حققت الاستثمارات العالمية في الطاقات المتجددة مكاسبَ طفيفةً في نهاية عام 2019، رغم كآبة النتائج في النصف الأول من العام نفسه.
وأورد موقع بلومبيرج إن إي إف BloombergNEF منذ فترةٍ قصيرة أن الإجمالي العالمي للاستثمارات قد تجاوز 282 مليار دولار، مرتفعاً بنسبة 1% مقارنةً بعام 2018، ويعود ذلك إلى الزيادة الأخيرة في مشاريع طاقة الرياح البحرية على سواحل الصين وأوروبا.
الأرقام التفصيلية
استثمرت دول العالم أكثر من 138 مليار دولار في مشاريع الرياح، بزيادةٍ قدرها 6% عن العام السابق، منها ما يقارب 30 مليار دولار تم استثمارها في مزارع الرياح البحرية. وفي الوقت نفسه، أنفق العالم حوالي 131 مليار دولار على مشاريع الطاقة الشمسية، التي انخفض الاستثمار فيها بمقدار 3%.
ولا تزال الصين أكبر المستثمرين في العالم في مجال الطاقات المتجددة؛ حيث تنفق أكثر من 83 مليار دولار، ولكن هذا الرقم يمثل أدنى مستوى استثمارٍ للبلاد منذ عام 2013. ومن ناحيةٍ أخرى، حققت الولايات المتحدة الأميركية رقماً قياسياً سنوياً جديداً باستثمارها ما يقارب 56 مليار دولار، حيث سارع المطورون للاستفادة من الإعفاءات الضريبية الفدرالية قبل انتهاء أجَلها.
تحسُّنٌ مفاجئ
لقد شهد النصف الثاني من عام 2019 تحولاً ملحوظاً مقارنةً بالنصف الأول من العام نفسه، عندما انخفضت استثمارات الطاقة النظيفة بمقدار 14% مقارنة بنفس الفترة من عام 2018. وكانت الصين صاحبة التأثير الأكبر في هذا التراجع، حيث خفَّضت استثماراتها بمقدار 40%؛ ويُعزى ذلك إلى تقليص البلاد لمشروع دعم الطاقة المتجددة باهظ التكلفة.
لا تزال هذه الاستثمارات غير كافية
رغم أن تحقيق مكاسبَ طفيفةٍ يعتبر أفضل من التراجع، لكن هذه الأرقام ما زالت بعيدةً عن مستوى الاستثمار المطلوب من أجل خفض الانبعاثات بالسرعة الكافية لتجنب مستوياتٍ خطيرة للغاية من الاحتباس الحراري؛ حيث إن تطوير نظام الطاقة اللازم للوفاء بالاحتياجات المتزايدة ومنع ارتفاع الحرارة بمقدار درجتين مئويتين سيتطلَّب مضاعفةَ الإضافات السنوية من الطاقة النظيفة بمقدار خمس مراتٍ بحلول عام 2040، وذلك وفقاُ لتحليلٍ حديث أجراه معهد بريكثرو.