العوامل المؤثرة في إعادة تدوير الهواتف الذكية في الإمارات

3 دقائق
العوامل المؤثرة في إعادة تدوير الهواتف الذكية في الإمارات
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Kate Kanmepol

تُشكّل نفايات الأجهزة الإلكترونية أزمة بيئية، لذلك تضع بعض الشركات استراتيجيات لإعادة تدوير الهواتف الذكية، لكنها تجد عائقاً أمامها يتمثل بعدم رغبة الكثير ممن يقتنون هذه الأجهزة بإعادة تدويرها. ولتحديد الأسباب، ركّز باحثون على دراسة سلوك المستخدمين في الإمارات العربية المتحدة.

أهمية إعادة تدوير الهواتف الذكية

تتبع العديد من الشركات حالياً استراتيجيات مختلفة لجمع الهواتف الذكية أو أجهزة الهاتف المحمول التي انتهى عمرها أو تلك التي لم يعد يستخدمها أصحابها، بهدف تحقيق ربح إضافي عن طريق بيع أجهزة بحالة ممتازة في سوق ثانٍ، أو إعادة استخدام بعض الأجزاء لتصنيع جهاز جديد، أو لكون هذه الشركات تسعى لأن تكون صديقة للبيئة. 

اقرأ أيضاً: كيف ستغير التكنولوجيا الخضراء ملامح كوكب الأرض مستقبلاً؟

بالإضافة إلى ذلك، أصبح من الواجب إعادة تدوير الهواتف المحمولة، وذلك بسبب الكمية الهائلة من النفايات الإلكترونية الناتجة عن المهملة منها. فبشكل عام، يتم إنتاج نحو 50 مليون طن من النفايات الإلكترونية والكهربائية كل عام، وبالكاد تتم إعادة تدوير 20% من هذه النفايات بشكل صحيح. إذا لم يتم فعل أي شيء، فستتضاعف النفايات الإلكترونية أكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى 120 مليون طن بحلول عام 2050. 

يُستفاد أيضاً من إعادة تدوير مليون هاتف نقال باستعادة 24 كلغ من الذهب و9 آلاف كلغ من النحاس و250 كلغ من الفضة و9 كلغ من البلاديوم، كما أن استعادة المعادن من الأجهزة المهملة تولّد كمية أقل بكثير من ثاني أوكسيد الكربون مقارنة بالتعدين في الأرض.

علاوة على ذلك، فإن الكادميوم الموجود في بطارية الهاتف المحمول كافٍ لتلويث 600 ألف لتر من الماء، ويمكن أيضاً أن يؤدي الحرق غير القانوني للأجهزة إلى إطلاق غازات سامة في الهواء، ما يشكل خطراً صحياً على كل من الإنسان والحيوان. 

أخيراً، دورة حياة هذه الأجهزة قصيرة، فهي عادةً من سنتين إلى ثلاث سنوات، وسيزداد عدد مستخدمي الهاتف المحمول من نحو 6.95 مليار في عام 2020 إلى نحو 7.49 مليار في عام 2025 في جميع أنحاء العالم. لذلك، تركّز العديد من الدراسات على دراسة العوامل التي تؤثر على المستخدمين للمشاركة في عمليات إعادة التدوير.

الإمارات العربية المتحدة كمثال للدراسة

كمثال على دراسة تقبّل المستخدمين لإعادة تدوير الهواتف المحمولة، اختيِرت الإمارات العربية المتحدة وذلك لأن كل 100 شخص فيها لديهم 209 اشتراكات محمولة، كما أن الإمارات تركّز مؤخراً على مشكلة النفايات الإلكترونية المتزايدة من خلال إنشاء أكبر مرفق لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية في العالم في مجمع دبي الصناعي.

شارك في الدراسة المنشورة في فبراير/ شباط 2022 في دورية MDPI، باحثون من كلية أزمان هاشم للأعمال الدولية من جامعة التكنولوجيا في ماليزيا، وكلية إدارة الأعمال في جامعة ولونغونغ في دبي. وشملت دراستهم تقييماً لـ 601 إجابة من استطلاع عبر الإنترنت تم جمعه من المشاركين من مستخدمي الأجهزة المحمولة في الإمارات العربية المتحدة.

هل يرغب المستخدمون بإعادة تدوير هواتفهم الذكية؟

يشير البعض إلى أن أولئك الذين يشترون الأجهزة الإلكترونية الصغيرة لا يزالون غير مستعدين لإعادة تدويرها، ويفضّلون الاحتفاظ بها، كما أنهم يرون أن إصلاحها هو بديل أفضل عن إعادة تدويرها، خاصةً وأنه أقل ثمناً، ويؤثر مستوى التعليم والعمر للمستهلكين أيضاً على اختيارهم لإصلاح الجهاز القديم.

ووجد آخرون أن أكثر من نصف المستهلكين لديهم ما لا يقل عن هاتفين جوالين غير مستخدَمَين مخزَنين في المنزل، وذلك لعدم وجود طرق توصلهم لإعادة التدوير، ولعدم تشجيعهم على ذلك.

اقرأ أيضاً: كيف تتم إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية؟

العوامل المؤثرة على رغبة المستهلكين بإعادة تدوير الهواتف الذكية 

تركز الدراسة على فحص العوامل التي ستسهم في استدامة سلوك إعادة تدوير الأجهزة الذكية على المدى الطويل. وافترضت وجود 4 منها: 

  • المعرفة

المعرفة بنفايات الأجهزة المحمولة وطرق تحديد الإجراءات المطلوبة لإعادة تدويرها تسهم في تعزيز رغبة المستخدمين بإعادة التدوير. وجد البحث أن الأشخاص ذوي التعليم العالي والمعرفة بالحفاظ على البيئة لديهم ميل أكبر للمشاركة في سلوك إعادة التدوير لأنهم كانوا على استعداد لدفع ثمن إعادة التدوير.

  • بروز السلوك

بروز سلوك إعادة التدوير، أي إذا كان الفرد ينوي إعادة تدوير الهاتف المحمول ولكنه غير مدرك لأهمية ذلك، فمن المحتمل ألا يقوم بهذا السلوك.

  • القيود البيئية

القيود البيئية وهي التحديات الخارجية أو الاجتماعية والبيئية التي قد تمنع أو تقيد الأفراد من أداء السلوك، وإزالتها ستسهم في تعزيز إعادة التدوير. ولم تجد الدراسة أن هذه القيود تعوق العملية وذلك لأنه من النادر العثور على حواجز بيئية قد تؤثر على سلوك إعادة التدوير المستدام لمستخدمي الهواتف المحمولة في الإمارات.

  • العادة

العادة وهي سلوك سابق لإعادة تدوير الهواتف المحمولة أو إعادة استخدامها. فإذا لم تكن لدى الفرد هذه العادة فإنها ستقف عائقاً أمام إعادة التدوير، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن هذا العامل له التأثير الأقوى، وأن ذلك له تأثير سلبي كبير على استدامة السلوك غير المتأثرة بالقيود البيئية. 

اقرأ أيضاً: قائمة المدن الأكثر استدامة في العالم عام 2022

يمكن لهذا البحث أن يساعد مصنّعي الهواتف الذكية في فهم العوامل التي ستحافظ على استمرارية سلوك إعادة التدوير، ما يزيد من عدد الأجهزة المرتجعة.

المحتوى محمي