في عصر العالم الرقمي المفتوح، لا يكفي أن يكون العرض التقديمي مفيداً فقط، بل يجب أن يكون جذاباً بصرياً ومنظماً بعناية ولا يستغرق إعداده الكثير من الوقت. وتساعد الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي والقوالب الاحترافية والخدمات السحابية كثيراً على تسريع عملية إعداد العروض مع الحفاظ على جودة التصميم والمحتوى.
في هذا المقال سنتعرف إلى 6 من أبرز الأدوات الموجودة اليوم مع ميزاتها ومساوئها، وكيف تختار الأداة المناسبة لك، ثم ننتهي بمقارنة بين الطرق الحديثة لإعداد العروض والطرق التقليدية.
أبرز الأدوات لتصميم العروض التقديمية بسرعة
فيما يلي 6 أدوات تحقق لك أقصى استفادة في إعداد العروض التقديمية:
1. غاما Gamma
هي أداة حديثة لتصميم العروض التقديمية التي تركز على الأسلوب القصصي والسرد باستخدام بطاقات أو مقاطع يمكن ترتيبها وتنسيقها بمرونة أكثر من الشرائح التقليدية. تساعدك الأداة أن تبدأ فقط بموضوع أو فكرة، فتقترح لك بنية العرض والتنسيق والقوالب المرئية والكثير من العناصر التي تختصر وقت التصميم اليدوي.
الميزات:
- إنتاج سريع: تمكنك من إعداد مسودة عرض كامل في دقائق بعد إدخال فكرة أو عنوان فقط.
- تصميم أنيق تلقائي: القوالب مرئية وجيدة، والتسلسل البصري والتنظيم غالباً ما يكون ممتازاً حتى دون خبرة كبيرة في التصميم.
- التعاون والتشاركية: تسمح لأعضاء الفريق بالتعديل والتعليق في المستند نفسه.
- تنوع التنسيقات: تدعم تصدير العروض إلى صيغ متعددة، غالباً كالعروض التقديمية من جوجل Google Slides أو ملفات بتنسيق بي دي إف PDF أو تنسيقات عرض ويب.
المساوئ:
- تحكم محدود في التفاصيل الدقيقة: إذا رغبت في تخصيص عميق للخطوط والمحاذاة الدقيقة والرسوم البيانية المعقدة، قد تجد الأداة غير كافية.
- اعتماد على القوالب الافتراضية: قد تشعر بأن بعض العروض تشبه عروضاً أخرى من الأداة نفسها بسبب استخدام القوالب المشتركة.
- خطط مدفوعة للميزات المتقدمة: بعض خيارات التصدير أو التعاون أو الصور عالية الجودة تحتاج إلى الاشتراك المميز.
2. بيوتيفول أيه آي Beautiful.ai
هي أداة تهدف إلى مساعدة المستخدمين لإنتاج عروض شرائح ذات مظهر احترافي دون الحاجة إلى أن تكون لديهم خبرة تصميم عالية. التركيز في بيوتيفول أيه آي على جمالية التصميم والقوالب التي تتناسب تلقائياً مع المحتوى والتنظيم الذكي للعناصر على الشريحة.
الميزات:
- واجهة مستخدم بسيطة وسهلة الاستخدام، حيث يمكن لمعظم المستخدمين البدء باستخدامها بسرعة دون الحاجة إلى الكثير من التدريب.
- تصميم تلقائي متجاوب: تُعدل العناوين والصور والنصوص تلقائياً بحيث تبدو متناسقة.
- مكتبة قوالب محترفة: تتوفر قوالب جاهزة للأعمال والتقارير والعروض التسويقية يمكن تخصيصها بسهولة.
المساوئ:
- قد تكون قلة المرونة في التخصيص الدقيق مزعجة لمن يريد تحكماً كاملاً في التصميم البصري.
- بعض القوالب قد تشبه ما يقدمه المنافسون، ما يجعل التميز البصري أقل إذا لم تضف لمستك الخاصة.
- التكلفة قد ترتفع إذا كنت تحتاج إلى تصدير احترافي أو استخدام فريق متعدد.
3. كانفا Canva
كانفا هي واحدة من أشهر الأدوات لتصميم الرسوم والعروض المرئية. أطلقت مؤخراً ميزات مثل ماجيك ديزاين Magic Design وماجيد استوديو Magic Studio التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي لتوليد المحتوى التصويري وتحويل المستندات إلى عروض وغيرها.
الميزات:
- واجهة استخدام بديهية جداً، مثالية لمن ليس لديه خبرة تصميم كبيرة.
- مكتبة ضخمة من القوالب والصور والأيقونات والعناصر الرسومية التي تسمح بالحصول على مظهر احترافي بسرعة.
