ما هو احتمال بقائك على قيد الحياة إذا تعرضت لعدوى كورونا؟

4 دقائق
مصدر الصورة: ديفيد راموس عبر غيتي إيميدجيز

هل تتجنب الإصابة بفيروس كورونا؟ أنا أقوم بذلك. لسبب بسيط، وهو ارتفاع احتمال الوفاة بسبب الفيروس.

تذكّرتُ المخاطر مؤخراً عندما قرأتُ هذا التقرير الصادر عن دائرة الصحة في مدينة نيويورك وجامعة كولومبيا، الذي قدّر أن متوسط ​​احتمال الوفاة بفيروس كورونا بين شهري مارس ومايو بلغ 1.45%.

تعدّ هذه النسبة أعلى من احتمال الوفاة بحادث سيارة طوال حياتك. وهذا يشمل كل سائق يعترض طريقك وكل زاوية تتجاوزها بسرعة كبيرة وكل مرة تكاد تغفو فيها على الطريق السريع، إذا جمعتها كلها مع بعضها. وهذا ليس مرضاً أودّ الإصابة به. أما بالنسبة لشخص بعمر والدتي، فقد بلغ احتمال الوفاة 13.83% ولكنه قد يصل إلى 17%. ويعادل ذلك 1 من 6 تقريباً. ولا أريد لوالدتي أن تخضع لهذا الاحتمال المرتفع.

تم تقدير معدل الوفيات بسبب فيروس كورونا عدة مرات، ويتم حسابه بطرق مختلفة؛ فعلى سبيل المثال، إذا أصبح الشخص مريضاً بالفيروس بشكل رسمي في سجلات حكومة الولايات المتحدة، فإن احتمال وفاته يكون أقرب إلى 5% لأنه مريض بدرجة جعلته يطلب المساعدة ويخضع للاختبار.

لكن هذه الدراسة قامت بدلاً من ذلك بحساب نسبة الوفيات بسبب العدوى (أو IFR)؛ وهي احتمال الوفاة عند الإصابة بالعدوى بشكل كلي. ويعبّر ذلك عن المخاطر الحقيقية التي يجب وضعها في الاعتبار، وهذا يشمل الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض، أو الذين يعانون من الزكام فقط، أو الذين يبقون في المنزل ولا يتم اختبارهم أبداً.

ونظراً لأننا لا نعرف هؤلاء الأشخاص الذين لم يخضعوا أبداً للاختبار، فإن نسب الوفيات بسبب العدوى دائماً ما تكون تقديرية، كما تعدّ نسبة 1.45% التي تم حسابها في مدينة نيويورك أعلى من معظم النسب الأخرى، التي يتراوح الكثير منهم في حدود 1%. قد يكون ذلك بسبب ارتفاع معدلات مرض السكري وأمراض القلب في المدينة، أو بسبب التقديرات التي تم استخدامها في الدراسة.

ومن الصحيح أيضاً أن احتمالات موت كل شخص بسبب فيروس كورونا تختلف عن المتوسط؛ حيث يعدّ الموقع مهماً -سواءً كان سفينة سياحية أو مدينة- وكذلك جنسك وعمرك والأمراض التي تعاني منها من قبل. إذا كنت في عمر الجامعة، فمن المحتمل أن تكون احتمالات الوفاة أقل من 1%، ولكن إذا كنت تعاني من السمنة المفرطة، فسيزداد الاحتمال مرة أخرى. كما أن الحالة الصحية السيئة -كالسرطان وانسداد الشرايين- تزيد بشكل كبير ما يسميه العلماء: "نسبة احتمالات" الوفاة.

إلا أن العامل الأكبر هو العمر. فقد اطلعت على جداول احتمال البقاء على قيد الحياة لعامة السكان، وكان احتمال وفاة الرجال ضمن فئتي العمرية (عمري 51) يبلغ حوالي 0.4% سنوياً من جميع الأسباب. فإذا تعرضتُ للإصابة بفيروس كورونا، فقد يبلغ احتمال وفاتي ثلاثة أضعاف خطر الوفاة السنوي لجميع الأسباب (نظراً لأنني رجل، فإن خطر الوفاة بسبب فيروس كورونا أعلى من المتوسط). هل يمكنني التعايش مع هذا الاحتمال؟ ربما، لكن المشكلة هي أنني يجب أن أتحمل هذا الخطر الإضافي الآن مرة واحدة، وليس بشكل مجزأ مع مرور الوقت بحيث لا يمكنني رؤيته أو القلق بشأنه.

