كيف فاز كُتّاب هوليوود في معركتهم ضد الذكاء الاصطناعي؟

3 دقائق
كيف فاز كُتّاب هوليوود في معركتهم ضد الذكاء الاصطناعي؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Victor Moussa

يُعد إضراب كُتّاب السيناريو في هوليوود أولَ مواجهة كبرى بين العمال والموظفين في إحدى الصناعات والذكاء الاصطناعي. أدّى هذا الإضراب إلى إيقاف إنتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية في العديد من شركات هوليوود. السبب هو التهديد المتزايد الذي يشكّله الذكاء الاصطناعي التوليدي على مهنة كتابة السيناريو، والذي جعل الكتاب يشعرون بالقلق على مستقبلهم وحقوقهم الإبداعية.

المشاركون في الإضراب وداعموهم

قاد الإضراب رابطة الكُتّاب الأميركية (WGA) التي تمثّل أكثر من 20 ألف كاتب يعملون في السينما والتلفزيون والإذاعة ووسائل الإعلام المختلفة، وكانت قد طالبت الرابطة الاستوديوهات وشركات الإنتاج بالكشف عن استخدام الذكاء الاصطناعي والحد منه في كتابة السيناريو وحماية حقوق الكتاب.

دعمت الإضراب نقاباتٌ أخرى تعمل في صناعة الترفيه، مثل نقابة ممثلي الشاشة -الاتحاد الأميركي لفناني التلفزيون والراديو (SAG-AFTRA)، التي انضم ممثلون عنها إلى الاعتصامات والمسيرات التي نظّمتها رابطة الكُتّاب الأميركية، كما أعرب العديد من المشاهير، مثل فرانسيس فيشر وجولي فيشر وفران دريشر وكولين كوبرنيك، عن تضامنهم مع الكُتّاب المضربين.

اقرأ أيضاً: جولة داخل عالم الذكاء الاصطناعي ورؤية إبداعه الفني والمرعب

أسباب إضراب هوليوود

كان السبب الرئيسي للإضراب هو استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريو، الذي أصبح متوفراً للجميع بعد أن أصدرت شركة أوبن أيه آي (OpenAI) الأميركية تشات جي بي تي (ChatGPT)، وهو بوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي يمكنه كتابة النصوص وإجراء محادثات بلغة طبيعية وصياغة القصص بطريقة تشبه البشر. تخشى رابطة الكتاب الأميركية من استخدام تشات جي بي تي وغيره من أدوات الذكاء الاصطناعي من قِبل الاستوديوهات وشركات الإنتاج لكتابة السيناريو، دون توظيف الكُتّاب أو الدفع لهم، أو إعادة كتابة أو تعديل النصوص التي قام الكتاب بتأليفها.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثّر الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام؟

متى بدأ الإضراب وكم استمر؟

بدأ الإضراب 2 مايو/ أيار 2023، بعد فشل المفاوضات التي أجريت بين رابطة الكُتّاب الأميركية التي تمثّل كتاب السيناريو، وتحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون (AMPTP) الذي يمثّل شركات الإنتاج.

استمر الإضراب 148 يوماً، ما جعله أطول إضراب في تاريخ هوليوود منذ إضراب الكتاب عام 1988 الذي استمر 153 يوماً.

تسبب الإضراب في توقف آلاف الكتاب عن العمل في مشاريع السينما والتلفزيون، ما أدّى لتأخير مئات الأفلام والمسلسلات التلفزيونية وإلغائها. أثّر الإضراب أيضاً على العاملين الآخرين في صناعة السينما، مثل الممثلين والمخرجين والمصورين.

اقرأ أيضاً: ماذا يعني أن يتمكّن الذكاء الاصطناعي من التغلب على البشر في اختبار القدرات الإبداعية؟

كيف انتهى الإضراب؟

انتهى الإضراب في 27 سبتمبر/ أيلول 2023، بعد أن صوتت إدارة رابطة الكُتّاب الأميركية على إنهاء الإضراب وقبول اتفاقية مبدئية عُقدت مع تحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون. سيتم التصديق على الاتفاقية الجديدة من قِبل أعضاء رابطة الكتاب الأميركية في الأسابيع المقبلة، وهي تتضمن قيوداً كبيرة على استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريو. من أبرز هذه القيود:

  • لا يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي كاتباً معتمداً.
  • لا يسمح بإعادة كتابة نصوص الكتاب باستخدام الذكاء الاصطناعي.
  • لا يمكن للنصوص المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي أن تكون مصدراً معتمداً.
  • يستطيع الكاتب استخدام الذكاء الاصطناعي إذا حصل على موافقة الشركة.
  • لا يحق للشركة أن تفرض على الكاتب استخدام برامج الذكاء الاصطناعي.
  • يجب على الكُتّاب والشركات الإفصاح عن النصوص التي تمت كتابتها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صناعة السينما؟

هل سنشهد إضرابات أخرى ضد الذكاء الاصطناعي؟

كان إضراب كُتّاب السيناريو في هوليوود أولَ مواجهة عمالية كبرى مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، وبما أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُستخدم في مختلف الصناعات مثل الموسيقى والصحافة والتعليم، فإن الموظفين والعمال في تلك الصناعات سيواجهون التحدي نفسه الذي واجهه كُتّاب السيناريو في هوليوود.

نتيجة لذلك، قد نشهد المزيد من الإضرابات ضد الذكاء الاصطناعي في صناعات أخرى، حيث يسعى العمال إلى حماية حقوقهم ومستقبلهم المهني الذي يهدده الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: 15 صفة يختلف فيها الذكاء الاصطناعي عن الذكاء البشري

ما الذي تعلمناه من إضراب كُتّاب السيناريو في هوليوود؟

لقد علّمنا إضراب كُتّاب السيناريو في هوليوود بعض الدروس القيمة حول تأثير الذكاء الاصطناعي وتداعيات استخدامه في مكان العمل. لقد أظهر لنا أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد قضية تكنولوجية، بل أيضاً قضية اجتماعية واقتصادية، وقد سلّط الضوء على الحاجة إلى الحوار والتعاون والتنظيم بين العمال وأصحاب العمل وصُنّاع السياسات لمعالجة الفرص التي يوفّرها أو يقوضها الذكاء الاصطناعي.

لقد أظهر الإضراب أيضاً أهمية السعي لحماية الإبداع البشري وحقوق الملكية واحترام المساهمات التي يقدمها البشر، وأنه يجب أن يكون أصحاب العمل عادلين في استخدام الذكاء الاصطناعي وأن يفصحوا عن ذلك، كما أنه على صُنّاع السياسات أن يعملوا على إصدار قوانين واتباع سياسات توازن بين فوائد ومخاطر الذكاء الاصطناعي على المجتمع وسوق العمل.

المحتوى محمي