في عالم أصبح فيه التواصل ضرورياً، فإن الأدوات التي نستخدمها لتبادل البيانات والمعلومات لها أهمية كبيرة. وقد أصبح البريد الإلكتروني على وجه الخصوص حجرَ الزاوية في حياتنا الرقمية، وجسراً يربطنا عبر الإنترنت.
مؤخراً، تحدث إيلون ماسك، الملياردير الأميركي الشهير المعروف بمشاريعه الطموحة، عن رغبته في إطلاق خدمة بريد إلكتروني جديدة، وقد ألمح لذلك في منشور على منصة إكس رداً على أحد متابعيه، ومن المتوقع أن تحمل الخدمة الجديدة اسم إكس ميل (XMail).
اقرأ أيضاً: ما هي المنصات التي بدأت تظهر لمنافسة تويتر بعد أن اشتراه إيلون ماسك؟
ما هو إكس ميل؟
يمثّل الإعلان عن إكس ميل لحظة مهمة في تطور شبكة الإنترنت، ويبشّر بوصول لاعب جديد في صناعة خدمات البريد الإلكتروني بقيادة إيلون ماسك. حيث سيتحدى إكس ميل هيمنة خدمات البريد الإلكتروني الأخرى مثل جيميل وآوتلوك، وبمجرد التلميح عنه، بدأ بالفعل بإثارة النقاش والتكهنات.
يتوقع البعض أن تتعدى إمكانات إكس ميل خدمة البريد الإلكتروني التقليدية، فقد صُوِّر كجزءٍ من نظام رقمي أكبر وأكثر تكاملاً تحت العلامة التجارية إكس، والتي تشمل خدمة بريد إلكتروني ومنصة تواصل اجتماعي وخدمة مراسلة فورية وخدمة دفع إلكتروني وخدمة تخزين سحابي.
بينما يترقب العالم إطلاق الخدمة الجديدة، يظل السؤال قائماً: هل سيكون إكس ميل قادراً على الوفاء بوعده في تغيير الطريقة التي نفكر بها بشأن البريد الإلكتروني ونتعامل معه؟
اقرأ أيضاً: ما التغييرات التي قد تطرأ على منصة تويتر بعد استحواذ إيلون ماسك عليها؟
ما الذي نعرفه عن إكس ميل؟
يعتبر إكس ميل أحدث أفكار إيلون موسك، وهو مشروع يَعدنا بإعادة تعريف خدمة البريد الإلكتروني. في حين أن التفاصيل لا تزال طي الكتمان، فإن بعض المعلومات المتوفرة ترسم صورة حول خدمة البريد الإلكتروني هذه.
من المتوقع أن يُدمج إكس ميل مع تطبيق إكس، ما يؤدي إلى إنشاء منصة موحدة للتواصل والخدمات الأخرى على الإنترنت. تشير رؤية ماسك حول "تطبيق كل شيء" إلى أن إكس ميل يمكن أن يكون حجرَ الزاوية في نظام رقمي أكبر، يشمل ذلك خدمات بريد إلكتروني ومراسلة وتواصل اجتماعي ودفع إلكتروني وتخزين سحابي ونشر فيديوهات وغيرها، ما يوفّر للمستخدمين تجربة رقمية مترابطة.
جاء تلميح إيلون ماسك حول إطلاق خدمة إكس ميل وسط موجة من الذعر بين مستخدمي جيميل، حيث انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صورة قال ناشروها إنها رسالة بريد إلكتروني داخلية من شركة جوجل، تقول الرسالة إن خدمة جيميل ستغلق بحلول أغسطس/آب 2024.
لكن شركة جوجل نفت صحة هذه الرسالة وقالت إنها رسالة خادعة، ونشرت على منصة إكس منشوراً قالت فيه إن خدمة "جيميل موجودة لتبقى".
على الرغم من التطمينات التي قدمتها جوجل، فإن مجرد احتمال وجود خدمة بريد إلكتروني يُطلقها ماسك استحوذ على خيال الكثيرين من المتلهفين لرؤية كيف ستتميز إكس ميل. هل ستوفّر ميزات مختلفة أم تصميماً بسيطاً أم تجربة مستخدم سهلة للغاية بحيث تبعد المستخدمين عن استخدام جيميل؟ هذه الأسئلة لا تزال بلا إجابة، ويجب علينا الانتظار لنعرف المزيد من المعلومات.
اقرأ أيضاً: إيلون ماسك يفعّل أقمار ستارلينك لتوفير الإنترنت الفضائي في أوكرانيا
منافسو إكس ميل
اليوم، تهيمن خدمة البريد الإلكتروني جيميل على سوق البريد الإلكتروني مع أكثر من 1.2 مليار مستخدم نشط. وحققت جيميل هيمنتها بفضل تكاملها مع خدمات جوجل الأخرى، كما أن حساب جيميل يمكّن المستخدمين من تحميل تطبيقات أندرويد والحصول على خدمة تخزين سحابي مجانية، والتفاعل على منصة يوتيوب.
توفّر جيميل أيضاً مجموعة من المزايا مثل تشفير وجدولة الرسائل وتصفية البريد العشوائي.
في المرتبة الثانية، تأتي خدمة آوتلوك (Outlook) من مايكروسوفت التي تمتلك أكثر من 400 مليون مستخدم نشط، هذه الخدمة متكاملة مع خدمات مايكروسوفت الأخرى مثل مايكروسوفت 365، وخدمة التخزين السحابي ون درايف (OneDrive)، والعديد من الخدمات الأخرى.
اقرأ أيضاً: ما هي مشكلة خطة إيلون ماسك لجعل خوارزمية تويتر مفتوحة المصدر؟
يجعل العدد الهائل لمستخدمي جيميل وآوتلوك وتكاملها مع خدمات يستخدمها كثيرون منافستها أمراً شبه مستحيل، لهذا السبب يجب على إكس ميل أن تقدّم أكثر من مجرد خدمة بريد إلكتروني، وأن تُتيح لمستخدميها خدمات أخرى متنوعة لجذب اهتمامهم.