الرجاء تفعيل الجافاسكربت في متصفحك ليعمل الموقع بشكل صحيح.

هل يمثّل «أوبريتور» الذي أطلقته «أوبن أيه آي» أول تطبيق عملي لمفهوم «الوكلاء الفائقين»؟

4 دقيقة
هل يمثّل «أوبريتور» الذي أطلقته «أوبن أيه آي» أول تطبيق عملي لمفهوم «الوكلاء الفائقين»؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/CHIEW

بعد أيام فقط من تولي الإدارة الأميركية الجديدة مهام عملها، يبدو أن موجة الذكاء الاصطناعي تشهد تسارعاً أكبر مما كانت عليه بالفعل خلال الأشهر القليلة الماضية، مستهدفة الوصول فعلياً إلى مستوى الذكاء البشري أو التفوق عليه. ففي اليوم التالي مباشرة لتولي الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، منصبه، أعلن مشروعاً تصل استثماراته المحتملة إلى 500 مليار دولار. وقد انضم الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن أيه آي" سام ألتمان، ورئيس مجلس إدارة شركة آوراكل لاري إليسون، والرئيس التنفيذي لشركة "سوفت بنك" ماسايوشي سون، إلى ترامب في الإعلان عن هذا المشروع الذي أُطلق عليه اسم ستارغيت (Stargate).

اقرأ أيضاً: من الأبسط إلى الأكثر تعقيداً: دليل شامل لوكلاء الذكاء الاصطناعي

أنظمة ذكاء اصطناعي بمستوى حاملي الدكتوراة قريباً

على الرغم من أهمية هذا المشروع والتغطية الإعلامية الواسعة التي حظي بها، فإنه قد لا يكون الحدث الأبرز في مجال الذكاء الاصطناعي هذا الشهر، إذ تتزايد التوقعات بشأن إعلان مرتقب من إحدى الشركات الكبرى، يُرجّح أن تكون "أوبن أيه آي"، حول تقدم مهم في الذكاء الاصطناعي يُتيح تطوير أنظمة متقدمة قادرة على أداء مهام بشرية معقدة بمستوى يضاهي مستوى حاملي الدكتوراة.

ووفقاً لتقرير نشره موقع "أكسيوس"، من المقرر أن يعقد سام ألتمان جلسة إحاطة مغلقة مع مسؤولين في الحكومة الأميركية في 30 يناير الجاري، لمناقشة هذا التطور. ونقل التقرير عن مصادر في الحكومة الأميركية وشركات ذكاء اصطناعي كبرى قولها إن الشركات الكبرى حققت خلال الأشهر الأخيرة تقدماً يفوق التوقعات في هذا المجال.

وأضاف التقرير أن هذا الاختراق قد ينقل الذكاء الاصطناعي التوليدي من مجرد أداة ممتعة إلى بديل حقيقي للموظفين البشريين. وعلى الرغم من ميل المستثمرين في مجال الذكاء الاصطناعي إلى ترويج التطورات الصغيرة باعتبارها إنجازات ملحمية، فإن المصادر أوضحت للموقع أن هذا التقدم المرتقب مهم إلى درجة جعلت العديد من موظفي الشركة يخبرون أصدقاءهم بأنهم متحمسون وخائفون من هذا التقدم.

يشير التقرير إلى تطوير وكلاء فائقين (Super-Agents)، وهي أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على معالجة مهام معقدة ومتعددة المستويات بمستوى دقة يساوي أو يتفوق على البشر. على سبيل المثال، يمكن لـ "الوكلاء الفائقين" تصميم البرمجيات من البداية إلى النهاية، وتحليل كميات هائلة من البيانات المستخلصة من آلاف المصادر بكفاءة وسرعة، وإتقان الخدمات اللوجستية بما في ذلك تنظيم الفعاليات وترتيب السفر وحجز المطاعم.

وذكر أحد المصادر لموقع "أكسيوس" أن هذه الأنظمة "ستكون لها تطبيقات ضخمة في مجالات الصحة والعلوم والتعليم، نظراً لقدرتها على إجراء أبحاث متعمقة على نطاق لم يسبق له مثيل". ومع ذلك، تظل هناك عقبة رئيسية أمام الشركات المطورة لـ "الوكلاء الفائقين"، وهي إقناع العملاء والمستخدمين بإمكانية الوثوق بها لتنفيذ المهام دون الوقوع في "هلوسة" أو أخطاء كارثية.

