قد يجد الكثير من الناس أن الذكاء الاصطناعي طُوِّر ليُستخدم في مجالات معينة مثل الرعاية الصحية أو التصنيع أو الخدمات المالية، ولكن الواقع هو أن هذه التكنولوجيا موجودة بالفعل في الحياة اليومية بدءاً من توصيات خدمات البث وحتى تصفية رسائل البريد الإلكتروني. وعلى الرغم من انتشارها في كل مكان، لا يزال العديدون ينظرون إليها على أنها تكنولوجيا معقدة لا يمكن الوصول إليها بسهولة، ومخصصة فقط للخبراء والأفراد المتمرسين في مجال التكنولوجيا.
ومع ذلك، فإن الواقع مختلف تماماً، فقد تطور الذكاء الاصطناعي بسرعة في السنوات الأخيرة وأصبح أكثر سهولة في الاستخدام وفي متناول غير المتخصصين، حيث يمكن للأشخاص العاديين من غير المتخصصين استخدام الذكاء الاصطناعي عبر العديد من الطرق لتحسين حياتهم اليومية وأعمالهم.
اقرأ أيضاً: 11 أداة قائمة على تشات جي بي تي توفّر عليك ساعات من العمل
من غير المتوقع أن يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر تماماً
يُعدّ الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا مختلفة اختلافاً جذرياً وقادرة على فتح الباب أمام العديد من الإمكانات الجديدة، وتغيير الاقتصاديات بشكلٍ كبير، حيث يمكنها أن تُتيح الفرص للمزيد من الناس لتولي بعض الأعمال أو تطويرها أو تحسينها وتعزيزها لزيادة الإنتاجية والكفاءة.
وإذا كان المزيد من الناس، بمن في ذلك الذين لا يحملون شهادات جامعية، قادرين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكلٍ فعّال في بيئة العمل، فهذا من شأنه أن يفتح لهم الباب واسعاً للحصول على رواتب أعلى وفرص أوسع في الترقيات. على سبيل المثال، يمكن لبوتات الدردشة المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي أن تصبح تكنولوجيا تكميلية لغير المتخصصين، إذ يمكن أن تمكّن شخصاً ليس لديه الكثير من الخبرة من القيام بعمل أكثر قيمة.
فقد وجدت دراسة حديثة أن بوت الدردشة تشات جي بي تي أدّى إلى زيادة إنتاجية العمال جميعهم، لكن الأقل مهارة وخبرة استفادوا أكثر من غيرهم، إذ عمل بوت الدردشة على تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص العادي في إنجاز المهمة، وفي الوقت نفسه سمح للموظفين ذوي القدرات العالية بالحفاظ على معايير الجودة الخاصة بهم، حيث أصبحوا أسرع بشكلٍ ملحوظ.
وعموماً عمل بوت الدردشة تشات جي بي تي على توزيع الإنتاجية بشكلٍ كبير، ما قلل من عدم المساواة، كما قدّمت الدراسة أيضاً دليلاً على أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية يمكن أن تؤثّر بشكلٍ ملحوظ في العمال ذوي المهارات المنخفضة، ما يتطلب المزيد من البحث لفهم التأثيرات الطويلة المدى لهذه التقنيات على أسواق العمل بشكلٍ كامل.
هل يمكن لغير المتخصصين الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟
يمكن لغير المتخصصين تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لصالحهم بشكلٍ فعّال:
في الحياة اليومية:
- الاستفادة من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام الروتينية. على سبيل المثال، يمكن استخدام المساعِدات الافتراضية مثل مساعد جوجل لضبط التذكيرات أو تشغيل الموسيقى أو الإجابة عن الأسئلة.
- استخدام تطبيقات المهام لتتبع تقدم المهام وتوزيعها ونشرها. على سبيل المثال، يمكن استخدام أداة أني دو (Any.do) لإنشاء المهام اليومية وتتبعها بكل سهولة.
- استخدام تطبيقات اللياقة البدنية والأجهزة القابلة للارتداء لتتبع النشاط البدني ومراقبة المقاييس الصحية والحصول على خطط تمارين مخصصة أو نصائح غذائية.
- استخدام تطبيقات الميزانية أو منصات التمويل الشخصي لتحليل أنماط الإنفاق والتوصية باستراتيجيات الادخار المناسبة.
في الحياة المهنية:
- استخدام الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتلخيص المستندات الطويلة ورسائل البريد الإلكتروني والملفات الصوتية.
