المدينة الذكية هي المدينة التي تعتمد الحلول الرقمية بهدف تحسين جودة حياة السكان وتعزيز الاستدامة وتقدم الأعمال، وتضمن استخداماً أفضل للموارد وتقليل الانبعاثات. يتضمن ذلك شبكات نقل أكثر ذكاءً، وتحسين إمدادات المياه ومرافق التخلص من النفايات، وتدفئة المباني وإنارتها وإنارة الشوارع بطرق أكثر كفاءة. وهذا يعني أيضاً إدارة مدينة تفاعلية واستجابة أكثر، وأماكن عامة أكثر أماناً وتلبية احتياجات كبار السن من السكان. تحقق هذه المواصفات العديد من المدن، التي تتسابق لتكون ضمن قائمة أهم المدن الذكية في العالم.
أهم المدن الذكية في العالم
توجد عدة معايير لتصنيف المدن الذكية، وتصدر أيضاً الكثير من التقارير سنوياً لتحديد أهم هذه المدن، وهذه بعض المدن التي صُنفت من أهم المدن الذكية في العالم بناء على هذه المعايير:
سنغافورة، سنغافورة
تعد سنغافورة المدينة الأذكى في العالم، فقد أطلقت مبادرة الأمة الذكية عام 2014، وتقدم مجموعة واسعة من التكنولوجيات الذكية في كل من القطاعين العام والخاص منذ ذلك الحين.
بالإضافة إلى ذلك، كانت سنغافورة الموطن لأول مختبر مدينة ذكية تقوده الصناعة في جنوب شرق آسيا منذ عام 2020، ويتكون من أكثر من 30 شركة تتعاون مع شركات التكنولوجيا الناشئة المحلية والشركاء الدوليين لمواصلة تطوير تكنولوجيات المدن الذكية. وقد أعلنت عام 2021 عن خططها لمدينة ذكية بيئية جديدة خالية تماماً من المركبات.
اقرأ أيضاً: نظرة عامة على استراتيجية المملكة العربية السعودية للمدن الذكية
وما جعلها المدينة الأذكى هو المشاريع العديدة التي تقوم بها، مثل اعتماد تقنية الدفع غير التلامسية على نطاق واسع لتوجيه الحركة والمدفوعات بكفاءة لمستخدمي وسائل النقل العامة، واستخدام أسطول مستقل لمساعدة كبار السن أو محدودي القدرة على الحركة على التنقل، واستخدام بوتات الذكاء الاصطناعي التي تتحدث مع كبار السن وتجيبهم عن استفساراتهم وتقلل شعورهم بالوحدة، واعتماد الاستشارات الطبية عبر مكالمات الفيديو، وتطوير أجهزة إنترنت الأشياء القابلة للارتداء لمراقبة المرضى، وتوفير التطبيقات التي تمكن من استدعاء المركبات ذاتية القيادة.
هلسنكي، فنلندا
وضعت هلسنكي هدفاً يتمثل في أن تصبح محايدة الكربون بحلول عام 2035، ولتحقيق هذا الهدف عملت على عدة مشاريع جعلتها من أهم المدن الذكية في العالم، مثل تحويل أسطول حافلات المدينة بالكامل إلى الكهرباء، وتوسيع شبكات المترو وشحن السيارات الكهربائية. لكن ما يميز هلسنكي كمدينة ذكية هو سياسة البيانات المفتوحة، ما وفر كمية كبيرة من البيانات التي تغذّي مشاريع التخطيط والبناء القادمة في المدينة.
أيضاً، يلتزم كل من المواطنين والقطاعين العام والخاص ويتعاونون لتقليل الانبعاثات، والبناء المستدام وتحقيق الأهداف المناخية. بالإضافة إلى نظام إدارة النفايات الذي ينقل النفايات عبر نظام الأنابيب تحت الأرض، كما تعتمد الاستمارات الرقمية في الإجراءات والمسائل الإدارية. تدعو المدينة أيضاً الأشخاص للمشي أو استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن لعمليات التحول الرقمي أن تساعد في الانتقال إلى عالم أكثر استدامة.
زيورخ، سويسرا
أصبحت زيورخ من أهم المدن الذكية في العالم لأنها تركز على الأشكال المستقبلية للتنقل العام المتكامل، والمدينة الرقمية، والمشاركة الذكية. في هذا الصدد نفذت عدة مشاريع، كان أولها مشروع إنارة الشوارع بالمصابيح الذكية التي تستشعر حركة المرور باستخدام أجهزة الاستشعار، ما يؤدي إلى زيادة سطوعها أو تعتيمها. أضافت المدينة أيضاً المزيد من التقنيات الحسية التي يمكنها جمع البيانات البيئية، وقياس تدفق حركة المرور، والعمل كهوائي واي فاي عام.
عملت أيضاً على تطوير نظام إدارة المباني الذكي، الذي يربط تدفئة المدينة والكهرباء والتبريد، كما تشغل العديد من المباني بالكامل بالطاقة المتجددة. وتعد من أكثر المدن الملائمة للمشاة، كما يركز نظام النقل فيها على جعل وسائل النقل العام أكثر جاذبية للمستخدمين من خلال توفير معلومات عن حركة المرور في الوقت الفعلي، وتقدم خدمة تجميع سيارات الأجرة لنقل أكثر من راكب واحد يذهبون إلى وجهة مشتركة. توفر المدينة أيضاً منصة الإدارة الإلكترونية للمقيمين ومعها إمكانية الوصول عبر الإنترنت إلى المعلومات والأحداث والإجراءات الإدارية وغيرها.
