أكبر الإخفاقات التقنية في عام 2018

4 دقائق

كان عام 2018 العام الذي لم تتمكّن فيه التقنيات -والأشخاص الذين قاموا بابتكارها- بالقيام بالشيء الصحيح، وتم ارتكاب الكثير من الأخطاء. وكما غرّد أحد مصادري على تويتر رداً على الأعمال التقنية الغبية، "لقد تأخر عام 2018 كثيراً حتى انتهى".

في السنوات القليلة الماضية، نشرت إم آي تي تكنولوجي ريفيو قائمة بما يُعتبر أكثر الاستخدامات التقنية حماقةً أو تدميراً (يمكنك العودة إلى المقالات الإنجليزية في هذه الروابط: 2017 و2016 و2015 و2014). إلا أن هذا العام كان أكثر فظاعةً وبدت أخطاؤه أكبر، فقد استخدمت التكنولوجيا لنشر الكراهية والإدمان ولتبرير الانتحار ولإجراء التجارب على الأطفال حديثي الولادة. إليكم قائمتنا حول أكثر الأشياء سوءاً.

الأطفال المعدّلين بتقنية كريسبر

كنا نعلم جميعاً بأن البشر معدّلي الجينات سيولدون يوماً ما، ولكن لم يرد أحد أن يحدث ذلك في وقت قريب، وبالتأكيد ليس بالطريقة التي تمّ بها الأمر. ففي نوفمبر 2018، ذكرت إم آي تي تكنولوجي ريفيو بأن هي جيانكوي -وهو عالِم في الجامعة الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا في مدينة شنجن بالصين- بدأ سراً بالمحاولة الأولى لإنشاء أطفال بجينات معدّلة. وقام بتعديل الأجنة البشرية باستخدام أداة كريسبر الجزيئية لإزالة جين واحد. وادّعى أنّ الفتاتين التوأمين -اسمهما لولا ولالا- قد وُلدتا وأنهما ستكونان منيعتيْن ضد الإصابة بفيروس الإيدز بسبب الطريقة التي قام فيها بتغيير جيناتهما.

وعلى الرغم من ذلك، لم تتم عملية التعديل على ما يرام ولم تكن ضرورية حتى، فهناك طرق أرخص وأسهل للوقاية من الإصابة بفيروس الإيدز. وتبدو الطفلتان الآن وكأنهما قد خضعتا للتجارب دون موافقتهما في مسعى طائش للفوز بسبق اكتشاف علمي جديد. وبدلاً من ذلك، يخضع هي جيانكوي -الذي كان يأمل في الحصول على جائزة نوبل- للتحقيق في الصين.

شركة جول (Juul)

أعطِ السمعة لمن يستحقّها، إذ يعتبر كلا مصمّميْ المنتجات المدرّبيْن في جامعة ستانفورد جيمس مونسيس وأدام بووين مسؤوليْن عن انتشار وباء إدمان النيكوتين لدى الشباب.

قام الثنائي بتأسيس مختبرات جول وابتكرا جهازاً إلكترونياً ذا مظهر أنيق للتدخين وصمّماه لتقديم المادة المسبّبة للإدمان. نعم بالتأكيد، فبعض المدخنين الذين تتلوّن أصابعهم باللون الأصفر من السجائر والذين اعتادوا على استنشاق الأوراق المحروقة قد يستفيدون من هذه النقلة إلى استنشاق السائل الدوائي من أجهزة التدخين. وتكمن المشكلة في أن شركة جول قدّمت السجائر الإلكترونية بنكهات لذيذة مثل الكريمة والمانجو ووجّهتها إلى الأشخاص الأصغر سناً على إنستغرام.

والآن، تقول إدارة الغذاء والدواء الأميركية بأن هناك "وباءً لانتشار النيكوتين بين الشباب". إذ تضاعف عدد المراهقين المدخّنين في العام الماضي، فيما يصفه المسؤولون الصحيون بالإدمان الأكثر سرعة على إحدى المواد ممّا سبق وأن شهدوه على الإطلاق. وتعدّ شركة جول -التي تسيطر على ما يقرب من 75 ٪ من السوق- هي الشركة الأكثر استفادةً من هذه المشكلة.

وفي شهر نوفمبر 2018، قالت شركة جول بأنها ستغلق حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي وستحدّ من مبيعات بعض النكهات.

البحث الخاضع للرقابة

عندما انسحبت جوجل من الصين في عام 2010 بإغلاقها موقع Google.cn، قالت حينها الشركة العملاقة في مجال البحث بأنها لم تعد قادرة على الالتزام بإصرار الصين على إخفاء النتائج الحساسة سياسياً. وفي منشور في إحدى المدوّنات، قام كبير المسؤولين القانونيين في جوجل بتقديم "وعد بوقف الرقابة على البحث".

يتم إجراء الكثير من أجل هذا الوعد. إذ يعمل فريق يضمّ ما يصل إلى 100 من موظفي جوجل في مشروع دراجون فلاي (Project Dragonfly)، وهو مسعى لبناء محرك بحث جديد للصين. إنه تطبيق يعمل بنظام أندرويد وتم تصميمه ليتوافق مع نظام الرقابة في الصين ويحظر بعض المواقع مثل ويكيبيديا وبي بي سي.

