تُمثّل ميزة البحث العميق المدمجة في بوت الدردشة تشات جي بي تي أحد أهم التطورات في مجال البحث وإنشاء المحتوى بمساعدة الذكاء الاصطناعي، حيث حظيت بإقبالٍ كبيرٍ من المستخدمين في مختلف القطاعات، ما يشير إلى أنها قد بدأت بالفعل إحداث نقلة نوعية في سير عمل إنشاء المحتوى للكتاب والباحثين.
ما هي ميزة البحث العميق في تشات جي بي تي؟
البحث العميق (Deep Research) هي ميزة مدمجة في تشات جي بي تي مدعومة بنسخة من النموذج اللغوي أو3 (o3) محسّنة لتصفح الويب وتحليل البيانات، تستخدم استراتيجية توزيع المطالبات (Query Distribution) التي تجري مهامَّ بحثٍ شاملة ومتعددة الخطوات على شبكة الإنترنت العامة، من خلال البحث العميق بشكلٍ مستقل وجمع المعلومات من مصادر مختلفة قد تصل إلى العشرات اعتماداً على نوعية البحث، ثم تقديم تقرير شامل متعدد الصفحات في وقتٍ قصير جداً مقارنة بالوقت الذي يستغرقه البحث اليدوي.
اقرأ أيضاً: ما هي ميزة إمكانات تشات جي بي تي الجديدة في البحث على الإنترنت؟
كيف تختلف ميزة البحث العميق عن البحث التقليدي؟
يتميز البحث العميق في تشات جي بي تي عن أساليب البحث التقليدية بعدة جوانب أساسية هي:
- بينما تعتمد محركات البحث التقليدية على مطابقة الكلمات المفتاحية، يستخدم البحث العميق نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة لتفسير البيانات ومعالجتها، ما يؤدي إلى فهم أدق للمطالبات.
- عادةً ما يقدم البحث التقليدي قائمة بصفحات الويب ذات الصلة أو ملخصاً مولّداً بالذكاء الاصطناعي التوليدي، لكن البحث العميق يجمع المعلومات من مئات المصادر ويعمل على تحليلها وتنسيقها ثم إنشاء تقرير شامل.
- تُقدّم أدوات البحث التقليدية نتائج فورية تتطلب تصفية يدوية دقيقة، من ناحية أخرى قد يستغرق البحث العميق من 5 إلى 30 دقيقة لإكمال عمله، ولكنه يقدّم نتائج بحثية دقيقة وموثقة جيداً.
- يقدّم توثيقاً لكل استجابة بشكلٍ كامل مع استشهادات واضحة، وملخصاً لعملية التفكير، ما يُسهّل على المستخدمين الرجوع إلى المعلومات والتحقق منها من مصادرها الأصلية.
اقرأ أيضاً: كيف تجعل تشات جي بي تي يفهمك بشكل أفضل ويقدّم النتائج التي تريدها؟
5 نصائح لتحقيق أقصى استفادة من ميزة البحث العميق في تشات جي بي تي
يُعدُّ البحث العميق في تشات جي بي تي أداة فعّالة لأي شخص يحتاج إلى رؤى شاملة وموثوقة وموثقة جيداً فهو يُؤتمت عملية البحث، ما يؤدي إلى توفير الوقت والجهد، ولكن لتحقيق أقصى استفادة ينبغي لك معرفة كيفية استخدامه بكفاءة.
1- ابدأ بوضع أسئلة مهيكلة
بدلاً من الاتجاه مباشرة في بحثٍ موسعٍ، يمكنك اتباع نهج الأسئلة المهيكلة (Structured Questions) من خلال كتابة مطالبة لتجميع قائمة موسعة من الأسئلة ذات الصلة بموضوع البحث، ثم صياغة مطالبة واحدة احترافية، ما يضمن استجابة فعاّلة تساعد على كشف الجوانب المهمة وتوجيه عملية البحث لتكون أكثر تركيزاً لفهم شامل للموضوع ، التي قد يتم تجاهلها لولا ذلك.
