الخبر
حتى الآن، اندلع أكثر من 70 ألف حريق في كافة أنحاء غابات الأمازون المطيرة هذا العام، وهو العدد الأكبر منذ خمس سنوات على الأقل بزيادة نسبتها أكثر من 80٪ مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، وذلك وفقاً للمعهد الوطني لأبحاث الفضاء (INPE). وفي يوم الإثنين 19 أغسطس، غطى دخان الحرائق -الذي رافقه غيوم ورياح باردة قوية- على مدينة ساو باولو، التي تقع على بعد 2700 كيلومتر تقريباً.
ما الذي يؤدي إلى هذا الازدياد؟
هناك العديد من العوامل المحتملة التي تلعب دوراً في ذلك. وقد حذّر الباحثون من أن التغيّر المناخي يجعل غابات الأمازون المطيرة أكثر عرضة للحرائق "من خلال زيادة شدة الجفاف وتواتر حدوثه"، ولكن التقارير المحلية تقول إن المزارعين في بعض المناطق يقومون بإشعال الحرائق عمداً لتطهير الأراضي من أجل استخدامها في زراعة المحاصيل أو تربية الماشية.
وتقول جماعات حماية البيئة إن هؤلاء المزارعين قد تم تشجيعهم من قِبل الرئيس جايير بولسونارو، الذي تعهّد خلال حملته الانتخابية بإتاحة الغابات المطيرة للمزيد من أعمال الزراعة واستخراج المعادن. ومنذ ذلك الحين، عملت إدارته على إضعاف الحراسة البيئية.
وقام بولسونارو مؤخراً بطرد ريكاردو غالفو، مدير المعهد الوطني لأبحاث الفضاء وعالم الفيزياء الذي تلقى تدريبه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، عقب نشر إحصائيات أظهرت تزايد عمليات إزالة الغابات في البرازيل. وفي يوم الأربعاء 14 أغسطس قال كلاماً لا قيمة له بأن المنظمات غير الحكومية قد تكون هي التي تشعل الحرائق "لإثارة السمعة السيئة على حكومته بعد أن أوقف تمويلها".
لماذا يعدّ الأمر مهماً؟
يعدّ نهر الأمازون -الذي يقطع 9 دول- أحد أكبر أحواض تصريف الكربون في العالم. فهو يحتجز حوالي 17 ٪ من الكربون العالمي المحتجَز في الغطاء النباتي على الأرض. (كما أنه بالطبع مصدر غني للتنوع البيولوجي والأكسجين الذي نتنفّسه).
وكشفت الأبحاث الحديثة أن حرائق الغابات التي تحدث من تلقاء نفسها -وليس الحرائق التي يتم إشعالها عمداً لتطهير الغابات- يمكنها إطلاق مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون خلال سنوات الجفاف.
وكانت معدّلات تطهير الغابات في منطقة الأمازون تتراجع لسنوات، ويعود الفضل في ذلك بشكل كبير إلى حركة "أنقذوا الغابات المطيرة Save the Rain Forest" وتشديد قوانين استخدام الأراضي. ولكنها ارتفعت بشكل كبير في البرازيل هذا العام؛ حيث تزول غابة مطيرة في المنطقة "بمساحة ملعب كرة القدم تقريباً" في كل دقيقة.