الخبر
تم حقن 3 أشخاص مصابين بالسرطان المتقدم بخلايا مناعية ذات جينات مُعدلة بتقنية كريسبر دون أي آثار جانبية خطيرة. وتُعتبر هذه التجربة أول تجربة سريرية أميركية لهذه التقنية، وأول دراسة منشورة لاستخدام تقنية كريسبر في مرضى السرطان.
التجربة
وتجلّى الهدف الوحيد من هذه التجربة في تقييم نسبة أمان وسهولة تطبيق هذه التقنية على البشر، ولم يكن هدفها العثور على علاج. وعلى هذا الأساس اعتُبرت التجربة ناجحة؛ حيث عانى المرضى الثلاثة -وجميعهم في عمر الستينيات- من أورامٍ منتجة لنفس البروتين وغير مستجيبة للعلاجات الأخرى. وفي العام الماضي، تم حقنهم بنموذج من خلاياهم التائية التي تم تعديلها بواسطة كريسبر، وذلك لجعلها أكثر حساسية تجاه هذا البروتين السرطانيّ وقتله. وبفضل كريسبر، استطاع الباحثون دمج هذه الخلايا المعدلة مع الجهاز المناعي لكل مريض بنجاح، وما زالت هذه الخلايا موجودةً في دمائهم بعد 9 أشهر. وتم نشر نتائج التجربة في مجلة ساينس.
المخاطر
تجلّت إحدى المخاوف في الاستجابة المناعية التي قد تُحرّضها عملية إدخال الخلايا؛ وذلك لأن البروتين المستخدم في عملية كريسبر مشتقٌ من البكتيريا، ولكن لم تحدث أية استجابة مناعية. أما الخطر الآخر فكان في خلق تقنية كريسبر لبعض الآثار غير المرغوبة، وهي بسبب بعض عمليات الحذف التي قد تحدث في الخلايا غير المُستهدفة، مما قد يؤدي إلى تحويلها إلى سرطان. وشوهدت بعض هذه الآثار بشكل بسيط، ولكن لا شيء خطير.
ماذا عن المرضى؟
على الرغم من استقرار حالة المرضى أثناء العلاج، ومساهمة العلاج في تقليل حجم الورم، إلا أن حقن الخلايا لم يغير إنذار هذا السرطان على المدى الطويل. وقد تُوفي أحد المرضى منذ زمن الدراسة، وساءت حالة المريضين الآخرين، وهما يخضعان الآن إلى علاجات أخرى.
ما مستقبل هذه التقنية؟
لن تستمر هذه التجربة اليوم؛ وذلك لقِدَم التقنية التي تم استخدامها في حقن الخلايا المناعية في ذلك الوقت، حيث تطوّرت تقنية كريسبر بشكل هائل منذ عام 2016، وهو عام الموافقة على هذه الدراسة. ولكنّ هذه النتائج المشجعة ستمهّد الطريق لكثير من الاختبارات الأخرى لتقنية تحرير الجينات في المرضى. وإن فيودور أورنوف، من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، الذي لم يشارك في هذه الدراسة، قد قال لمجلة ساينس إن الدراسة "تجيب عن الأسئلة التي لاحقت هذه التقنية منذ بدايتها".