- استخدام أدوات الترجمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي للتغلب على حواجز اللغة، أو استخدام أدوات تصحيح الكتابة للمساعدة في اكتشاف الأخطاء اللغوية والنحوية في النصوص.
- استخدام الخدمات السحابية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات للمساعدة في الحصول على رؤى من بيانات العملاء أو الحملات التسويقية.
- استخدام بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي للمساعدة على توليد الأفكار والتدقيق النحوي، واقتراح تحسينات لرسائل البريد الإلكتروني، أو العروض التقديمية، أو منشورات منصات التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضاً: 10 أدوات ذكاء اصطناعي لجعل كتاباتك أكثر احترافية
في مجال الإبداع:
- استخدام أدوات توليد الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى بصري إبداعي.
- استخدام تطبيقات تحرير الصور للتحسين التلقائي للصور، أو إزالة الكائنات الخلفية دون الحاجة إلى مهارات تحرير متقدمة.
- إنشاء محتوى نصي من خلال تقديم اقتراحات أو إكمال الجمل أو حتى إنشاء مقالات كاملة بناءً على المطالبات أو الكلمات الرئيسية.
تعزيز المهارات الحالية:
- استخدام تطبيقات تعلم اللغة لتخصيص مسارات التعلم للمساعدة على اكتساب مهارات لغوية جديدة بالسرعة المناسبة.
- الاستفادة من أدوات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي للمساعدة على جمع المعلومات وتحليل البيانات وتحديد الحلول المحتملة للمشاكل المعقدة.
- استخدام منصات التعلم عبر الإنترنت للحصول على تجربة تعليمية مخصصة تلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية.
- استخدام أدوات التدريب على العروض التقديمية للحصول على تعليقات حول محتوى العرض التقديمي والتقديم والمشاركة للمساعدة على تحسين مهارات التحدث أمام الجمهور، وإنشاء عروض تقديمية أكثر إقناعاً.
اقرأ أيضاً: 10 أدوات ذكاء اصطناعي مجانية مفيدة لأي شخص باختلاف مهنته
نصائح لغير المتخصصين من أجل استخدام فعّال للذكاء الاصطناعي
- التركيز على فهم السبب وراء مخرجات أداة الذكاء الاصطناعي، بمعنى عدم قبول توصيات الذكاء الاصطناعي بشكل أعمى، بدلاً من ذلك استخدامها كنقطة انطلاق لمزيد من التعلم وتطوير مهارات التفكير النقدي.
- مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، من المؤكد ظهور أدوات وتطبيقات جديدة، لذا ينبغي الاستعداد لتجربة طرق جديدة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز المهارات.
- ينبغي على المستخدمين أن يكونوا على دراية بالتحيزات المحتملة في خوارزميات الذكاء الاصطناعي وفهم قيودها والتعامل مع مخرجاتها بحذر.
- عدم الخشية من طرح أسئلة حول كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي نتفاعل معها، إذ يمكن أن يساعد فهم السبب وراء التوصية المقدمة منها على الاستفادة من قوتها بشكلٍ أكثر فاعلية.
- عدم استبدال المهارات الشخصية بالكامل بأدوات الذكاء الاصطناعي، بدلاً من ذلك ينبغي استخدامها كأداة مكملة للمهارات مثل أتمتة المهام المتكررة أو تقديم رؤى تعتمد على البيانات أو العصف الذهني لإنشاء المحتوى.
- التعرّف على المفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي، مثل التعلم الآلي والشبكات العصبونية ومعالجة اللغة الطبيعية للمساعدة على فهم كيفية عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكلٍ أفضل.
- تحديد أدوات ومنصات الذكاء الاصطناعي ذات واجهات وميزات سهلة الاستخدام، بالإضافة إلى قراءة الإرشادات أو البرامج التعليمية للمساعدة على البدء.
- تقييم أداء تطبيقات الذكاء الاصطناعي بانتظام مقابل مقاييس أو أهداف محددة مسبقاً للوصول إلى الأداة المناسبة.
- استخدم اقتراحات الذكاء الاصطناعي كنقطة بداية ثم القيام بتنقيحها من خلال الإضافة والحذف والتعديل للوصول إلى الصيغة الأفضل للمهمة، سواء عند تصميم صورة أو كتابة محتوى نصي.
- التعاون مع الزملاء أو خبراء الذكاء الاصطناعي للاستفادة من الخبرات والرؤى الجماعية وتطوير المهارات.