نشرة خاصة من أدنوك
تتطور تكنولوجيا البلوك تشين بصورة مستمرة، حيث تعمل كل صناعة تقريباً على تسخير إمكانات البلوك تشين من أجل تحقيق الكفاءة والإنتاجية والأمن في مجالها العملي. ويعد قطاع النفط والغاز أحدثَ مجال يتمتع بفوائد البلوك تشين منذ فترة طويلة.
ولإيجاد تطبيقات البلوك تشين في قطاع النفط والغاز يتطلب الأمر البحث بشكل معمق في هذه الصناعة؛ حيث إن استكشاف وشاح الأرض بحثاً عن النفط والغاز يمثل مهمة أكثر بساطة من اكتشاف المساهمة التي يمكن للبلوك تشين أن تقدمها في قطاع الطاقة. ولكن هذا الارتباك يتغير تدريجياً مع تزايد عدد الصناعات التي تتبنى هذه التكنولوجيا.
هناك الكثير من الحلول التي توفرها البلوك تشين لقطاع النفط والغاز. وقبل معرفة هذه الحلول، من المهم أن ندرك التحديات التي ينطوي عليها قطاع الطاقة، وكيف يمكن للبلوك تشين أن تقدم مساعدة كبيرة فيه.
- طرق مبتكرة لنقل رواسب النفط الخام والغاز
- النقل الآمن لمكونات النفط الطيارة
- مقايضة وتسوية السلع الطاقوية
- الحفاظ على امتثال الصناعة للمعايير الذي يتغير بشكل متواصل
- إدارة سلاسل التوريد
- تأمين المدفوعات والفواتير
هذه المسائل قد تشكل عائقاً إن لم يتم تناولها بالطريقة الصحيحة. ومن المنتظر أن تتسبب تكنولوجيا البلوك تشين في إحداث التغيير المطلوب في هذه الصناعة. ويمكن إلقاء نظرة على بعض الحلول المذهلة التي يمكن للبلوك تشين أن تقدمها في قطاع الطاقة هذا:
- المنبع
تعرف صناعة المنبع بأنها استكشاف وإنتاج احتياطيات الغاز والنفط الخام. وتعتبر هذه الصناعة هي العنصر الأكثر تعقيداً في قطاع الطاقة، ولكنها الأكثر حيوية أيضاً.
هناك كميات لا حصر لها من البيانات ذات الصلة في قطاع النفط والغاز، التي تتطلب إدارتها، ووحدها البلوك تشين التي يمكنها أن تجعل الأمور مبسطة وفعالة في قطاع الطاقة. وأمام تحديات مثل توفير الأمان والكفاءة والشفافية، تمثل البلوك تشين الحلَّ المثالي لتحقيق كل ذلك.
- التسويات المالية
يمكن للاحتفاظ بالسجلات للمعاملات واسعة النطاق والتعاملات المالية التي تجري في قطاع الطاقة أن تصبح مهمة شاقة. ويعد التحقق من كل من ساعات العمل، واستهلاك الوقت، والعمل المنجز، والتأخيرات المتوترة بعضَ الجوانب الأخرى التي يتوجب تسجيلها.
ويوفر البلوك تشين وسيلة فعالة لإجراء التسويات المالية دون أي إمكانية لحدوث الأخطاء، فهي بديل مثالي لتسوية الفواتير.
- الهوية والشهادة
تتطلب صناعة النفط والغاز الحصول على شهادة من الشركة وكذلك شهادات من العمال للتحقق من صحة العمل. تأتي الشهادات من مصادر متعددة، وقد تتسبب في ظهور أخطاء.
يمكن للبلوك تشين تجميع كافة الشهادات في عقدة واحدة، وجعلها في متناول جميع الأطراف الفاعلة عند الحاجة؛ حيث ستقوم بوضع جميع الشهادات على سلسلة الكتل الخاصة بالصناعة حيث يمكن للجميع الوصول إلى الشهادات المرخصة والحالية الخاصة بالشركة.
- الحد من الأخطاء
أحد الأسباب الرئيسية التي تبرر ضرورة تطبيق البلوك تشين في قطاع النفط والغاز هو تقليل عامل الخطأ إلى أدنى حد ممكن. على الرغم من صحة الفكرة القائلة بأنه ليس بمقدور أي تكنولوجيا أن تتحمل عواقب الخسائر البشرية، فإن بإمكان البلوك تشين أن تتولى إجراء العمليات المعرضة للأخطاء بدلاً من البشر.
