تعرف على لبنى القاسمي أول إماراتية تتولى أربع وزارات في تاريخ الإمارات

3 دقائق
لبنى القاسمي
حقوق الصورة: يو إيه إي كابينيت دوت إيه إي. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

نشأتها ودراستها الأكاديمية

ولدت لبنى بنت خالد بن سلطان القاسمي في فبراير/شباط من عام 1962، للعائلة الحاكمة في إمارة الشارقة، فهي ابنة أخ الشيخ سلطان بن محمد القاسمي الحاكم السابق لإمارة الشارقة. تتحدث الشيخة لبنى في حوار لها مع موقع "ذي ناشيونال" عن تفاصيل حياتها، وعن شبابها وأيامها الجامعية، التي تصفها بأنها قصة تصميم وتفانٍ ورؤية مبنية على أسس الأسرة الداعمة، ومع ذلك لم تتخيل أنها ستصبح ذات يوم وزيرة في الحكومة. 

كانت الشيخة لبنى طفلة محبة لقراءة الكثير من الكتب في الرياضيات والفيزياء، فتقول: "كان حب حياتي هو حل المعادلات التفاضلية عندما كنت مراهقة. قراءة الفيزياء بالنسبة لي تعني الحياة. كنت مهووسة". درست الرياضيات والفيزياء في المدرسة الثانوية ثم انتقلت إلى أميركا كطالبة في السبعينيات، وتخرجت من "جامعة ولاية كاليفورنيا" عام 1981 بدرجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر. وتتحدث عن هذا الأمر قائلة: "كنت مصممة على دراسة التكنولوجيا، وهو أمر غريب جداً بالنسبة للناس عام 1975".

عودتها للإمارات.. والعود أحمد

عادت الشيخة لبنى إلى الإمارات لتعمل مبرمجة في شركة برمجيات عام 1981، ثم عملت في الهيئة العامة للمعلومات، حيث ساعدت في أتمتة عمل الحكومة الاتحادية، وعملت بعدها في "هيئة موانئ دبي"، ومن ثم عينها الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة وحاكم دبي، رئيسة تنفيذية لـ "تجاري"، وهي منصة للتبادل بين الشركات على الإنترنت. 

تلقت مكالمة هاتفية عام 2004 كانت كفيلة بأن تغير حياتها، كانت حينها في تونس في رحلة عمل حكومية. اتصل بها وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبد الله بن زايد، ليخبرها أن الحكومة الإماراتية ترغب بتعيينها في مجلس الوزراء على أن تتسلم حقيبة الاقتصاد. أجابته مذهولة، فهي لن تتولى قيادة وزارة الاقتصاد المهمة فحسب، بل ستصبح أول وزيرة في مجلس الوزراء، وستكسر السقف الزجاجي وتُلهم عدداً لا يحصى من الأخريات للسير في طريقها. وتولت الشيخة لبنى المنصب، متجاهلة معارضة من أشار بأن النساء لا يمكنهن قيادة الوزارة.

تستذكر الشيخة لبنى أول اجتماع لها في مجلس الوزراء وشعورها حينها بالتوتر، وكيف استدارت حولها لترى ابتسامات الجميع من سعادتهم وحماسهم بشأن قرار تعيينها. وبعد الاجتماع، بدأ عملها بشكل جدي، لدرجة أنها قضت عدة ليال بلا نوم في بداية ولايتها. وتستذكر ما حصل قائلة: "بقيت بلا نوم لمدة أسبوعين، ويرجع ذلك أساساً إلى أن هذا كان منصباً مدمجاً -وزارة التخطيط مع وزارة الاقتصاد. أنت تتحدث عن 300 موظفاً. كان الأمر مخيفاً جداً"، ومع الأيام تخلصت من القلق الذي كانت تشعر به من قبل.

