حصل عالما الفلك السويسريان ميشيل مايور وديدييه كيلوز على نصف جائزة نوبل في الفيزياء لهذا العام؛ وذلك لاكتشافهما أولَ كوكب خارج نظامنا الشمسي يدور حول نجمٍ شبيه بالشمس، وبهذا الاكتشاف يبزُغ فجر مجالٍ جديد في علم الفلك وهو علم الكواكب الخارجية.
قصة هذا الاكتشاف
في عام 1995، اكتشف العالمان مايور وكيلوز كوكباً يدور حول نجم شبيه بالشمس اسمه 51 بيجاسي، يبعد عنا أكثر من 50 سنة ضوئية ويقع في كوكبة بيجاسوس. وقد استخدم العالمان مِطيافاً للكشف عن الذبذبات الصغيرة في الضوء المُنبعِث من النجم المُضيف، وتبيَّن أن هذه الذبذبات ناجمة عن التأثيرات الثقالية لكوكب خارجي ساخن وكبير الحجم وذي طبيعة غازية يدور حول هذا النجم على مسافة 6.9 مليون كيلومتر منه. وقد تم التحقق من هذا الكوكب الخارجي، الذي سُمِّي لاحقاً 51 بيجاسي بي، بعد أسبوع من قِبل فريق آخر يستخدم مرصد ليك في كاليفورنيا.
وعلى الرغم من أن أول اكتشاف لكوكب خارجي كان في عام 1992 (تَمثَّل في اكتشاف زوج من الكواكب التي تدور حول نجم نابض يبعد عنا 2300 سنة ضوئية)، فإن بيجاسي 51 بي يُعتبَر أول اكتشاف لكوكب خارجي يدور حول نجمٍ شبيه بالشمس.
اكتشاف يمثل نقطة البداية
منذ ذلك الحين، اكتشف علماء الفلك أكثر من 4000 كوكب خارجي في جميع أنحاء المجرة، وتتفاوت هذه الكواكب بدرجة كبيرة فيما بينها من حيث النوع والحجم؛ حيث نعتقد الآن أن معظم النجوم لديها كواكب تدور حولها، وهو ما يُعدُّ بمنزلة تحول جذري عن الاعتقاد الذي كان سائداً خلال معظم أبحاث القرن العشرين. لقد أحيَتْ هذه الاكتشافات الكثيرة الأملَ في العثور على عالَم آخر صالح للحياة.
النصف الآخر من الجائزة
حصل العالم الكندي جيمس بيبلس على النصف الآخر من جائزة نوبل في الفيزياء لهذا العام؛ وذلك لعمله في دراسة الوهج الخافت للإشعاع الذي خلَّفه الانفجار الكبير، حيث شكّل عملُه منصةً لعلم الكون الحديث. وقد أدت نظريات بيبلس في نهاية المطاف إلى توصيف الخصائص المميزة للمادة المظلمة والطاقة المظلمة وإلى إدراك حقيقة أن المادة العادية تُشكِّل 5% فقط من الكون.