إيثيريوم 2.0 (Ethereum 2.0) المعروف اختصاراً بـ (Eth2) هو تحديث سيتم تطبيقه على عدة مراحل لتطوير وتحسين شبكة الإيثيريوم العامة. سيؤدي هذا التحديث إلى الانتقال من استخدام نظام إثبات العمل (Proof Of Work) المعروف اختصاراً بـ (PoW) إلى نظام إثبات الحصة (Proof Of Stake) المعروف اختصاراً بـ (PoS). سيحسن هذا الانتقال الشبكة ويجعلها قابلة للتوسع كما سيجعلها أكثر أماناً وسهولة في الاستخدام.
الهدف الرئيسي من هذا التحديث هو زيادة عدد المعاملات التي يتم إجراؤها على الشبكة، من المعدل الحالي الذي يبلغ نحو 30 معاملة في الثانية، إلى عشرات الآلاف من المعاملات في الثانية. سيتم تحقيق هذا الهدف عن طريق تقسيم العمل إلى العديد من سلاسل الكتل التي تعمل بالتوازي مع بعضها (يشار إلى ذلك باسم "التجزئة").
اقرأ أيضاً: عش تجربة الويب 3: أهم 9 تطبيقات قائمة حالياً على هذه التكنولوجيا
الفرق بين إيثيريوم 1.0 وإيثيريوم 2.0
سيؤدي تحديث إيثيريوم 2.0 إلى إضافة تحسينات لا توجد في إيثيريوم 1.0، نحن نتحدث عن نظام إثبات الحصة (PoS)، وسلاسل الأجزاء (Shared chains)، ووجود عدد كبير من مدققي المعاملات.
نظام إثبات الحصة (PoS)
تستخدم شبكة إيثيريوم 1.0 نظام إثبات العمل (PoW)، وهو النظام التقليدي المستخدم في عملة البيتكوين ومعظم العملات المشفرة الأخرى. في هذا النظام، يجب على المُعدِّن التنافس مع المُعدِّنين الآخرين وإجراء عمليات حسابية معقدة للغاية باستخدام الحاسوب. تسمح هذه العمليات الحسابية بتحديد ما إذا كانت المعاملة صحيحة أم لا. ويحصل المُعدِّن على عمولة يدفعها مرسل العملة.
تكمن المشكلة الأساسية في نظام إثبات العمل بأنه يستهلك الكثير من الكهرباء ويتطلب حواسيب قوية جداً لتكون قادرة على التعدين.
أما نظام إثبات الحصة (PoS) الذي سيتم اعتماده في شبكة إيثيريوم 2.0 فهو طريقة بديلة للتحقق من المعاملات على الشبكة، وفيه لا يحتاج المدقق إلى استخدام قوة حوسبة كبيرة، لأنه لن يتنافس مع غيره، بل سيتم اختياره عشوائياً.
سلاسل الأجزاء
سلاسل الأجزاء هي آلية تساعد في زيادة عدد المعاملات التي يتم إجراؤها على الشبكة في نفس الوقت، في شبكة إيثيريوم 1.0، توجد سلسلة واحدة مكونة من كتل متتالية تتم معالجتها على التوالي، أثبتت هذه الآلية أنها آمنة وسهلة الاستخدام، لكنها تعاني من مشكلة كبيرة، فهي تسمح بإتمام عدد محدود فقط من المعاملات، ما قد يؤدي إلى تأخير في حال وجود ازدحام على الشبكة.
سلاسل الأجزاء هي آلية يتم من خلالها تقسيم السلسلة وتوزيع مسؤولية معالجتها، وهذا يسمح بإتمام المعاملات بالتوازي مع بعضها. ما يجعل الشبكة قادرة على تنفيذ المعاملات بسرعة ودون تأخير.
في إيثريوم 1.0، يمكن للشبكة إتمام نحو 30 معاملة فقط في الثانية، ما يؤدي إلى تأخير وازدحام. لكن في إيثيريوم 2.0، يمكن إجراء نحو 100 ألف معاملة في الثانية.