مثال: (لخص فوائد العمل عن بُعد في حدود 1300 كلمة مع ذكر 5 إحصائيات من مصادر موثوقة، استخدم نصاً غامقاً للمقاييس الرئيسية).
الهيكل: المهمة + التنسيق + متطلبات المصادر.
2- حدّد المصادر وحسّنها
غالباً ما يُعطي البحث العميق الأولوية للمحتوى من مواقع الشركات المعروفة أو التي لديها اتفاقيات ترخيص مع شركة أوبن أيه آي، والتي قد لا تقدّم دائماً وجهات نظر محايدة. ومن ثَمَّ، إذا أردت إبراز وجهات نظر أكثر شمولاً، حدّد المصادر المُفضلة في مطالبتك.
مثال: (استخدم مصادر من خبراء الصناعة، بما في ذلك المدونات والمقالات المستقلة ونصوص الفيديو من يوتيوب وإكس وتجنب المحتوى المركز على التسويق).
3- حدّد إطاراً زمنياً للبحث في المصادر
في المجالات سريعة التغير مثل الذكاء الاصطناعي أو التمويل، قد تكون المعلومات القديمة غير موثوقة أو مواكبة لما يحدث حالياً، لتجنب ذلك حدّد إطاراً زمنياً في مطالبتك لضمان أن يعكس بحثك التطورات والتوجهات الحالية بدلاً من التوجهات والمعلومات القديمة.
مثال: (اشرح الإنجازات الكبيرة في مجال الحوسبة الكمومية منذ عام 2022 مع الاستشهاد بأوراق بحثية نُشِرت بعد يناير 2023).
4- ابحث عن وجهات نظر متباينة
يميلُ البحث العميق في تشات جي بي تي افتراضياً إلى دمج المعلومات في وجهة نظر واحدة سائدة، ومن ثَمَّ لضمان بحث أكثر توازناً اطلب منه صراحةً في مطالبتك تضمين آراء متنوعة، خاصة لمواضيع البحث المتعلقة بالتحليلات واتخاذ القرارات.
مثال: (قدّم وجهات نظر متعددة حول [عنوان موضوع البحث] بما في ذلك وجهات النظر المتعارضة والحجج المُضادة).
5- اربط موضوع بحثك بالمعرفة الموجودة
يمكنك تعميق فهمك لموضوع البحث من خلال المطالبة بربط نتيجة البحث بالمفاهيم الراسخة سابقاً لتوفير سياق أغنى، واستكشاف العلاقات بين بحثك الحالي والمعرفة القديمة.
مثال: (اربط هذا البحث بـ [نظرية محددة] واشرح الصلة) أو (قارن هذه الأفكار بـ [البحث السابق]).
اقرأ أيضاً: تحذير: لا تشارك هذه المعلومات مع تشات جي بي تي
كيف تُقارن ميزة البحث العميق في تشات جي بي تي مع منافسيها؟
على الرغم من أن شركة أوبن أيه آي كانت من أولى شركات الذكاء الاصطناعي التي تقدّم ميزة البحث العميق عبر بوت الدردشة تشات جي بي تي، فإن منافسيها لم يتأخروا كثيراً في اللحاق بها بالمفهوم والاسم نفسه، من ضمنها شركة جوجل ومحرك البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي بيربليكستي وبعض أدوات البحث الأكثر تخصصاً.
حيث تجتمع جميعها في وظيفة واحدة وهي تسهيل عملية البحث عبر الويب والمنصات المتخصصة باستخدام أحدث نماذج التفكير، ولكل منها نقاط قوة فريدة. على سبيل المثال، يتميز البحث العميق التابع لمحرك البحث بيربليكستي بالسرعة والشفافية في تقديم نتيجة البحث مرفقة بالمصادر.
بينما تستفيد ميزة البحث العميق المدمجة في بوت الدردشة جيميناي من تكامله مع نظام جوجل البيئي وقدرته على التعامل مع طلبات البحث ذات السياق الطويل، كما يتخصص إليسيت أيه آي (Elicit AI) في تبسيط عملية مراجعة المصادر الأكاديمية والأوراق البحثية، وهو مناسب بشكلٍ أساسي للباحثين والطلاب والأكاديميين من مختلف التخصصات.
