التخلُّص من الخلايا الهَرِمة قد يكون مفيداً للدماغ

2 دقائق
حقوق الصورة: ويكيبيديا

تعتقد مجموعة جديدة من شركات مكافحة الشيخوخة -مثل "يونيتي بيوتيك Unity Biotech" و"كليرا بيوتيك Cleara Biotech" و"أويسين بيوتكنولوجيز OISín Biotechnologies"- أن هناك علاقة بين ما يسمى بالخلايا الهرمة (تلك التي لم تعد قادرة على الانقسام) وبين آثار التقدُّم في العمر.

ويجري التفكير في أن التخلُّص من الخلايا التي دخلت في حالة السبات هذه من شأنه أن يؤدي إلى استعادة حيوية الشباب، ولكن لا يُعرف الكثير حتى الآن عن كيفية تأثير هذه الخلايا على الدماغ.

ويعتقد العلماء الذين قاموا بفحص أدمغة الفئران عن كثب حالياً أن الخلايا الهَرِمة يمكن أن يكون لها دور في التنكُّس العصبي وفقدان الذاكرة.

وفي الدراسة الجديدة وجد دارين بيكر (الباحث الرئيسي، وهو من مايو كلينيك بولاية مينيسوتا) أن الباحثين إذا قاموا بإزالة الخلايا الهرمة أو منعها من التراكم، فسيستطيعون منع حدوث تنكّس الدماغ عند الفئران المعرَّضة للإصابة به.

وتعدُّ النتائج التي نُشرت في مجلة "ناتشر Nature" من بين أولى الدراسات التي بحثت التقدُّم في العمر وإمكانية ارتباطه ببعض الحالات مثل مرض ألزهايمر ومرض باركنسون، ويقول لي وي ساي (مدير معهد بيكاور للتعليم والذاكرة في جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا، ومؤلف المقال الافتتاحي المصاحب للدراسة): "أعتقد أن هذه تعد وسيلة جديدة ومثيرة للاهتمام، وهي طريقة جديدة لدراسة التقدُّم في العمر، وأنا متفائل بأن هذه الفكرة الجديدة ستحفِّز الكثير من الناس ليفكِّروا في هذا الأمر".

كما يقول بيكر (عالم الأحياء الجزيئي) إن مفهوم إزالة الخلايا الضارة من الدماغ لا يزال بعيداً عن إمكانية تجريبه عند البشر؛ حيث إن الاختبارات المبكرة لهذا المفهوم في مكافحة الشيخوخة -مثل الاختبار الذي تجريه شركة يونيتي التي تمتلك براءات اختراع تحمل اسم بيكر كمخترع مشارك- لا تستهدف إلا أمراضاً معينة حتى الآن (مثل التهاب المفاصل في الركبتين) بدلاً من الشيخوخة ككل.

ويهتم بيكر بتقدُّم العمر منذ حوالي 15 سنة بعد تعديل الفئران جينياً لجعلها أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، ويقول إن تلك التغيُّرات أدت إلى تسريع عملية الشيخوخة، وكانت هناك أدلة على مشاركة الخلايا الهرمة في ذلك.

وقد أصبح استهداف هذه الخلايا الهرمة مسعى رئيسياً للعدد القليل من شركات مكافحة الشيخوخة، ويقول بيكر إنه غير متأكد عما إذا كان استهداف الخلايا الهرمة في الدماغ سيكون مفيداً أم لا، أو قد يكون له آثار جانبية مثل تحفيز الإصابة بالسرطان، ويضيف: "بصدق: ليس لدينا أي فكرة في الوقت الحالي".

ونظراً لأن الخلايا العصبية الناضجة لا تنقسم بشكل طبيعي بكل الأحوال، فلم تتَّضح كيفية تأثرها بتقدُّم العمر، كما أن الدراسة الجديدة تشير إلى أن الخلايا "المساعدة" (وهي الخلايا الدبقية والخلايا النجمية المحيطة بالخلايا العصبية) هي العامل الرئيسي في ذلك.

المحتوى محمي