شبكات الجيل الخامس تحدث ثورة في التصنيع والإنتاج وتجعل المصانع أكثر ذكاءً

4 دقائق
إنترنت الجيل الخامس يحدث ثورة في التصنيع والإنتاج ويجعل المصانع أكثر ذكاءً
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Gorodenkoff

مع دخول العالم في الثورة الصناعية الرابعة (Industry 4.0)، أصبحت العديد من الشركات الصناعية تبحث عن طرق فعالة لاستخدام التكنولوجيات الناشئة الواعدة مثل الذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس، والأتمتة لتسريع الوصول إلى رؤى عملية في الوقت الفعلي وقابلة للتنفيذ، من أجل تحسين الإنتاجية وخفض التكاليف.

حيث تساعد هذه التكنولوجيات الشركات الصناعية في اكتشاف حالات الفشل في النظام وتحديد موقعها وتشخيصها والاستجابة لها، ومراقبة سلامة الأصول والمساعدة في التنبؤ بالفشل في الوقت الفعلي. فهل ستكون هذه التكنولوجيا التحويلية هي التي تحتاجها المصانع لتصبح أكثر ذكاءً؟

تبنٍ واسع للتكنولوجيات الناشئة في الشركات الصناعية

أبرز تقرير الثورة الصناعية الرابعة وتبني التصنيع الذكي لعام 2020، أن نحو 36% من الشركات المصنعة في أميركا الشمالية تبنت على نطاق واسع التكنولوجيات الناشئة في عملياتها التشغيلية، تليها أوروبا بنسبة 27%، ثم الصين بنسبة 20%، بينما ذكر تقرير آخر أن ما يقرب من 70% من الشركات المصنعة قد أطلقت مبادرات المصنع الذكي في عام 2019، وأن 75% منها تعتقد أن شبكات الجيل الخامس (5G) عنصر أساسي ورئيسي للتحول الرقمي في المصانع.

اقرأ أيضاً: كيف تعمل شبكات الجيل الخامس؟ وهل تؤثر على صحة الإنسان فعلاً؟

نتيجة لذلك، وعلى الرغم من أن تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة أكثر انتشاراً في صناعة السيارات والصناعات الإلكترونية والصناعات التحويلية، إلا أنه مع التبني الكبير لهذه التكنولوجيات في الفترة القادمة، فإننا في طريقنا لأن نشهد تحولاً نموذجياً هائلاً نحو التصنيع الرقمي في المصانع التي بدأت بالفعل في أن تكون أكثر ذكاءً من أي وقت مضى. حيث من المتوقع أن تصبح فترات التوقف عن العمل ومعالجة النفايات وفشل المنتج في حدها الأدنى، وستؤدي العمليات المحسنة والإنتاجية والكفاءة إلى دفع قيمة أعمال الشركة وإيراداتها.

اقرأ أيضاً: كيف نبني القيمة الاجتماعية الاقتصادية للاستفادة من تكنولوجيا الجيل الخامس؟

كيف يعمل المصنع الذكي؟

عندما نذكر العمليات الآلية، ننظر لها كما لو كانت شيئاً جديداً، ومع ذلك فقد تم استخدام الأتمتة والروبوتات لعقود في عمليات التصنيع. حيث تستخدم العديد من المصانع التقليدية الآن آلات آلية، مثل ماسحات رموز الاستجابة السريعة والكاميرات ومعدات الإنتاج الرقمية في أجزاء مختلفة من عملها. لكن هذه الأجهزة ليست مترابطة. حيث تعمل جميع أنظمة إدارة الأشخاص والأصول والبيانات في معظم المصانع التقليدية بمعزل عن بعضها بعضاً، ويجب إعدادها يدوياً ودمج بياناتها يدوياً.

المصنع الرقمي الذكي يدمج الآلات والأشخاص والبيانات الضخمة في نظام بيئي واحد متصل رقمياً. ولا يقوم المصنع الذكي برعاية البيانات وتحليلها فحسب، بل يتعلم بالفعل من التجربة، ويفسر ويكتسب رؤى من مجموعات البيانات للتنبؤ بالأحداث، وتقديم التوصيات وتنفيذ عمليات التصنيع الذكية والعمليات الآلية. علاوة على ذلك، يخضع المصنع الذكي لتحسين إجرائي مستمر ذاتياً، ويمكنه تعليم نفسه والبشر ليكونوا أكثر مرونة وإنتاجية وأماناً.

اقرأ أيضاً: لماذا يجب أن تتحول صناعة الفولاذ إلى صناعة خضراء صديقة للبيئة؟

شراكة ذكية لنشر التكنولوجيات الناشئة في المصانع

انتشار جائحة كوفيد-19 كان له أثر كبير في نشر شبكات الجيل الخامس، إلا أن شركات الاتصالات وشركات التكنولوجيا العملاقة لا تزال تعمل بكل جهد لجعل هذه الشبكات منتشرة في كل مكان، ومن ضمنها الشركة العملاقة متعددة الجنسيات آي بي إم (IBM)، التي أعلنت مؤخراً عن شراكة مع شركة الاتصالات الأميركية فيرزون (Verizon) لنشر التكنولوجيات الناشئة في المصانع وجعلها أكثر ذكاءً.

