يعد الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا اليوم مزيجاً من ثلاثة: المهندس والقائد الطموح والمؤثّر، وله تأثير كبير في نجاح الأعمال إذا أدركت المؤسسة أهمية وجوده ودعمت تمكينه على أعلى مستوى.
وكقائد محتمل لنجاح الأعمال، لا يزال دور الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا يمر بالتحول الخاص به، ويمكن أن تختلف خبرة الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا الفردية بشكلٍ كبير عبر مختلف المجالات والقطاعات. ففي قطاعي السيارات وتكنولوجيا المعلومات على سبيل المثال، حيث يكون تطوير منتج جديد عملية طويلة وشاقة، تكون لمنصب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا أهمية بعيدة المدى.
أمّا في صناعة التكنولوجيا، فقد تطور منصب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا إلى ما وراء المعرفة التشغيلية والتقنية، ليشمل التخطيط الاستراتيجي مع نظرة مستقبلية تغطي مدة تتراوح بين 10 و20 عاماً، وخير مثال على ذلك مؤسسة "دبي القابضة"، إحدى أكبر كيانات الاستثمار في الإمارات العربية المتحدة وأبرزها، حيث يتضمن دور الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا ضمن هذه المؤسسة استخدام البيانات لدعم الاستثمار وقرارات الأعمال الاستراتيجية. يتجاوز هذا مرة أخرى مجرد فهم أنماط العملاء والمستهلكين، ليتمكن الرئيس التنفيذي من توقع احتياجات التطوير المستقبلية.
اقرأ أيضاً: إلى كل رئيس تنفيذي: لا تتردد في تطبيق الذكاء الاصطناعي في شركتك
الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا ودوره الآخذ بالتبلور
على النقيض من ذلك، في الشركات الراسخة في قطاعات أخرى مثل التصنيع، قد يكون اختصاص الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا محدوداً أكثر وأقل استراتيجية، ويركّز على التفاصيل الجوهرية للتكنولوجيا. أمّا في الشركات التي تُترك فيها قرارات استخدام النظام الأساسي للأسواق المحلية بعد عملية الدمج، فغالباً ما يُنظر إلى الخبرة التكنولوجية التي يملكها الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا على أنها صلة وصل؛ حيث يؤدي الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا دوراً حاسماً في المساعدة على الحفاظ على المؤسسة مجتمعة.
وفي كثيرٍ من الأحيان، يحتل الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا مكاناً وسطاً، ما يمكّن المؤسسة من العمل بفاعلية، ولكن لا تتم الاستفادة من جل إمكاناته كعامل تغيير. فقد تدرك قيادة المؤسسة أن الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا هو أحد الأصول الاستراتيجية القيمة، ولكن تحدّ دون قصد من نطاق صلاحياته لأنها تفتقر إلى فهم ضرورة الالتزام بالتحول الرقمي وحتميته.
وتعتمد إمكانية الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في المساهمة في تحول المؤسسة إلى حدٍ كبير على استراتيجية النمو الخاصة بها واستعداد الرئيس التنفيذي لاستيعاب وجهة نظرها.
اقرأ أيضاً: كيف تتنامى أهمية دور الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في الشركات؟
التشبيك مع باقي إدارات الشركة وأهميته بالنسبة للرئيس التنفيذي للتكنولوجيا
تعتبر حالة التسلسل الإداري المباشر للمدير التنفيذي والرئيس التنفيذي قوية بشكلٍ خاص عندما تقوم إحدى المؤسسات ببناء عرض لمساحة ناشئة بها العديد من الأشياء المجهولة بالنسبة للشركة. لذا يساعد إشراك الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في عملية التخطيط منذ البداية على ضمان توافق التوقعات وأن يكون العمل متقلباً وقادراً على التكيُّف مع التحديات غير المتوقعة، إلى جانب مساعدته على تحديد الفرص واقتناصها.
غالباً ما تكون الشركات التي تسوّق عملياتها بطرق مثل بيع حلول التكنولوجيا الداخلية للعملاء هي تلك الشركات التي يكون فيها الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا والمدير التنفيذي مترابطين بشكلٍ وثيق. على سبيل المثال، يستخدم متجر واي فير (Wayfair)، وهو متجر تجزئة لبيع تجهيزات ديكور المنزل عبر الإنترنت، منصة الشركة بهدف تقديم خدمات متعلقة بسلسلة التوريد لمورديها إلى جانب عمليات بيع الأثاث والمواد المخصصة للديكور الداخلي. ولأن المزيد من الرؤساء التنفيذيين للتكنولوجيا يُظهرون قيادة ملهمة ومرونة كبيرة، نتوقع أن يكون هذا التوافق أكثر انتشاراً، كما يجب على الشركات التي تتطلع لتوظيف خدمات الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا ضمن مؤسساتها أن تنظر إليه على أنه استثمار ذو قيمة وليس مجرد أعباء مالية مع السعي لتقليل التعقيد الداخلي.
في بعض الأحيان، قد نرى تداخلاً بين دور الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا مع الدور الذي يؤديه كبير مسؤولي المعلومات أو رئيس التعيينات الرقمية وغيرها من التعيينات ذات الصلة بالتكنولوجيا. وعلى الرغم من أن جميع المناصب يمكن أن تعمل معاً، فإنها تخدم أغراضاً مميزة، ولكي تنجح يجب التمسك بهذا التمييز.
اقرأ أيضاً: الأتمتة والتفاوت الاقتصادي: التحدي الجديد أمام الرؤساء التنفيذيين
لا يزال منصب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا يزدهر بشكلٍ ملحوظ، لذا يجب أن تكون مسؤولياته واضحة، ويجب على الإدارة ومجلس الإدارة فهم سبب انضمامه للشركة.
فقد شهدت المؤسسات في أثناء جائحة كوفيد-19 تعزيزاً لأسسها التكنولوجية، ولدفع التغيير الشامل، يجب على المنظمات الاستمرار في تمكين دور الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا إلى جانب دعم موقعه في أعلى مستوى من التسلسل الوظيفي، لأن جودة القيادة التقنية الاستراتيجية وترابطها داخل الشركة من أكبر العوامل التي تحدد القدرة التنافسية على المدى الطويل.