الأميركيون يريدون تنظيم الذكاء الاصطناعي ولكنهم لا يثقون بأحد للقيام بذلك

2 دقائق

في 2018، ظهرت الكثير من الحوادث المثيرة للجدل حول الذكاء الاصطناعي، والتي كانت بمثابة تنبيه لأخصائيي التكنولوجيا وصانعي السياسات والعامة. وعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا جلبت لنا تطورات عديدة ومفيدة في الكثير من المجالات، فقد أظهرت فشلاً ذريعاً أيضاً عند بنائها بشكل خاطئ أو عدم توخي الحذر في تطبيقها.

ولهذا، ليس هناك ما يفاجئ في تباين الآراء في الشارع الأميركي حول الاستمرار في تطوير الذكاء الاصطناعي، والاتفاق شبه الكامل على ضرورة تنظيمه، وذلك وفقاً لدراسة جديدة أجراها كل من مركز حوكمة الذكاء الاصطناعي ومعهد مستقبل البشرية في جامعة أوكسفورد.

تعتبر هذه الحوادث دروساً هامة يجب أن يأخذ منها صانعو السياسات وأخصائيو التكنولوجيا العبر عند نقاش أفضل الطرق لتنظيم الذكاء الاصطناعي، كما يقول آلان دافو، وهو مدير المركز وأحدث مؤلفي التقرير: "لا يوجد حالياً إجماع على دعم تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم، أو على كونه جيداً للبشرية. ويمكن لأفكار كهذه أن تجعل من تطوير الذكاء الاصطناعي مسألة غير قانونية أو تقود إلى تبعات سياسية مضادة لهذا التطوير".

من الواضح أنه يجب على صانعي القرار في الولايات المتحدة والعالم أن يفهموا مخاوف العامة بشكل أفضل، وكيف يمكن التعامل معها. إليك بعض النقاط الهامة في التقرير. الأميركيون ليسوا واثقين من أنه أمر جيد.

على الرغم من أن داعمي تطوير الذكاء الاصطناعي من الأميركيين أكثر من معارضيه، فلا يوجد إجماع واضح على أي من الرأيين.

تعتقد نسبة كبيرة من المشاركين في الاستبيان أيضاً أن الذكاء الاصطناعي من المستوى البشري سيكون مؤذياً أكثر مما سيكون نافعاً للبشرية.

عندما طُلب من المشاركين ترتيب مخاوفهم، وضعوا ضعف خصوصية البيانات وتزايد تعقيد الهجمات السيبرانية في المقدمة، من حيث الأهمية ومن حيث احتمال تأثيرهما على الكثير من الأميركيين خلال السنوات العشر المقبلة. جاءت الأسلحة المؤتمتة في المرتبة التالية مباشرة من حيث الأهمية ولكنها كانت أقل احتمالاً من حيث التأثير على نطاق واسع.

يريد الأميركيون حوكمة أفضل

يعتقد 8 من بين كل 10 أميركيين أنه يجب إدارة الذكاء الاصطناعي والروبوتات بعناية. غير أن القول أسهل من الفعل، لأنهم لا يثقون بأي جهة كانت لتنفيذ هذه المهمة. ومن بين الخيارات المطروحة من الوكالات الفدرالية والعالمية والشركات والمنظمات اللاربحية والجامعات، لم يحصل أي خيار على ثقة أكثر من نصف المشاركين لتطوير وإدارة الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول. غير ان الجيش الأميركي وباحثي الجامعات حصلوا على أعلى نسبة من الثقة لتطوير هذه التكنولوجيا، على حين حازت الشركات التكنولوجية والمنظمات اللاربحية على أعلى نسبة من الثقة لإدارتها وتنظيمها، متفوقة على الحكومة.

يقول دافو: "أعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم فوائد جمة". ولكن التقرير يبين عائقاً أساسياً يمنع تحقيق هذا الأمر: "يجب أن تحرص على وجود إجماع كبير وشرعي على ما سيقوم به المجتمع".

المحتوى محمي