أوبن أيه آي تطلق نموذجها اللغوي الأكثر تطوراً جي بي تي-5: إليك كل ما تحتاج إلى معرفته

3 دقيقة
أوبن أيه آي تطلق نموذجها اللغوي الأكثر تطوراً جي بي تي-5: إليك كل ما تحتاج إلى معرفته
حقوق الصورة: أوبن أيه آي

أعلنت شركة أوبن أيه آي الأميركية، يوم الخميس، إطلاق نموذجها الجديد جي بي تي-5 GPT-5 خلال بث مباشر على يوتيوب، واضعة بذلك حداً لأشهر من الترقب والتأجيلات المتكررة. 

النموذج الجديد أصبح متاحاً لمستخدمي تشات جي بي تي كافة، ووفقاً للشركة، يعد نقلة نوعية في قدرات الذكاء الاصطناعي، ليس فقط من حيث الأداء، بل من حيث السرعة والدقة أيضاً؛ أي أنه يتيح للمستخدمين الحصول على إجابات سريعة دون التضحية بالدقة أو المنطق.

اقرأ أيضاً: 15 صفة يختلف فيها الذكاء الاصطناعي عن الذكاء البشري

متى يتوفر جي بي تي-5؟

أصبح جي بي تي-5 متاحاً رسمياً على موقع تشات جي بي تي وتطبيق تشات جي بي للهواتف الذكية وواجهة برمجة التطبيقات الخاصة بأوبن أيه آي، كما سارعت مايكروسوفت إلى دمجه مباشرة في منتجاتها، ليصبح متوفراً ضمن كوبايلوت.

هل يحصل الجميع على إصدار جي بي تي-5 نفسه؟

ليس تماماً. سيحصل المستخدمون جميعهم على إمكانية الوصول إلى جي بي تي-5، لكن مستوى الاستخدام يختلف حسب نوع الاشتراك:

  • بالنسبة للمستخدمين المجانيين، يمكنهم الوصول إلى النسخة الكاملة من جي بي تي-5، لكن هذه النسخة تتحول إلى نسخة أخف هي جي بي تي-5 ميني (GPT-5 mini) بعد استنفاد الحد المجاني اليومي.
  • مشتركو خطة بلس التي تتطلب اشتراكاً شهرياً بقيمة 20 دولاراً، سيتمكنون من الوصول غير المحدود للنسخة الكاملة من جي بي تي-5.
  • مشتركو خطة برو Pro بسعر 200 دولار شهرياً، سيتمكنون من الوصول غير المحدود للنسخة الكاملة من جي بي تي-5 إلى جانب ميزات متقدمة مثل التحليل العميق ووضع صوتي متقدم وإمكانية مشاركة الفيديو والشاشة.

اقرأ أيضاً: أهم 5 مخاطر ومسائل أخلاقية مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي

ما هي إمكانات الوسائط المتعددة التي يوفرها النموذج؟

جي بي تي-5 قادر على التعامل مع أنواع متعددة من المحتوى في المحادثة الواحدة، يشمل ذلك النصوص والصور والصوت وحتى الفيديو؛ أي أن المستخدم يستطيع مشاركة الفيديو من كاميرا الهاتف مع النموذج، ليحلل النموذج ما يراه والاستجابة وفقاً لذلك.

وبدلاً من الاعتماد على نماذج متخصصة مثل فيجن Vision لتحليل الصور أو جي بي تي لتوليد النصوص والصور أو نماذج أو (o) للتفكير المنطقي، أصبح بإمكان جي بي تي-5 تنفيذ هذه كلها المهام، ما يعزز تجربة المستخدم ويبسط سير العمل.

ما هي قدرات المعالجة التي يتمتع بها؟

يتميز جي بي تي-5 بنافذة سياق ضخمة تبلغ 256 ألف رمز إدخال، هذا يعني قدرته على معالجة نحو 200 ألف كلمة دفعة واحدة، أي ما يعادل حجم رواية طويلة.

تعد هذه السعة الكبيرة تحولاً نوعياً في قدرة النموذج على:

  • الحفاظ على ترابط المحادثات ودعم دردشات طويلة ومعقدة.
  • تحليل قواعد البيانات أو المستندات الطويلة دون الحاجة لتقسيمها أو تلخيصها مسبقاً.
  • فهم السياق الكامل للمحتوى وتقليل التكرار أو فقدان التفاصيل.

