3 استراتيجيات ترفع جودة مخرجات الأوامر التي تدخلها إلى نماذج الذكاء الاصطناعي

انتشر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل وسيلةً لرفع الإنتاجية وأداء مهام متعددة، حتى إن الكثيرين يخشون اليوم من أن يحل الذكاء الاصطناعي مكانهم في العمل. وعلى الرغم من وجود العديد من التطمينات، وعلى رأسها عبارة "ستُستبدل بزميل يعرف كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي" التي تُعدّ حافزاً مشجّعاً لتعلم استخدام هذه الأدوات، فإنها لا تفي بالغرض تماماً، حيث يخشى 62% من أبناء الجيل زد من استبدالهم بالذكاء الاصطناعي خلال العقد القادم. لكنْ، يتعلق الأمر بكفاءة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، التي يجب ألّا تُستخدم مجيباً آلياً يعد ملخصات عن مسائل تلقّنه إياها كمدخلات فقط.

كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي لتصبح أكثر كفاءة في عملك؟

أن تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحقق كفاءة عالية في عملك، هو أمر يختلف عن استخدامه بطريقة اتكالية اعتمادية بالكامل في عملك، يعني ذلك أن تنظر إليه شريكاً جيداً، لا خادماً ينوب عنك في أداء عملك، وصولاً إلى المرحلة التي يصبح فيها أكثر ذكاءً منك!

فكّر في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لرفع إنتاجيتك في العمل من خلال المفاصل التالية:

أتمتة الأعمال الروتينية

كاستخدام أدوات أتمتة العمليات الروبوتية (RPA) المدعومة بالذكاء الاصطناعي للتعامل مع المهام الروبوتية مثل إدخال البيانات وإعداد الفواتير وإنشاء التقارير، كما يمكن أتمتة جدولة المهام وإدارة رسائل البريد الإلكتروني ومعالجة المعاملات؛ فقد ساعد ذلك شركات مثل IBM على توفير وقت العمل وتحسين جودة البيانات.

مثال: بوت الدردشة بيرفكت بوت PerfectBot، هو بوت دردشة قائم على محرك جي بي تي GPT مصمم لتبسيط خدمة عملاء التجارة الإلكترونية، ويقوم بـ:

التفاعل مع المستخدمين: يجيب عن الأسئلة الشائعة ويوفّر دعماً فورياً دون الحاجة إلى تدخل بشري.

أتمتة المهام الروتينية: مثل حجز المواعيد وجمع البيانات وتوجيه العملاء وإكمال طلبات بسيطة.
تحسين تجربة العملاء: من خلال الرد السريع والدقيق على الاستفسارات وتقديم المساعدة على مدار الساعة.
زيادة كفاءة العمل: بتخفيف العبء عن فِرق الدعم وخدمة العملاء.

تحسين عملية إنشاء المحتوى

يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي، كتشات جي بي تي وجيميناي وكلود وديب سيك وغيرها، أن تساعدك في عملية إنشاء المحتوى الروتيني المستهلك للوقت مثل رسائل البريد الإلكتروني وكتابة التقارير وإنتاج محتوى تسويقي وإنشاء عروض تقديمية. هذا الأمر بالغ الأهمية لفِرق التسويق والمبيعات والاتصالات، إذ يُمكّنها من توسيع نطاق إنتاج المحتوى وتحسين جودته.

مثال: تُمكّن منصات مثل تيم جي بي تي Team-GPT وجاسبر أيه آي Jasper AI الفِرق من إنشاء مقالات مُحسّنة لمحركات البحث، ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي ونصوص إعلانات بكفاءة.

تعزيز عملية اتخاذ القرار

يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل مجموعات البيانات الضخمة لتحديد الاتجاهات والتنبؤ بالنتائج وتقديم رؤى عملية. على سبيل المثال، تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالمبيعات واحتياجات الصيانة ومراقبة سلاسل التوريد بحثاً عن المخاطر.