ومنذ شهر أغسطس 2018، فإن موظفي جوجل هم أنفسهم من يحاولون تدمير دراجون فلاي. حيث رفع البعض منهم لافتات تقول "لا تكن لبنة في جدار الحماية الصيني"، بينما وقّع آخرون رسالة تقول بأن التطبيق "سيجعل جوجل متواطئة في عملية الاضطهاد".

يتحفّظ الرئيس التنفيذي لشركة جوجل ساندر بيتشاي، حيث أخبر الكونجرس في شهر ديسمبر 2018 بأن المشروع كان استكشافياً فقط، وأنه "لا توجد خطط لدينا لإطلاق محرّك بحث في الصين". ولكن بيتشاي لم يجدّد وعد جوجل بمكافحة الرقابة. وبدلاً من ذلك، فقد قال بأن جوجل ما زالت تشعر بأنها مضطرة لتوفير خدمة البحث للناس في جميع أنحاء العالم. وذلك لأن "الوصول إلى المعلومات هو حق إنساني مهم".

هل هو كذلك؟ إذا بحثت عن حقوق الإنسان من داخل الصين، فقد لا تعرف ذلك أبداً.

التطهير العرقي الذي تدعمه فيسبوك

يبدو بأن كل من يريد الترويج لبعض الكراهية -من المخابرات الروسية إلى المحتالين السياسيين والنازيين الجدد- قد وجد بأن فيسبوك -أكبر شبكة اجتماعية في العالم- هي منصة مواتية جداً للقيام بذلك.

وكان هذا بالتأكيد هو الحال بالنسبة لفريق كبير من ضباط الجيش في ميانمار والذين استخدموا فيسبوك بشكل منهجي للتحضير للتطهير العرقي ضد أقلية روهينجيا المسلمة في البلاد في عام 2016. وقد استخدموا الأمور التي أصبحت مألوفة الآن من الأخبار المزيفة والحسابات الوهمية لإذكاء الكراهية الدينية والخوف العام قبل أن يبدؤوا بالاغتصاب وقتل أبناء الروهينجيا وحرق قراهم. وفرّ أكثر من 700 ألف شخص من أقلية روهينجيا في نهاية المطاف من بلدهم فيما وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه "أكبر هجرة إنسانية قسرية في التاريخ الحديث". واعترف فيسبوك بأن منصته كانت تُستخدم "في نشر الخرافات والأكاذيب بشكل سري" في ميانمار.

وقعت تلك الأحداث قبل عامين، فلماذا نذكر فيسبوك في قائمة عام 2018؟ ذلك لأن فيسبوك لم يتمكن من إيقاف استخدام منتجه كمنصة لجرائم الكراهية المنظّمة. بل هو متورّط في نشر أخبار وهمية ودعايات كاذبة خاصة به، معترفاً بأنه استأجر شركة علاقات عامة لمهاجمة الملياردير جورج سوروس وغيره من منتقدي هذه الشبكة الاجتماعية. وفي شهر ديسمبر 2018، انضم مركز قانون الحاجة الجنوبي إلى مجموعات أخرى في المطالبة بتغيير رأس الهرم في فيسبوك، ودعوا إلى تخلّي مؤسس الشركة مارك زوكربيرج عن منصبه كرئيس للشركة (لكن مع أن يظل مديراً تنفيذياً) للسماح بالمزيد من الرقابة المستقلة.

عمليات تحميل الدماغ "المميتة بنسبة 100٪"

لحسن الحظ، لم تقم شركة ناشئة تُدعى نيكتوم (Nectome) بوصل أي شخص يحتضر إلى جهاز المجازة القلبية الرئوية ليتم حقنه بالكامل بمواد كيميائية من شأنها أن تحفظ الجسم. والمشكلة هي أنها تريد ذلك. وقام بعض الناس بالفعل بإيداع الشركة مبلغ 25 ألف دولار لدى الشركة للوقوف في طابور الانتظار.

وكان الهدف النهائي هو الغاية ما بعد الإنسانية لتحميل العقل. قم بحفظ دماغك بشكل مثالي اليوم، وربما يصبح من الممكن يوماً ما استخراج ذكرياتك وشخصيتك وتحميلها إلى جهاز كمبيوتر أو روبوت. والمعضلة هي أنه لمنع تلف الدماغ، فيجب أن تبدأ عملية التحنيط قبل الموت الفعلي، وبعبارة أخرى، فإنها تنطوي على القتل الرحيم للشخص. (وتعتقد شركة نيكتوم بأن هذا سيكون قانونياً بموجب قوانين الانتحار بمساعدة الطبيب في ولاية كاليفورنيا على الأقل.)

وبالفعل، قامت الشركة -المدعومة من شركة واي كومبيناتر (Y Combinator)- بعمل رائع في حفظ أدمغة الحيوانات، ولكن اهتمامها بالانتحار من خلال حفظ الدماغ يعدّ أمراً مثيراً للجدل إلى حدّ ما بالنسبة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، والذي اضطر إلى إلغاء تعاون بحثي كان قد أجراه مع الشركة الناشئة. ولم يتم إنهاء عمل شركة نيكتوم بعد، وتقول بأنها مستمرة في إجراء البحث الأساسي وتتطلع إلى تطويع الأشخاص. لذا، على الشخص أن يسأل بشكل أفضل عن خطة التقاعد.

المحتوى محمي