نجاح وزاري

كان نجاحها في حقيبة الاقتصاد كبيراً في فترة توليها بين عامي 2004 و2008، ما ساعدها بأن تصبح بحلول عام 2008 وزيرة للتجارة الخارجية. وفي عام 2013 عُينت بمنصب وزيرة التعاون الدولي والتنمية، تلاه منصب وزيرة التسامح عام 2016. ونتيجة جهودها في العمل أصبحت مصدر إلهام للعديد من الشابات الإماراتيات، لدرجة أنه في بعض الأحيان يتم إيقافها في الشارع ليلتقطن صوراً معها.

تذكر الشيخة لبنى أن نجاحها يعود ببساطة إلى دعم عائلتها، فقد كبرت وهي تعلم أن بإمكانها أن تصبح الشخص الذي تريده، وقد أحدث ذلك فرقاً كبيراً في حياتها وكان سر نجاحها. كان والدها داعماً لها، وعلى الرغم من أنه كان من الآباء غير المتعلمين، ممن قرؤوا القرآن وتعلموا القليل من اللغة العربية والقليل من الرياضيات، إلا أنه أراد من أولاده أن يحصلوا على التعليم الكافي.

خارج قبة الوزارة

شغلت خلال حياتها المهنية منصب رئيسة الفريق التنفيذي لـ "حكومة دبي الإلكترونية"، والمديرة المسؤولة عن إدارة أنظمة المعلومات في "المنطقة الحرة في جبل علي"، كما تولت منصب رئيسة مجلس إدارة "هيئة الإمارات للأوراق المالية والسلع" بين 2004 و2008، ونائبة رئيس مجلس إدارة كل من "مؤسسة الإمارات للطاقة النووية"، و"شركة نواة للطاقة"، وعضوة مجلس إدارة "مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب"، بالإضافة إلى توليها رئاسة "جامعة زايد" بين 2014 و2018، ومنصب رئيسة مجلس أمناء "المعهد الدولي للتسامح" بين 2017 و2020، وهي تشغل حالياً (2022) عضوية "جمعية أصدقاء مرضى السرطان"، وعضوية مجلس حوكمة "كلية لي كوان يو للسياسة العامة" في "جامعة سنغافورة الوطنية".

عامل تغيير

تفتخر الشيخة لبنى بأنها كانت عامل تغيير في العمل الحكومي، وتقدم رسالتها للوزراء المستقبليين والفتيات الصغيرات اللائي يرغبن في أن يصبحن بمركز ما عندما يكبرن بقولها: "لا تكن مثلي، كن أفضل مني". 

حصلت على العديد من الجوائز والألقاب منها "لقب سفير النوايا الحسنة" عام 2003، و"جائزة مجلس اللوردات البريطاني" عام 2004، كما حازت على "ميدالية رئيس الجمهورية الإيطالية الذهبية" عام 2009، ومُنحت "وسام الاستحقاق المدني" من درجة قائد رفيع من قبل ملك إسبانيا خوان كارلوس الأول عام 2011، وتم منحها "وسام الإمبراطورية البريطانية" بدرجة فارس من قبل الملكة إليزابيث الثانية عام 2013، ونالت كذلك "جائزة المواطن العالمي" في القطاع الحكومي التي تمنحها "مبادرة كلينتون العالمية" عام 2015، وهي أول إماراتية تحظى بهذا التكريم.

صنفتها مجلة "فوربس الشرق الأوسط" ضمن قائمة "أقوى 10 سيدات عربيات في القطاع الحكومي" بين 2015 و2017، كما تم تصنيفها ضمن قائمة "أقوى 100 سيدة في العالم" لعامي 2010 و2015، وقائمة "أقوى 200 سيدة عربية" لعام 2014 من قبل المجلة ذاتها.

حصلت على الماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال عام 2002 من "الجامعة الأميركية في الشارقة"، وحازت على 4 شهادات دكتوراه فخرية في العديد من المجالات، منها الدكتوراه الفخرية في العلوم من "جامعة تشيكو" في الولايات المتحدة الأميركية، والقانون من "جامعة إكستر" في المملكة المتحدة، والاقتصاد من "جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية" في كوريا الجنوبية، بالإضافة إلى شهادة دكتوراه فخرية في الآداب الإنسانية من "الجامعة اللبنانية الأميركية".

المحتوى محمي