ومع ذلك، فإن نافذة السياق هذه، على الرغم من ضخامتها، لا تعد الأكبر في السوق. على سبيل المثال، يمكن لنموذج جيميناي 2.5 من جوجل التعامل مع ما يصل إلى مليون رمز دفعة واحدة.

ما هي الميزات الجديدة في جي بي تي-5؟

في الحقيقة، لا توجد أي ميزات جديدة، ما يقدمه النموذج هو تحسينات جعلته يبدو كأنه نموذج مختلف تماماً عن النماذج السابقة.

جي بي تي-5 يعد أقوى من النماذج السابقة في معظم المجالات، إليك أبرز ما تم الحديث عنه في البث المباشر:

  • قدرات برمجية مذهلة: خلال العرض التقديمي، ولّد النموذج أكثر من 400 سطر برمجي في أقل من دقيقتين لبناء محاكاة كاملة لتأثير ظاهرة برنولي، وهي ظاهرة فيزيائية تعد حجر الأساس في ميكانيكا الموائع.
  • تواصل صوتي طبيعي: أصبح الصوت يبدو طبيعياً أكثر مع إمكانية مشاركة الفيديو المباشر من الكاميرا.
  • تحليل الصور المرفقة: يستطيع النموذج الآن تحليل الصور بدقة أكبر ودمجها بعد ذلك في استجاباته.
  • تكامل مع أدوات جوجل: سيتمكن المستخدمون من دمج بريد جيميل وتقويم جوجل مع النموذج، ما يحوله إلى مساعد شخصي أكثر فاعلية وفائدة.

اقرأ أيضاً: مقارنة عملية بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري

هل يستطيع جي بي تي-5 توليد مقاطع فيديو؟

حتى الآن، لا. إصدار جي بي تي-5 الحالي لا يتضمن ميزة إنشاء الفيديو، رغم أن شركة أوبن أيه آي توفر أداة منفصلة تدعى سورا Sora لهذا الغرض، وهي مخصصة لتوليد الفيديوهات عن طريق تعليمات نصية.

على الرغم من غياب القدرة على توليد الفيديوهات، فإن جي بي تي-5 يتمتع بقدرة متقدمة على فهم الفيديو المباشر. على سبيل المثال، يمكنك فتح الكاميرا لتصوير محرك سيارتك، عندها سيحلل النموذج الفيديو ويكتشف أي عطل ظاهر، كما يمكن أن يعلمك كيفية إصلاح العطل عن طريق تقديم تعليمات فورية، هذا يفتح الباب أمام تطبيقات تفاعلية في التعليم الدعم الفني والتدريب العملي.

هل يمكن القول إن جي بي تي-5 هو أول ذكاء اصطناعي عام؟

الإجابة المختصرة هي: لا. على الرغم من أن جي بي تي-5 يمثل خطوة متقدمة في مسار تطوير الذكاء الاصطناعي، فإنه لا يعد ذكاءً اصطناعياً عاماً. فالذكاء الاصطناعي العام يشير إلى قدرة النموذج على أداء أي مهمة معرفية يستطيع الإنسان القيام بها، بما في ذلك التعلم الذاتي والتكيف واتخاذ قرارات مستقلة.

ما يقدمه جي بي تي-5 هو أداء مذهل في فهم النصوص وتوليدها بمختلف اللغات وكتابة التعليمات البرمجية والتحليل البصري للصور والفيديوهات.

لكن النموذج يعتمد على بيانات مسبقة ولا يتعلم من التجربة، ويفتقر إلى القدرة على التكيف الذاتي أو الاستنتاج المستقل خارج نطاق التدريب، كما يستطيع تنفيذ مهام محددة بدلاً من امتلاك القدرة على تنفيذ أي مهمة معرفية كما يفعل الإنسان.

على الرغم من أن أوبن أيه آي تعد من أبرز الشركات التي تسعى لتطوير الذكاء الاصطناعي العام، فإن الوصول إلى هذا الهدف لا يزال بعيد المنال.

المحتوى محمي