من البطاقات الميدانية، وبيانات الإنتاج والصيانة، إلى معلومات الموظفين، يمكن للبلوك تشين أن تبسط جميع العمليات الأخرى التي يتضمنها قطاع الطاقة.
تعاون أدنوك مع آي بي إم لاستثمار البلوك تشين في قطاع النفط والغاز
كشف عملاق قطاع النفط والغاز في دولة الإمارات "أدنوك" (شركة بترول أبوظبي الوطنية) عن تعاونه مع شركة آي بي إم لاستثمار تكنولوجيا البلوك تشين؛ حيث تم تنفيذ مشروع تجريبي كأول تطبيق -وفق اعتقاد مسؤولي أدنوك- للبلوك تشين في محاسبة إنتاج النفط والغاز، الأمر الذي فتح المجال أمام تسخير إمكانات هذه التكنولوجيا، وتحسين معايير الكفاءة من خلال تقديم أداء أكثر تفوقاً. وتعتزم الشركة توسيع تجربتها مع هذه التكنولوجيا عبر استثمارها في تطبيقات أخرى.
تتمثل إستراتيجية أدنوك للسنوات الاثنتي عشرة المقبلة في زيادة النمو والربحية في جميع مفاصل الصناعة؛ حيث سيتم التركيز على 3 مجالات أساسية: تعزيز صناعات المنبع، وتعزيز صناعات المصب، وتحقيق توريد مستدام للنفط والغاز.
ولتطوير الإستراتيجية قليلاً، فقد باعت أدنوك 5% من أسهمها في الحفر إلى شركة بيكر هيوز وذلك لزيادة الكفاءة التشغيلية. كما أن المشروع سوف يتتبع أداء أدنوك في مجالات النمو النظيف. وتعتقد آي بي إم أن هذا سيشكل قفزة محتملة لشركة أدنوك لتحسين كل من المصادر والبيانات المالية لأصولها.
إن تكنولوجيا البلوك تشين لن توفر منصة آمنة تتولى عمليات التتبع والتحقق والتداول بأمان فحسب، بل ستساعد أيضاً على الحد من الزمن اللازم لإجراء المعاملات. سيسمح تطبيق البلوك تشين بتخزين البيانات التي لا يمكن تغييرها إلا بتوافر الموافقة الكاملة للشبكة وجميع الأطراف المشاركة في المعاملات.
على سبيل المثال، سيقوم نظام البلوك تشين بتسجيل كمية النفط الخام التي يتم إرسالها من موقع الإنتاج إلى مصنع التكرير، أو كمية الغاز الطبيعي التي يتم تبادلها مع الشركات ومصانع التكرير مع ثمنها. وسيؤدي هذا بالتأكيد إلى تحقيق اللامركزية في تجارة وإنتاج النفط والغاز.
علاوة على ذلك، فإن البلوك تشين في قطاع النفط والغاز سوف تؤسس رابطاً أقوى بين العملاء والمستثمرين، مما سيعزز الشفافية في نهاية المطاف.
البلوك تشين تمثل تكنولوجيا ثورية تعمل على تحويل حياتنا في أكثر من طريقة. لقد قامت غالبية القطاعات -سواء أكانت مالية أو تجارية- بتبنّي تكنولوجيا البلوك تشين، وصناعة النفط والغاز هي الوافد الحديث بين القطاعات التي تقرّ بأهمية هذه التكنولوجيا، والتي تتبنى تطبيقها ضمن مفاصلها العملية.
يُفترض بالبلوك تشين أن تحل العديد من المسائل البارزة التي تتمحور حول قطاع النفط والغاز
بوجود تجارب ناجحة مثل الشراكة السابقة بين أدنوك وآي بي إم، فإن تكنولوجيا البلوك تشين سوف تزدهر بلا شك في قطاع النفط والغاز، مما يجعله أكثر كفاءة وفعالية من أي وقت مضى.
سيكون أمراً رائعاً أن نشهد التطور الذي تحدثه البلوك تشين في هذا القطاع بما يحقق المزيد من التطور على صعيدها الذاتي. وقد شكل هذا المشروع خطوة أولى مهمة لإطلاق العنان أمام الإمكانات الكامنة في سلسلة القيمة الهيدروكربونية لأدنوك.
من شأن تطبيق البلوك تشين في قطاع النفط والغاز أن يحسن العلاقات بين مصانع التكرير والعملاء النهائيين. وسوف يزيد ذلك من ضمان تخفيف المخاطر المتقلبة التي تنطوي عليها هذه الصناعة باتباع أكثر الطرق فعالية.