إطلاق خدمة سوبر تشين من بايدو هو مجرد بداية اندفاع الصين في مجال البلوك تشين

2 دقائق
حقوق الصورة: سيبا يو إس إيه عبر أسوشييتد برس

وفقاً لتقريرٍ إخباري محلي، فقد قامت شركة بايدو -وهي محرك البحث الذي يسمى غالباً: جوجل الصيني- بإطلاق نسخةٍ عامة تجريبية من خدمة البلوك تشين للشركات، التي تسمى سوبر تشين.

ما هي سوبر تشين بالضبط؟
يفترض أن تسمح هذه الخدمة للمطورين والشركات ذات الأحجام المتوسطة والصغيرة بإطلاق ما يسمى التطبيقات اللامركزية -أو دابس- بتكلفةٍ منخفضة. وليست هذه الخدمة إلا واحدةً من مئات مشاريع البلوك تشين قيد الإنجاز في الصين؛ حيث دعا الرئيس الصيني شي جين بينج الأمةَ مؤخراً إلى قيادة العالم في مجال تطوير تقنية البلوك تشين. 

ما الهدف من التطبيقات اللامركزية دابس؟
تسمح تقنية البلوك تشين للأنداد والمتنافسين -الذين لا يثقون في بعضهم بالضرورة- بمشاركة البيانات بطريقةٍ آمنة فيما بينهم. ويتم تصميم التطبيقات اللامركزية باستخدام برامج حاسوبية مبنية على تقنية البلوك تشين، تسمى العقود الذكية؛ حيث يستطيع أعضاء شبكة بلوك تشين استخدام هذه العقود لأتمتة أنواعٍ محددة من المعاملات المالية. على سبيل المثال، يمكن ربط عملية نقل بياناتٍ قيّمة من مستخدمٍ إلى آخر بمُدخلاتٍ أخرى تتوقف عليها مثل الدفع الموثَّق.

السوبر تشين سهلةُ الاستخدام
كشفت بايدو عن خططها الخاصة بالسوبر تشين لأول مرة في سبتمبر من عام 2018؛ حيث أشارت ورقةٌ بيضاء (وهو الاسم الذي يطلق على التقرير الرسمي الذي تصدره الشركات بشأن سياستها حول موضوع معين) إلى تصميمٍ مبتكر وسرعةٍ فائقة في معالجة المعاملات المالية بالمقارنة مع أنظمة البلوك تشين اللامركزية مثل بيتكوين. لقد جعلت بايدو هذه التقنية مفتوحة المصدر في مايو الماضي، لكن وفقاً للتقرير الإخباري، فإن المطورين قد واجهوا عدداً من التحديات التقنية عندما حاولوا تطبيقها. وعلى ما يبدو، سيكون استخدام الخدمة الجديدة أسهلَ وأرخص تكلفة؛ حيث لن تحتاج الشركات إلى قدرٍ كبير من الخبرات الفنية لتشغيلها.

الخدمة الجديدة تحظى بموافقة الحكومة الصينية (ما يشير إلى أنها مركزية)
يؤكد التقرير الإخباري أن سوبر تشين ستكون متوافقةً مع المعايير الصينية لتقنية البلوك تشين. وفي يناير الماضي، صادقت الوكالة الصينية للرقابة على الإنترنت على قواعد جديدة تُلزِم "جميع الكيانات والعقد" المُقدِّمة "لخدمات معلومات البلوك تشين" بالتسجيل لدى الحكومة، بالإضافة إلى إلزامهم بجمع الأسماء الحقيقية للمستخدمين وأرقامهم الوطنية وأرقام هواتفهم. وقد قام أكثر من 500 مشروع بعملية التسجيل هذه حتى أكتوبر الماضي. ربما يقول العديد من أصوليي تقنية البلوك تشين إن هذا النوع من السيطرة المركزية يناقض الغرض الحقيقي وراء استخدام هذه التقنية، الذي يكمن -وفق رؤيتهم- في كونه أداةً لتحويل السلطة إلى المستخدمين، وبعيداً عن السلطات المركزية مثل الحكومات والبنوك.

موجةٌ قادمة
لكن يبدو أن قادة الصين يرون فرصةً لتطوير تكنولوجيا قواعد بيانات رائدة على مستوى العالم على هيئة تقنية بلوك تشين مركزية؛ ففي أكتوبر الماضي، دعا الرئيس الصيني شي البلادَ إلى "اغتنام الفرصة" لتغدو الصين رائدةً على مستوى العالم في مجال تطوير هذه التكنولوجيا. ومن بين الشركات الأخرى التي تروج لمنتجاتٍ مستقبلية مبينة على البلوك تشين هي شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى مثل تينسينت وعلي بابا، وشركة التجارة الإلكترونية جي دي.

المحتوى محمي