على تويتر، اشتكى بعض القراء من أن متوسط ​​المخاطر لا يدلهم كثيراً إلى كيفية التفكير أو التصرف، ولديهم حق في ذلك. فما الخطر الحقيقي الذي يماثل احتمال الوفاة بنسبة 1.45%؟ لم يكن من السهل التفكير في خطر مماثل، لأنه من الناحية الحسابية، لا يمكنك مواجهة مثل هذا الخطر الكبير في أحيان كثيرة. هل ينطبق الأمر على القفز بالمظلات مثلاً؟ وفقاً للجمعية الأميركية للقفز بالمظلات، هناك حالة وفاة واحدة فقط لكل 220301 قفزة. أي أن الأمر يتطلب 3200 قفزة حتى يتساوى مع متوسط ​​خطر الوفاة بسبب فيروس كورونا.

تختلف طرق إدراك المخاطر، ولكن الاختلاف الهائل في مخاطر احتمال وفاة صغار السن (تحت 25 عاماً) وكبار السن (فوق 75 عاماً) بسبب العدوى هو الأمر الذي يجب أن يعقد مناقشات رفع الحظر. واستناداً إلى بيانات مدينة نيويورك، فإن احتمال وفاة الجدّ بسبب الإصابة بالعدوى يبلغ 1000 ضعف احتمال وفاة حفيده. لذا نعم، نريد من المدارس أن تحافظ على انشغال الأطفال وتعليمهم وصحتهم. وبالنسبة لهم، فإن احتمال الوفاة منخفض للغاية والحمد لله. ولكن إعادة فتح المدارس والكليات لها آثار جانبية سيئة، وهي أن الأشخاص ذوي الخطورة المنخفضة يمكنهم في الواقع أن يلحقوا الضرر بالأشخاص المعرضين لأعلى معدلات الخطر (على الرغم من أن هناك أموراً ما نزال لا نعلمها عن مدى انتقال الفيروس بين الأطفال).

احتمالات معتبرة

ينتشر الفيروس الآن بسرعة مرة أخرى في الولايات المتحدة، بعد أن فشلت في تطبيق خطة قوية للتخفيف من المخاطر. ووفقاً لمعدل الانتشار الحالي الذي يبلغ 40 ألف حالة مؤكدة يومياً (وقد يكون العدد في الواقع خمسة إلى عشرة أضعاف ذلك)، فلن يستغرق الأمر سوى سنتين فقط حتى يصاب معظم الناس في الولايات المتحدة بالفيروس. وهذا يعني أننا نتجه إلى ما كان يُنظر إليه منذ بداية الوباء على أنه أسوأ السيناريوهات، الذي ينطوي على إصابة مئتي مليون شخص ووفاة ربع مليون في الولايات المتحدة.

وقد تتساءل الآن عن خطر تعرضك شخصياً للوفاة. يمكنك إيجاد تطبيقات على الإنترنت من شأنها أن تقوم بحساب ذلك، مثل التطبيق المتوافر على موقع covid19survivalcalculator.com، الذي يستخدم نسب الاحتمالات المأخوذة من منظمة الصحة العالمية. قمتُ بإدخال عمري وجنسي ومؤشر كتلة الجسم والأمراض التي أعاني منها، وعرفتُ أن النسبة الإجمالية لخطر تعرضي للوفاة هي أعلى بقليل من المتوسط. لكن الموقع قام أيضاً بحساب احتمال إصابتي بالعدوى في المقام الأول، بعد أن أخبرت التطبيق بأنني أمارس التباعد الاجتماعي وأرتدي الكمامة في الغالب وأنني أقيم في منطقة ريفية، أظهر لي أن احتمال إصابتي بالعدوى هو 5% فقط.

بعد أن نقرت، توقفت الصفحة مؤقتاً، ثم ظهرت النتيجة النهائية: "احتمال البقاء على قيد الحياة هو: 99.975%”.

هذه هي الاحتمالات التي يمكنني التعايش معها، ولهذا السبب لا أغادر المنزل.

المحتوى محمي