ألعاب تعتمد على الأوامر الصوتية: خطوة جديدة من أمازون لتطوير أليكسا

3 دقائق
مصدر الصورة: إم إس تك

تخيل أنك في رحلة نحو أعماق الفضاء، حيث تستيقظ فجأة من نوم عميق في حالة التجمد، لتكتشف أن سفينتك محاصرة من قِبل... شيء ما، وعلى الرغم من أنك ما زلت تعاني من آثار النوم الطويل، فأمامك فرصة واحدة لتُنقذ نفسك وطاقمك. يجب أن تقود السفينة نحو بر الأمان، وباستخدام صوتك فقط.

هذه هي فكرة لعبة فورتيكس من أستوديو دوبيو البرتغالي الذي يركز على الأوامر الصوتية، التي أطلقها في وقت سابق من هذه السنة. ومن المقرر أن تطلق الشركة لعبة أخرى على أمازون في هذا الخريف.

إذا نجحت أمازون في مساعيها، فسيكون هناك المزيد من هذه الألعاب. ففي قمة فويس السنوية التي عُقدت مؤخراً، أعلن ديف إيسبيتسكي، "الداعية الأساسي" لأليكسا وإيكو في شركة أمازون، أن الشركة استثمرت في أداة سكيل فلو بيلدر المخصصة لمساعدة مصممي الألعاب الصوتية على تخطيط قصص هذه الألعاب.

وقد قال إيسبيتسكي في رسالة بالبريد الإلكتروني إن الألعاب التي تعتمد على الأوامر الصوتية تمثل الخطوة المنطقية التالية لنظام أليكسا؛ حيث أثبتت الألعاب أنها من أكثر التطبيقات شعبية، وقد ذكر وجود زيادة بنسبة 160% في الألعاب على مدى العام الماضي، وأضاف أنه منذ 2018 وُجهت المليارات من الأوامر إلى أليكسا لتشغيل الألعاب.

قد يبدو الدخول إلى مجال الألعاب التي تعتمد على الأوامر الصوتية أمراً مستغرباً بالنسبة لشركة استحوذت على منصة تويتش، وهي منصة ذائعة الصيت لبث ومشاهدة الألعاب التقليدية عموماً، ولكن إيسبيتسكي يرى أن الألعاب الصوتية تمثل الخطوة المنطقية التالية، حيث يقول: "قد يؤدي هذا إلى زيادة تشاركية اللعب، حيث يمكن للجميع أن يجلسوا في غرفة معاً ويلعبوا بشكل صوتي، سواء أكانت لعبة الهروب من غرفة أو اجتياز زنزانة".

قال إيسبيتسكي في خطابه في قمة فويس أن أداة سكيل فلو تمثل نقطة تحول في تفكير هذه الصناعة حول دور المساعدات الصوتية في الحياة اليومية، فلم يعد من الكافي أن يلعب المساعد الصوتي دور مذيع ممل لأخبار الطقس أو قاموس صارم للكلمات المبهمة، أو صوت رتيب يقوم بعرض محتويات مكتبة سبوتيفاي للأغاني. لقد تم تصميم أليكسا وأقرانه حتى يتفاعل مع البشر ويجري حوارات فعلية معهم ويحاكي عواطفهم.

وتعتبر الشركة الناشئة بريتزل لابز للألعاب الصوتية من الشركات التي تؤيد هذه الفكرة؛ فقد طرحت عدة ألعاب لأليكسا وجوجل هوم وغيرها من المساعدات الصوتية، ومن أشهر هذه الألعاب: كيدز كورت (محكمة الأولاد)؛ حيث يقوم اللاعبون (وهم أخوة في أغلب الأحيان) "بحل قضية" فيما بينهم بمساعدة أليكسا الذي يلعب دور طرف حيادي. وتقول أدفا ليفين، وهي مؤسسة بريتزل لابز ورئيستها التنفيذية، إن الأولاد يعرفون أن تكنولوجيا الصوت ليست بشرية، وهي ميزة لصالحها؛ حيث يمكن أن يصاب الأهل بالإحباط أو الملل بسبب النزاع، أو قد لا يكون لديهم ما يلزم من المعلومات أو الصبر لتسوية النزاع، ولكن وفقاً لليفين، فإن أليكسا "منطقي، وليس متحيزاً، ولا يمكن تشتيت انتباهه".

تقول ليفين إنها استوحت فكرة تأسيس بريتزل لابز بعد شراء نظام أليكسا وملاحظة كيفية تفاعل الأولاد معه: "لقد كان أمراً رائعاً مشاهدة إعجابهم بأليكسا وتفاعلهم معه. لقد بدؤوا بالتحدث والضحك". وقد أدركت ليفين أن أليكسا يمثل وسطاً جديداً يدعم ألعاب الفيديو، ولكنه يتطلب من الإبداع والخيال أكثر مما تتطلبه الألعاب المبنية على المرئيات، كما تقول ليفين: "إن فترة الانتباه والتركيز المطلوبين لإجراء حوار تختلف جذرياً عما هو مطلوب لاستخدام لوح ذكي".

ويرى كريستوفر بارنز، أحد مؤسسي دوبيو، أن الألعاب الصوتية -ببساطة- أكثر جاذبية لجمهور أوسع من ألعاب الفيديو التقليدية، حيث يقول: "لقد رأينا العديد من الأشخاص -ممن لا يعتبرون أنفسهم من ممارسي الألعاب، وممن لم يتكلفوا حتى مشقة شراء لعبة فيديو تقليدية من قبل- يُظهرون استعداداً أكبر لتجربة لعبة صوتية على السماعة الذكية أو الهاتف الذكي. وهذا الأمر يعبر عن قدرة فريدة لهذه المنصة الصوتية الجديدة لمساعدتنا على الوصول إلى مجموعات مختلفة من اللاعبين ممن لن يتواجدوا بين ممارسي ألعاب الهاتف الخليوي أو منصات الألعاب أو الحواسيب".

وتصر ليفين -كونها مديرة شركة صغيرة في مجال جديد في صناعة الألعاب- على أنها لا تشعر بالقلق إزاء اهتمام أمازون الجديد بالألعاب الصوتية، وتقول: "أعتقد أن المنافسة أمر جيد لرفع مستوى المعايير وزيادة جودة تجربة اللعب. ونحن نشعر بالحماس على وجه الخصوص لرؤية كيفية تطور المنصات والابتكارات الجديدة التي سنتوصل إليها في سبيل تحسين التجربة لمستخدمينا".

المحتوى محمي