كما تقدّم ميزة البحث المدمجة في بوت الدردشة كلود التابعة لشركة أنثروبيك عملية تفكير مطولة وتوفّر توازناً قوياً بين الأداء والسرعة في ميزة البحث الخاصة به، بينما يقدّم لوجيكالي أيه آي Logically AI) ) منصة شاملة تدمج إدارة المراجع مع قدرات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
تجدر الإشارة إلى أن معظم ميزات البحث العميق المدمجة في بوتات الدردشة أو المستقلة تتطلب الاشتراك مع وجود خيارات للاستخدام المجاني، ولكن مع بعض القيود، حيث توفّر بعضها عمليات بحث عميق تصل إلى 3-5 عمليات بحث يومياً، بينما يوفّر البعض الآخر حدود استخدام قد تصل إلى 5-10 عمليات بحث شهرياً، لكن يتطلب الوصول إلى عددٍ أكبر من عمليات البحث العميق الاشتراك في الإصدارات المتميزة التي يبدأ سعرها من 20 دولاراً في الشهر.
علاوة على ذلك، تُعدُّ ميزة البحث العميق مثالية لمهام البحث المعقدة ومتعددة الأوجه التي تعتمد على تجميع المعلومات من مصادر متنوعة، لذا بالنسبة للاستفسارات البسيطة التي تتطلب إجابات فورية، يمكن استخدام ميزة البحث العادية التي قد تكون أكثر فاعلية لتوفير الوقت.
اقرأ أيضاً: 8 نصائح لتحسين دقة إجابات تشات جي بي تي وتقليل ظاهرة الهلوسة
أفضل الممارسات لتحقيق نتائج بحث عالية باستخدام البحث العميق في تشات جي بي تي
- بدلاً من كتابة مطالبة بصيغة: (أخبرني عن السيارات الكهربائية)، قد تكون الصيغة الأكثر فاعلية هي: (حلل الوضع الحالي لاعتماد السيارات الكهربائية في المناطق الحضرية، بما في ذلك عوائق التبني والتوقعات للسنوات الخمس المقبلة).
- راجع المصادر دائماً، وإذا بدا أحدها غير صحيح فغيّر صياغة السؤال مثل: (هل يُمكنك إعادة التحقق من المصدر [رقم المصدر]؟).
- استخدم أزرار الملاحظات (أعجبني أو لم يعجبني) أو تعليقات نصية مثل: (هذا القسم يحتاج إلى مزيدٍ من التوازن) لتوجيه عمليات الاسترجاع اللاحقة.
- يمكنك دمج ميزة البحث العميق مع مكون إضافي لتنفيذ التعليمات البرمجية للتحقق من صحة الإحصائيات أو إنشاء مخططات بيانية أو لإنشاء ملخصات نصية، بالنسبة لنتائج البحث التي تحتوي على معلومات وبيانات كثيرة.
- قم بتسمية جلسات البحث واحفظها، مثل (مخطط أخلاقيات الذكاء الاصطناعي)، حتى تتمكن من العودة إليها والتوسع فيها لاحقاً دون البدء من الصفر.
- يمكن أن تؤدي عمليات البحث المتعمقة إلى استنفاد رصيد المطالبات بسرعة، لذا يُنصح أولاً بإجراء بحث يدوي عن الموضوع وقراءة عدة مصادر لتكوين رؤية مبكرة عنه، قبل التوجه إلى استخدام ميزة البحث العميق.
- اطلب زيادة التركيز على المصادر الأكثر موثوقية ليقضي وقتاً أطول في تحليل عدد أقل من المصادر عالية الجودة، بالنسبة للمواضيع شديدة التخصص مثل الحوسبة الكمومية.
- لا تعتمد اعتماداً كُلياً على نتيجة البحث التي تُقدم لك، بل خُذ وقتك في مراجعة التفاصيل المقدمة كلّها حتى تضمن صحتها وموثوقيتها، لأن ميزة البحث العميق يمكن أن تميل إلى الهلوسة خاصة في المطالبات الأكثر تعقيداً.