اقرأ أيضاً: ما هي العملات المشفرة الصديقة للبيئة؟
وجود عدد كبير من مدققي المعاملات
في شبكة إيثيريوم 1.0، لا يهم عدد الأشخاص الذين يتحققون من صحة المعاملات، وأحياناً يكون عددهم قليلاً، ما يجعل الشبكة أكثر مركزية ويقلل من أمانها. لكن تتطلب إيثريوم 2.0 وجود ما لا يقل عن 16384 مدققاً، ما يجعلها لامركزية أكثر، وبالتالي تكون أكثر أماناً.
اقرأ أيضاً: استهلاك بيتكوين للطاقة يجب أن يقل حرصاً على مصلحتها (ومصلحة الكوكب أيضاً)
مراحل إطلاق إيثيريوم 2.0
سيتم إطلاق إيثيريوم 2.0 على 3 مراحل:
- "المرحلة 0" (Beacon Chain): تم إطلاق المرحلة 0 في 1 ديسمبر/كانون الأول 2020. في هذه المرحلة، تم إطلاق نظام إثبات الحصة الذي سيعمل جنباً إلى جنب مع نظام إثبات العمل.
- "المرحلة 1" أو "الدمج" (The Merge): ستعمل المرحلة 1 على تحويل آلية العمل في السلسلة من نظام إثبات العمل إلى نظام إثبات الحصة. من المتوقع أن تنتهي مرحلة الدمج هذه في الربع الثالث من عام 2022.
- "المرحلة 2" أو "سلاسل الأجزاء" (Shard chains): ستعمل المرحلة 2 على إنشاء 64 سلسلة جديدة على الشبكة، ومن المتوقع أن تصبح سلسلة إيثيريوم 1.0 الحالية واحدة من هذه السلاسل. قد تنتهي هذه المرحلة في عام 2023.
اقرأ أيضاً: متى سيتم تعدين كل عملات البيتكوين؟ وماذا سيحصل للعملة حينئذ؟
ما الذي سيتغير عند اكتمال تحديث إيثيريوم 2.0؟
ستكون شبكة الإيثيريوم 2.0 الجديدة أكثر لا مركزية بفضل وجود عدد كبير من المدققين، وبالتالي ستكون أكثر أماناً، وسوف يتم تنفيذ المعاملات بسرعة ودون أي تأخير حتى في حال الازدحام، كما أن هذه الشبكة ستستهلك كميات أقل من الكهرباء ولن تحتاج إلى قدرات حوسبة كبيرة لتحقق من صحة المعاملات.
لن يؤدي هذا التحديث إلى حذف أو إلغاء سجلات المعاملات السابقة التي أجريت على سلسلة الإيثريوم 1.0، ولن يتم إلغاء ملكية العملات الموجودة في الشبكة. هذا يعني أن التحديث لن يغير أي شيء، وسوف يحتفظ كل شخص بعملات الإيثر التي يملكها.
اقرأ أيضاً: لم تعد البيتكوين مجرد عملة رقمية، فهل يمكن اعتبارها ذهباً رقمياً؟
هل سيؤثر التحديث على سعر الإيثر؟
توسيع الشبكة يعني المزيد من الاستخدام، ما سيؤدي إلى زيادة الطلب. وفي علم الاقتصاد، كلما ازداد الطلب على شيء، سيرتفع سعره، هذا يعني أن تحديث إيثيريوم 2.0 سيؤدي على الأغلب إلى رفع سعر العملة.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يؤدي خفض استهلاك الكهرباء إلى جعل العملة مرغوبة أكثر من البيتكوين التي تستهلك الكثير من الطاقة وتسبب ضرراً للبيئة.
يمكن أيضاً أن يؤدي خفض استهلاك الكهرباء وقدرات الحوسبة المطلوبة إلى خفض رسوم المعاملات التي تتم على الشبكة.
سيكون لكل ذلك تأثيراً طويل المدى على سعر الإيثر، لكن على الرغم من ذلك، وبسبب طبيعة العملة اللامركزية، سيبقى سعرها غير ثابت وعرضة للتقلبات حسب العرض والطلب، تماماً مثل كل العملات المشفرة اللامركزية.