اقرأ أيضاً: ما هي المدن الذكية وما أبرز التكنولوجيات التي تجعلها ذكية حقاً؟
أوكلاند، نيوزيلندا
عملت أوكلاند على العديد من المشاريع لتكون مدينة ذكية ومستدامة، أهمها أنها تعمل مع الطبيعة لامتصاص مياه الأمطار بدلاً من استخدام الخرسانة لتوجيهها بعيداً، ما أدى إلى زيادة المساحات الخضراء.
تدعم أوكلاند الابتكار الذي يساعد في حل المشكلات المعقدة على نطاق المدينة، وبالتالي تم تنفيذ العديد من المشاريع، دعم أحدها خدمات النقل عبر استخدام البيانات في الوقت الحقيقي لتحسين الفعالية التشغيلية والكفاءة والسلامة والمرونة.
انشأت أيضاً مستشفى أوكلاند الرقمي التوأم الذي يسمح باستكشاف الأخطاء وإصلاحها بسرعة وتتبع إدارة الأصول، ما ساعد في تقليل التكاليف.
اقرأ أيضاً: الشبكة العالمية للمدن الذكية: أول مجتمع عالمي يختص بالمدن الذكية
أوسلو، النرويج
تتميز أوسلو بأنها واحدة من أهم المدن الخضراء، وتبذل جهوداً كبيرة لتبقى كذلك، ولتصبح مدينة خالية من الوقود الأحفوري بحلول عام 2030. لتحقيق ذلك، تتجه أوسلو لتعمل جميع المركبات في المدينة بالكهرباء بحلول عام 2025، ولدى أوسلو أيضاً نظام رسوم آلي يقدّم معدلات تحفيزية للمركبات عديمة الانبعاثات ويولد إيرادات تساعد في تمويل برامج التنقل في المدينة، كما أنها تدعم مشاريع البناء العامة والخاصة التي تقلل من انبعاثات الكربون بنسبة 50%، وتعمل على تعديل المباني القائمة لتطوير أنظمة إدارة النفايات الدائرية والطاقة الخضراء.
كوبنهاغن، الدنمارك
تهدف مدينة كوبنهاغن إلى أن تصبح أول عاصمة في العالم خالية من الكربون بحلول عام 2025، وتحويل غالبية الرحلات داخل المدينة إلى التنقل بالدراجات أو وسائل النقل العام أو سيراً على الأقدام. ولتحقيق هذا الهدف خطت المدينة عدة خطوات نحوه، منها تطوير أنظمة المرور الذكية، وتوفير ظروف أفضل لراكبي الدراجات، واعتماد أنظمة إضاءة الشوارع الذكية التي أسهمت بخفض تكاليف إنارة الطرقات بشكل كبير.
تختبر المدينة أيضاً حلول تكنولوجيا المعلومات للمدن الذكية القائمة على البيانات في مختبر الحلول في كوبنهاغن لضمان تلبية احتياجات المدينة. علاوةً على ذلك، توفر كوبنهاغن وصولاً مجانياً إلى مصادر البيانات العامة لدفع الابتكارات، مثل حل المدينة التكنولوجي الذي يساعد في التنبؤ بمواقع وقوف السيارات المجانية.
جنيف، سويسرا
لدى جنيف نظام ذكي لركن السيارات يعمل على أساس سلسلة من المستشعرات التي تُرسل إشعارات على هواتف السائقين، لتخبرهم عن حركة المرور، ما يساعد في تخفيف الازدحام.
وضعت المدينة أيضاً سياسة طاقة خاصة بها، لتكون جميع أبنيتها تعمل بالطاقة المتجددة بحلول عام 2050، وذلك عن طريق تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وزيادة حصة الطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية.
اقرأ أيضاً: كيف يساعد التحول الرقمي قطاع النفط والغاز على مواجهة الأزمة الحالية في الطاقة؟
تايبيه، تايوان
تشمل سياسات مدينة تايبيه جعلها ذكية من الجوانب كافة: الحكومة والنقل والاقتصاد والبيئة والحياة والسكان. وتهتم المدينة بتضييق الفجوة بين الريف والمدينة، خاصة في قطاع التعليم، من خلال استخدام تحليل البيانات الضخمة وتكامل الخدمات والتطبيقات المختلفة في الوقت الفعلي والتطبيقات الأخرى.
نشرت أيضاً مصابيح الإضاءة الذكية في شوارعها، ما وفر الكثير من التكاليف. ولديها برنامج الإسكان العام الذكي الذي يصور استهلاك السكان من المياه والكهرباء والغاز لتشجيع توفير الموارد.
اقرأ أيضاً: أبرز التكنولوجيات المستخدمة في جمع البيانات للمدن الذكية
تحاول الدول العربية أيضاً أن تكون بعض من مدنها ضمن قائمة أهم المدن الذكية من حول العالم، خاصةً المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر.