النشأة والدراسة
ولد فواز تيسير العلبي في مدينة دمشق، عاصمة سورية، بتاريخ 4 فبراير سنة 1943 ونشأ لاحقاً في مدينة بيروت، حيث درس في الجامعة الأميركية وحصل منها على درجة الإجازة في الفيزياء سنة 1964، ومن ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية ليتابع دراساته العليا، حيث حصل على شهادة الماجستير من جامعة تكساس في أوستن، وأتبعها بشهادة الدكتوراه سنة 1968 بتخصص في الهندسة الكهربائية.
المسيرة العلمية والبحثية
يمتلك العلبي سيرةً مهنية حافلة بالنشاط البحثي والأكاديمي ضمن عدة جامعات ومؤسسات، بدأها عبر الانضمام إلى جامعة كنساس في أميركا مباشرةً بعد إنهائه لدراسة الدكتوراه، التي عمل فيها حتى سنة 1984، حيث انضم في تلك السنة إلى جامعة ميشيغان، وما يزال يعمل فيها حتى وقتنا هذا، حيث يشغل منصب أستاذ إيميت لايث المتميز في مجال الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب. شغل العلبي أثناء مسيرته في جامعة ميشيغان العديدَ من المناصب الأكاديمية والإدارية الهامة، ومنها توليه منصب نائب رئيس الجامعة للشؤون البحثية ما بين عامي 1999 و2005، كما ساهم لاحقاً في تأسيس جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية، وشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي للجامعة بين عامي 2008 و2009.
ركز العلبي في أبحاثه على مجال الإشارات والحقول الكهرومغناطيسية وكيفية معالجتها باستخدام الطرق الرياضية المتقدمة، التي أفضت عن تحقيق إسهاماتٍ أصيلة ومبتكرة لتطوير حساساتٍ ورادارات عالية الدقة يمكن استخدامها في العديد من التطبيقات والمجالات، مثل القدرة على قياس درجة رطوبة التربة وكيفية استثمار ذلك في المجال الزراعي، وتعقب سرعة الرياح عبر المحيطات لأهداف الملاحة، ومراقبة توزع الثلج في البحار، وكذلك مراقبة مظلة الغابات العالمية للمساعدة على نمذجة تغيرات المناخ وتحولاته المختلفة. قام العلبي بسردٍ رائعٍ لأهمية أبحاثه في مجال معالجة الإشارات الكهرومغناطيسية وأثرها على تطبيقات الرادار وما لها من ارتباطاتٍ مناخية ضمن محاضرةٍ شيقة، ألقاها بمناسبة تكريمه من قِبل جامعة ميشيغان بقلب محاضر هنري راسل، وهو أرفع تكريم تقوم الجامعة بتقديمه لأحد الأساتذة العاملين فيها.
بشكلٍ خاص، جلب العلبي لنفسه شهرةً كبيرة بفضل عمله في مجال الإشارات الكهرومغناطيسية والشرائح الإلكترونية الصغرية، حيث ساهم في بداية سبعينيات القرن الماضي في تطوير أول رادارٍ مخصص لسكايلاب (SkyLab)، وهي أول محطة فضاء أميركية. وتحديداً الدارات والحساسات الإلكترونية المخصصة للاستخدام في مجال الاتصالات بترددات التيراهرتز، وقد تولى العلبي إدارة مركز تكنولوجيا التيراهرتز الفضائية، الذي تم تمويله من وكالة ناسا.
بالنسبة للنشر والتأليف، يمتلك العلبي أيضاً سجلاً كبيراً من الأوراق العلمية والمؤلفات التي نشرها كمؤلفٍ أول أو شارك في تأليفها، حيث بلغ عدد المنشورات والأوراق البحثية التي ساهم بها أكثر من 700 منشور، كما ألّف 16 كتاباً مختلفاً في مجال علم معالجة الإشارة والحقول والإشارات الكهرومغناطيسية وتطبيقاتها الهندسية. ومن أشهر الكتب التي ألّفها العلبي هي أساسيات الكهرومغناطيسية التطبيقية (Fundamentals of Applied Electromagnetism) وكتاب الكهرومغناطيسية للمهندسين (Electromagnetism for Engineers) الصادر عن دار نشر بيرسون سنة 2005. يمكن أيضاً الاطلاع على أهم الأوراق العلمية البحثية والمنشورات الأكاديمية التي ساهم العلبي بها عبر صفحته الرسمية على موقع جامعة ميشيغان.
جوائز وتكريمات
نظراً لقيمته العلمية وإسهاماته الكبيرة في مجال علم معالجة الإشارات والحقول الكهرومغناطيسية، حصل العلبي على العديد من الجوائز، بدءاً من انتخابه زميلاً في الأكاديمية الوطنية الأميركية للهندسة سنة 1995، ومن ثم حصوله على زمالة معهد الهندسة الكهربائية والإلكترونية (IEEE)، وصولاً إلى تقليده ميدالية توماس أديسون سنة 2006، التي تُعتبر من أرفع التكريمات في المجال الهندسي. كما تم تكريم العلبي من قِبل الجامعة الأميركية في بيروت عبر منحه درجة دكتوراه فخرية سنة 2019، وتم تكريمه سابقاً في الكويت سنة 1987 عبر منحه جائزة العلوم التطبيقية، وحصل سنة 2000 على ميدالية الألفية من معهد الهندسة الكهربائية والإلكترونية لإنجازاته ومساهماته العلمية الأصيلة.