اقرأ أيضاً: كيف يسرّع تشات جي بي تي تطور وكلاء الذكاء الاصطناعي وانتشارها؟

هل يمثّل "أوبيرتور" أول "وكيل فائق"؟

ولم تنتظر شركة "أوبن أيه آي" طويلاً للإعلان عن أولى محاولاتها لتطوير وكيل ذكاء اصطناعي قادر على تنفيذ المهام نيابة عن المستخدمين، إذ أطلقت أداة جديدة تحمل اسم أوبريتور (Operator)، يمكنها تصفح الإنترنت وأداء مهام متنوعة، مثل ملء النماذج وطلب البقالة وحجز الرحلات وغيرها.

وخلال بث مباشر يوم الخميس الماضي، ذكر الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان، أن الأداة غير متاحة حالياً سوى في الولايات المتحدة، وللمشتركين فقط في خطة "تشات جي بي تي برو" (التي تكلف 200 دولار شهرياً)، وأضاف أن الشركة تخطط لتوفير الأداة في دول أخرى قريباً، لكن طرحها في أوروبا قد يستغرق وقتاً أطول، دون توضيح الأسباب. وأشارت الشركة أيضاً إلى أن "أوبريتور" ستُتاح قريباً لمستخدمي الاشتراكات المدفوعة "بلس" و"تيم" و"إنتربرايز"، وستُدمج هذه القدرات ضمن "تشات جي بي تي" في المستقبل.

وتختلف أداة "أوبريتور" عن بوتات الدردشة مثل "تشات جي بي تي"، إذ يمكنها استخدام متصفحها الخاص والتفاعل مع صفحات الويب من خلال الكتابة والنقر والتمرير، بالإضافة إلى القدرة على الرؤية عبر لقطات الشاشة. وأوضحت "أوبن أيه آي" أن الأداة تعتمد على نموذج Computer-Using Agent (CUA)، الذي يجمع بين قدرات الرؤية المتقدمة التي يتمتّع بها نموذج جي بي تي-4 أو (GPT-4o) وبين التفكير المتقدم القائم على تقنية التعلم المعزز (Reinforcement Learning).

لكن الشركة تحذّر من أن "أوبريتور" لا تزال في مرحلة التطوير، وتواجه تحديات في التعامل مع واجهات معقدة، مثل إنشاء العروض التقديمية أو إدارة الجداول الزمنية، مؤكدة أنها قد تخطئ أحياناً خلال تنفيذ المهام.

فكرة "الوكلاء" نفسها ليست جديدة تماماً، فقد سبقت "أوبن أيه آي" إليها شركات أخرى مثل "أنثروبيك" التي أطلقت في شهر أكتوبر الماضي وكيل استخدام الكمبيوتر (Computer Use) الذي يمكنه التفاعل مع أجهزة الكمبيوتر عن طريق تحريك المؤشر وكتابة النص والنقر على الأزرار للتفاعل مع واجهة المستخدم. ومع ذلك، فإن الإشارة إلى أن إحاطة "أوبن أيه آي" ستتضمن "وكلاء فائقين بمستوى يعادل مستوى حاملي الدكتوراة" قد يدل على أن الشركة وصلت إلى ما هو أبعد من القدرة على أتمتة المهام.

اقرأ أيضاً: أيّهما أخطر: الذكاء الاصطناعي العام أمْ إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي الحالي؟

من جديد: لم نصل إلى "الذكاء الاصطناعي العام"

أخبار هذه التطورات، سواء مشروع "ستارغيت" أو مفهوم "الوكلاء الفائقين" أو الأنباء المتداولة حول الإحاطة المرتقبة التي سيقدّمها سام ألتمان للمسؤولين الأميركيين، والتي تتزامن مع إعلان انتهاء "أوبن أيه آي" من تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي أو 3 ميني (O3 Mini) والتخطيط لإطلاقه قريباً، أثار تكهنات وشائعات بأن الشركة اقتربت من تحقيق نوع من الذكاء الفائق أو الذكاء الاصطناعي العام (AGI).

لكن ألتمان حاول تهدئة هذه الشائعات، وقال في منشور لاقى تفاعلاً واسعاً على منصة "إكس": "الضجة على تويتر خرجت عن السيطرة مجدداً. لن نُطلق الذكاء الاصطناعي العام الشهر المقبل، ولم نقم ببنائه. لدينا أشياء رائعة لكم، لكن رجاءً اهدؤوا وخففوا توقعاتكم بمقدار 100 مرة". لكن سام ألتمان حاول تهدئة هذه الشائعات في منشور شهير على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، حيث قال: "الضجة على تويتر خرجت عن السيطرة مجدداً. لن نُطلق الذكاء الاصطناعي العام الشهر المقبل، ولم نقم ببنائه. لدينا أشياء رائعة لكم، لكن رجاءً اهدؤوا وخففوا توقعاتكم بمقدار 100 مرة".

المحتوى محمي