعي قد يقلل التفاعل البشري، ما يؤثّر في مهارات المحادثة والفهم الثقافي.
- عدم ضمان الخصوصية لأن أدوات الذكاء الاصطناعي تجمع كميات هائلة من بيانات المستخدمين.
- الأعطال التقنية في أدوات الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى عرقلة عملية التعلم.