يؤدي هذا النهج القائم على البيانات إلى اتخاذ قرارات أعمال أذكى وأسرع، ويساعد المؤسسات في الحفاظ على مرونتها في البيئات المتغيرة.

مثال: يمكنك تغذية بياناتك إلى نموذج جي بي تي مخصص لتحليلها لك واستخراج النتائج.

تبسيط التواصل والتعاون

تُسهّل المنصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التعاون بسلاسة من خلال تنظيم المحادثات والمستندات وسير العمل آنياً. تُتيح أدوات مثل تيم جي بي تي للفِرق العمل معاً على المستندات ومشاركة الأفكار بكفاءة.

كما يُمكن للذكاء الاصطناعي تدوين الاجتماعات وتلخيص المناقشات وإنشاء ملاحظات قابلة للبحث، ما يجعل المعلومات أكثر سهولة في الوصول إليها وقابلية للتنفيذ.

مثال: يمكن لأوتر أيه آي Otter.ai ومايكروسوفت تيمز Microsoft Teams، تفريغ كلام الاجتماعات تلقائياً وتلخيص المحتوى.

تنظيم المهام وترتيب الأولويات

استخدم مساعدي الذكاء الاصطناعي لإدارة تقويمك وجدولة اجتماعاتك وتحديد أولويات مهامك. تُحلّل هذه الأدوات عبء عملك وتقترح الأوقات المُثلى للاجتماعات أو المواعيد النهائية، ما يُقلّل تضارب المواعيد ويُحسّن إدارة الوقت. يساعدك الذكاء الاصطناعي أيضاً على تنظيم بريدك الإلكتروني من خلال تصنيف الرسائل وإبراز المراسلات المهمة.

مثال: من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تساعدك على تنظيم بريدك الإلكتروني وتسهيل التعامل معه:

سوبرهيومان Superhuman: تطبيق بريد إلكتروني سريع مع ميزات ذكية مثل تذكير بالرسائل وجدولة الرسائل وتصنيفها تلقائياً.
ساين بوكس SaneBox: أداة لتحليل رسائل البريد الوارد وتصنيفها تلقائياً إلى مجلدات مثل "مهم"، "لاحقاً" أو "غير مهم"، مع إمكانية تلخيص الرسائل.
سبارك Spark: يساعد على فرز البريد الإلكتروني بشكلٍ تلقائي، ويُتيح التعاون في كتابة الرسائل ومشاركتها مع الفريق.

رقمنة المعلومات وتلخيصها

تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي تحويل الملاحظات المكتوبة بخط اليد إلى نص رقمي، وتلخيص المستندات المطولة واستخلاص النقاط الرئيسية من الاجتماعات أو التقارير. هذا يوفّر وقت النسخ اليدوي ويضمن سهولة استرجاع المعلومات المهمة.

مثال: يمكن تحميل صورة تحتوي على نص مكتوب بخط اليد إلى تشات جي بي تي، وطلب تحويلها إلى نص.

حيل في هندسة الأوامر سترفع إنتاجيتك عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

لا تفكر النماذج اللغوية الكبيرة كالبشر، ولا تفهم نوايانا من حركة الأصابع على لوحة المفاتيح أو نظرات العيون، لذا فإن اتباع هذه الاستراتيجيات الثلاث يرفع كفاءة النماذج اللغوية، وبالتالي جودة الاستجابات التي تردنا منها. جدير بالذكر أن هذه الحيل قدّمها علماء بارزون في شركة أنثروبيك، قائمون على تدريب بوت الدردشة كلود.

1- تواصل بشكلٍ جيد مع البوت

بما أن نماذج الذكاء الاصطناعي لا تتمتّع بقدرة البشر على معالجة المعلومات، فسيؤثّر تواصلك الفعّال والواضح معها في النتائج التي يمكنك الحصول عليها. يعني هذا تزويد النموذج بالسياق والتفاصيل. ويتضمن ذلك:

الغاية من المخرجات.
الجمهور المعني بالنتائج.
ما هو العمل الذي تشكّل المهمة جزءاً منه؟ وما هو موضع هذه المهمة في سير العمل؟
الهدف النهائي من المهمة،أو كيف ستُعتبر المهمة ناجحة؟

أيضاً، كُنْ محدداً بشأن المخرجات المطلوبة، مثلاً قد ترغب في أن تكون المخرجات أكواداً برمجية فقط لا غير. وقدّم التعليمات على شكل خطوات متسلسلة.