تركز الشراكة على الجمع بين إمكانات شركة الاتصالات الأميركية في مجال نشر شبكات الجيل الخامس، وخبرة شركة آي بي إم في مجال تكنولوجيات الحوسبة متعددة الوصول (Multi Access Edge Computing)، المعروفة اختصاراً بـ(MEC)، حيث تريد الشركات دمج كل ذلك في المصانع لجعل عمليات الإنتاج أكثر ذكاءً، تتضمن الحوسبة متعددة الوصول العديد من التكنولوجيات الناشئة، مثل أجهزة إنترنت الأشياء الصناعي وأجهزة الاستشعار على الحافة والسحابة المتعددة الهجينة والحوسبة الطرفية وإدارة الأصول والعمليات المتصلة.

في هذا الصدد، يقول نائب الرئيس الأول للتطبيقات المعرفية والبلوك تشين والأنظمة البيئية في شركة آي بي أم، بوب لورد: "يمر القطاع الصناعي بتحول غير مسبوق، حيث بدأت الشركات في العودة إلى عملياتها على نطاق واسع. ومن خلال هذا التعاون، نخطط للبناء على علاقتنا الطويلة مع شركة فيرزون لمساعدة المؤسسات الصناعية على الاستفادة من الحلول المشتركة المصممة لتكون جاهزة لتعدد السحابة، وآمنة وقابلة للتطوير".

بينما يقول الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في شركة فيرزون، تامي إروين: "يدور هذا التعاون حول تمكين مستقبل الصناعة في الثورة الصناعية الرابعة، حيث إن الجمع بين إمكانات شبكات الجيل الخامس التي توفرها الشركة، وخبرة شركة آي بي إم في مجال تطوير التكنولوجيات الناشئة والذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسات وأتمتة الإنتاج، يمكن أن يوفر ابتكاراً صناعياً على نطاق واسع، ويمكن أن يساعد الشركات على زيادة الأتمتة وتقليل النفايات وخفض التكاليف والعرض لعملائها ووقت استجابة وتجربة عملاء أفضل".

اقرأ أيضاً: ما هي أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في السيارات؟

كيف يمكن للمؤسسات الصناعية الاستفادة من هذه الشراكة؟

ستوفر الشراكة الجديدة بين الشركتين حلولاً لإدارة وتتبع الأصول المحمولة، مدعومة بشبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والأتمتة المعرفية لتحسين العمليات وجودة الإنتاج وسلامة العمال، حيث تخطط الشركتان بشكل أساسي لتقديم اثنين من الحلول للمؤسسات الصناعية، هما:

إدارة وتتبع الأصول المتنقلة

ستعمل حلول تتبع وإدارة الأصول المتنقلة على دمج كل من تكنولوجيا ماكسيمو مونيتور (Maximo Monitor) ونظام آي بي إم واتسون (IBM Watson) المدعوم بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والقادر على الإجابة عن الأسئلة المطروحة بلغة طبيعية وإمكانات الحوسبة متعددة الوصول مع بوابة إدارة أجهزة إنترنت الأشياء ثينج سبايس (ThingSpace IoT) وشبكة فيرزون فايف جي الترا وايد باند (Verizon 5G Ultra Wideband) وحلول مستشعر الأصول الحرجة (Critical Asset Sensor) لمراقبة سلامة الأصول والتنبؤ بفشل الماكينة في الوقت الفعلي تقريباً، وتحسين جودة الإنتاج والعمليات التجارية.

توفير رؤى قابلة للتنفيذ

سوف تستفيد المؤسسات الصناعية من قوة شبكات الجيل الخامس، وإمكانات الحوسبة متعددة الوصول للحصول على رؤى قابلة للتنفيذ من أجل كفاءة وابتكارات أفضل. فمن خلال الاستفادة من زمن الوصول القصير والنطاق الترددي الأسرع لشبكة الجيل الخامس، يمكن للمؤسسات الصناعية التفاعل مع أجهزة إنترنت الأشياء في الوقت الفعلي، وتطوير تطبيقات مبتكرة مثل روبوتات التحكم عن بعد وتحليل الفيديو في الوقت الفعلي، ما يؤدي إلى أتمتة المصنع بشكل شبه شامل.

ختاماً، من المتوقع أن تكون تكنولوجيا الجيل الخامس بشكل خاص أكثر أهمية للمصانع مستقبلاً، بسبب المزايا الفريدة لتكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة التي تدعم تكنولوجيا الجيل الخامس، ومن المتوقع أن تساهم بشكل كبير في أتمتة المصانع ودمج خدمات جديدة.

ومع ذلك، فإن المخاوف بشأن التكاليف التي تنطوي عليها وقيمة العمل المحتملة وأمن الأنظمة من المحتمل أن تبطئ تفعيل التطبيقات المستندة عليها لبعض الوقت. ولكن هذه التحديات وحدها وفقاً للعديد من الخبراء، لا ينبغي أن تمنع قادة الصناعة من استخدام تكنولوجيا الجيل الخامس، وبدء البرامج التجريبية لفهم التحديات التكنولوجية التي تنطوي عليها بشكل أفضل.

المحتوى محمي