أمازون تراقب سائقي شاحنات التوصيل بكاميرات ذكية

2 دقائق
أمازون تراقب سائقي شاحنات التوصيل بكاميرات ذكية
الصورة الأصلية: شركة أمازون | تعديل: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية

أعلنت شركة أمازون أنها تخطط لتثبيت كاميرات فيديو عالية الدقة في شاحنات توصيل منتجاتها، في خطوة تقول إنها تهدف إلى تحسين السلامة على الطرق وتقليل حوادث الاصطدام، لكنها أثارت مخاوف واسعة بشأن انتهاكها للخصوصية.

إخضاع السائقين لمراقبة دائمة

كشفت الشركة عن أداتها الجديدة في مقطع فيديو نشرته على موقع فيميو، أوضحت فيه أن السائقين العاملين لديها سيخضعون للمراقبة المستمرة من خلال نظام رباعي الكاميرات، من تصميم شركة تكنولوجيات النقل الأميركية الناشئة نيتراداين (Netradyne).

ويشرح مقطع الفيديو بشكل مفصل كيف ستستخدم الكاميرات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف السلوك الخطر، سواء ذلك الذي يرتكبه سائق شاحنة أمازون أو الذي قد يواجه على الطريق، والتحذيرات الصوتية التي يوجهها النظام للسائق حال اكتشافه مخالفة.

وأوضحت أمازون أن نظام مراقبة السائق، المسمى درايفر آي (Driveri)، يتم تركيبه في سقف السيارة خلف الزجاج الأمامي مباشرة، ويحتوي على أربع كاميرات، ثلاثة منها تصور ما يحدث خارج السيارة، بينما تتجه الرابعة نحو السائق. وتضيف أن النظام سيتمكن -بمساعدة إحدى برمجيات الرؤية الحاسوبية- من اكتشاف المواقف الخطرة المحتملة التي تحدث داخل السيارة وخارجها.

معيار جديد للقيادة الآمنة

وضربت أمازون عدداً من الأمثلة على الحالات التي يمكن أن يكتشفها النظام ويحذر منها السائق، ومنها تجاهل علامة التوقف وتجاوزها، أو القيادة بسرعة عالية للغاية أو عدم الالتزام بالمسافة الآمنة مع السيارات الأخرى. ويمكن للنظام أيضاً اكتشاف ما إذا كان السائقون ينظرون إلى هواتفهم الذكية أو ينامون أثناء القيادة.

وأوضحت أن هذا النظام سيصب في صالح السائق في بعض الأحيان. ففي حالة اصطدام سيارة أخرى بسيارته مثلاً، قد تثبت مقاطع الفيديو التي تلتقطها الكاميرات أن سائق أمازون لم يكن مخطئاً.

وتشير شركة نيتراداين إلى أن النظام الذي طورته يستخدم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للمساعدة في تقليل الحوادث، من خلال إنشاء معيار جديد للقيادة الآمنة للمركبات التجارية، وجمع وتحليل البيانات في الوقت الفعلي، ورفع وعي السائقين بالسلوكيات المحفوفة بالمخاطر أثناء القيادة.

بدورها، تقول أمازون إن النظام سيحسن السلامة على الطرق، وسيمكنها من توجيه ملاحظات هامة للسائقين المخطئين لتحسين سلوكياتهم أثناء القيادة. وأضافت أن دراسات مستقلة- أجرتها كلاً من شركة فيرست أنلاسيس ومعهد فرجينيا لتكنولوجيا النقل- على هذا النظام أظهرت أنه ساهم في تقليل ثلثي حوادث الاصطدام، من خلال التنبيهات الصوتية وتحسين سلوكيات السائقين.

مخاوف معتادة بشأن الخصوصية

استبقت أمازون الأسئلة التي من المتوقع أن تُثار حول مدى تأثير هذا النظام على خصوصية السائقين، وذكرت أنه بالرغم من أن الكاميرات تسجل ما يحدث طوال الوقت، إلا أنها لن تُحمل مقاطع الفيديو التي تلتقطها سوى في حالات محددة، عندما تكتشف سلوكاً خاطئاً من السائق أو من المركبات المجاورة، أو عندما يرى السائق نفسه ضرورة لتحميل المقاطع على خوادم الشركة.

كما أكدت أن النظام لا يسجل الصوت وليس لديه القدرة على مراقبة السائقين في الوقت الفعلي، بحيث لن يتمكن المشرفون من مراقبة السائقين أثناء القيادة. ويمكن كذلك للسائق إيقاف الكاميرا الموجهة إليه عند توقف السيارة. علاوة على ذلك، شددت الشركة على أنها قصرت إمكانية مشاهدة المقاطع التي يتم تحميلها على عدد محدود من المسئولين العاملين بها.

بيد أن بعض المدافعين عن الحريات المدنية والعديد من السائقين العاملين في أمازون أعربوا عن قلقهم إزاء تأثير هذا النظام على خصوصيتهم. ووصف بعضهم -في تصريحات لشبكة (سي إن بي سي) الإخبارية الأميركية- الكاميرات بأنها ستكون بمثابة "نظام عقاب" وستلعب دور "الأخ الأكبر" (شخصية خيالية في رواية 1984 للكاتب جوروج أورويل، عادة ما تستخدم للإشارة إلى التعسف في عمليات المراقبة).

وأضاف بعض السائقين -الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم خوفاً من انتقام أمازون- إنهم يخضعون لإجراءات تأديبية قد تصل إلى حد الطرد، اعتماداً على مدى خطورة مخالفة السلامة التي تسجلها الكاميرات.

وكانت أمازون قد تعرضت للعديد من الانتقادات من النشطاء الحقوقيين بسبب منتجاتها التي تواجه اتهامات بانتهاك الخصوصية. وقد وجهت إليها أحدث هذه الاتهامات قبل شهرين، بسبب خدمة إيه دبليو إس بانوراما (AWS Panorama) التي تحول أي كاميرا مراقبة إلى كاميرا ذكية، والتي أطلقتها الشركة بهدف تمكين المؤسسات من مراقبة التزام موظفيها بقواعد التباعد الاجتماعي.

المحتوى محمي