ببساطة فكّر على النحو التالي: اعرض ما تريد إدخاله إلى النموذج على أحد زملاء العمل، وفي حال لم يتمكن من فهم المطلوب، فعليك تحسين مطالباتك.

مثال: بدلاً من إدخال الأمر التالي إلى بوت الدردشة "اكتب رسالة بريد إلكتروني إلى مديري"، اكتب هذا الأمر:

"اكتب مسودة بريد إلكتروني إلى مديري محمد، لمتابعة العمل حول تحليل بيانات زيارات الموقع في الشهر الماضي. تربطنا علاقة رسمية، لذا اجعل صياغة الإيميل رسمية".

2- اقرأ المخرجات واعمل على تحسينها

قد لا تتوافق استجابات نموذج الذكاء الاصطناعي مع توقعاتك، فهذه النماذج ما زالت عرضة لارتكاب الأخطاء والهلوسة، لذا لا تنسخ استجابة بوت الدردشة وتلصقها في المكان المطلوب، فمن الأهمية بمكان العمل على قراءة هذه الاستجابة.

عند إدخال أمر إلى بوت الدردشة، قد تدخله بطريقة خطوة بخطوة، ما عليك التأكد منه في الاستجابة هو إن كانت عملية المعالجة قد تمت وفق منطق خطوة بخطوة الذي أدخلته بالمطالبة إلى بوت الدردشة، بالإضافة إلى صحة الاستجابة طبعاً.

لتحقيق ذلك:

أجرِ محادثة مفصّلة مع بوت الدردشة بدل الاقتصار على إدخال الأمر مرة واحدة.
استفسر عن الإجابة التي تشك في صحتها.
أعِد إجراء المحادثة عن أي تفصيل تشك فيه في الاستجابات.
اطلب من النموذج ذكر المصادر التي اعتمد عليها لتقديم استجابته.

مثال: "ما هي أسماء المحافظات السورية؟". إذا ذكر 13 محافظة، وأنت متأكد منه أنها 14، أدخل له مطالبة "تبدو ناقصة، تأكد ثانية". في المرة الثانية ستحصل على إجابة صحيحة غالباً.

3- اتبع نهج التجربة والخطأ

لا يحدث إتقان استخدام أي تكنولوجيا بشكلٍ فوري، بل نتيجة للتكرار. كذلك الأمر مع الذكاء الاصطناعي، فلكي تتحول إلى مهندس أوامر ناجح، عليك أن تعمل باستمرار مع الذكاء الاصطناعي.

حاول مراراً وتكراراً مع نماذج الذكاء الاصطناعي، وكما ذكرنا في الحيلة الأولى، اعرض أوامرك على زملائك في العمل، ونافس النموذج بأشياء تعتقد أنه غير قادر على إنجازها.

فوفقاً لديفيد هيرشي David Hershey عضو فريق الذكاء الاصطناعي التطبيقي في أنثروبيك: "يتمحور الكثير مما يتعلق بهندسة الأوامر حول تجاوز حدود ما يمكن للنموذج فعله". يتجلى هذا الأمر بوضوح في نماذج توليد الصور، حيث تشكّل كل إضافة إلى الأمر أهمية كبيرة قد تدفع بجودة النتائج إلى مستوى جديد.

مثال: عند الطلب من نموذج توليد الصور بكسلر الأمر التالي: Draft a flyer for a workplace training session I am hosting on burnout

وبما أن المعايير التي قدّمتها محدودةنسبياً، فإن خيارات ما قد ينتج عنها لا حصر لها. قد تحصل على نتيجة مختلفة تماماً إذا كنت أكثر تحديداً وتفصيلاً. I work in HR, and I need a professional image for a workplace training session for employees on burnout hosted on january