- مكونات ذكاء اصطناعي تساعد على اقتراح تخطيطات وتصميمات بناءً على المحتوى أو الصور التي تضعها.
- إمكانات التعاون السحابي: مشاركة العرض والعمل الجماعي وحفظ تلقائي والوصول من أي جهاز.
- ميزات إضافية مثل تحويل مستندات إلى عروض واستخدام الصور والفيديو، والأدوات المساعدة للتسويق والعلامات التجارية.
المساوئ:
- بعض العناصر المجانية محدودة، والميزات الأكثر تقدماً تحتاج إلى اشتراك.
- الاعتماد على القوالب قد يجعل العروض تبدو مشابهة جداً إن لم يتم تخصيصها.
- قد يكون الأداء أبطأ قليلاً إذا كانت العروض تحتوي على الكثير من الرسوم أو الصور عالية الدقة.
- قد تفتقر إلى بعض الميزات المتخصصة التي توجد فقط في أدوات تصميم احترافية مثل الرسوم البيانية المعقدة أو التحكم المتقدم في الحركة والأنيميشن كما في PowerPoint.
اقرأ أيضاً: 10 أدوات ذكاء اصطناعي لا غنى عنها لمدراء الشركات الصغيرة
4. بيتش دوت كوم Pitch.com
أداة تركز على التعاون والعمل الجماعي لإنشاء عروض شرائح ذات جودة احترافية. توفر قوالب جذابة وأدوات تصميم بصرية وإعدادات لتسجيل شرح صوتي، والتحكم في مظاهر العلامة التجارية.
الميزات:
- تصميمات أنيقة وحديثة مناسبة للشركات والفرق التي تريد عرضاً بمظهر احترافي جداً.
- دعم التعاون في الوقت الفعلي: عدة أعضاء يمكنهم العمل على العرض وإضافة تعليقات وتتبع التعديلات.
- مزايا متقدمة مثل الإحصائيات أو التحليلات التي تبين كيف يستخدم العرض أو يتفاعل معه الجمهور.
- القدرة على تضمين وسائط متعددة جيدة (صور أو فيديو أو روابط) أصبحت أفضل ما كانت في الأدوات التقليدية.
المساوئ:
- قد يكون منحنى التعلم أعلى قليلاً مقارنة بأدوات أبسط مثل كانفا أو العروض التقديمية من جوجل، خاصة لمن ليس معتاداً على أدوات تعاون محترفة.
- التسعير لخطط الفرق الكبيرة أو الميزات المتقدمة يمكن أن يكون مرتفعاً بعض الشيء.
- التخصيص المتقدم قد لا يكون بالعمق نفسه الموجود في باور بوينت في بعض الحالات (مثلاً تحكم كامل بالأنيميشن أو تأثيرات خاصة).
5. العروض التقديمية من جوجل مع جيميناي
العروض التقديمية من جوجل Google Slides هي حل يقدم عروضاً تقديمية سحابية من جوجل ضمن مساحات العمل، معروفة بالتعاون السريع والمشاركة السهلة. ومع إضافة أدوات الذكاء الاصطناعي مثل جيميناي داخل مساحة العمل أو إضافات الذكاء الاصطناعي التي تدعم العروض التقديمية من جوجل Google Slides أو باور بوينت بمساعدة توليد المحتوى والتصميم، تصبح العروض التقديمية من جوجل أداة قوية جداً للعروض السريعة.
الميزات:
- التعاون الفوري عبر الإنترنت: عدة مستخدمين يمكنهم تعديل العرض في آنٍ واحد، مع متابعة التعديلات وتبادل الآراء.
- سهولة الوصول: يعمل من المتصفح، لا حاجة إلى تثبيت برامج معقدة، ويمكن استخدامه من أجهزة مختلفة.
- المزامنة مع تطبيقات جوجل الأخرى كجداول ومستندات جوجل ما يسهل إدخال البيانات والجداول والرسوم البيانية تلقائياً.
- إضافات الذكاء الاصطناعي تساعد على توليد محتوى نصي، واقتراح تصميمات، وتحسين التخطيط.
المساوئ:
- محدودية بعض التحسينات البصرية المتقدمة (أنيميشن معقد، انتقالات شرائح متقدمة) مقارنة بباور بوينت أو أدوات تصميم متخصصة.
- الأداء قد يتأخر إذا كانت الشرائح تحتوي على محتوى ثقيل (صور كبيرة أو فيديو أو تأثيرات كثيرة).
- بعض الميزات المتقدمة تحتاج إلى اشتراك أو أدوات إضافية مدفوعة.
- تكون تجربة التصميم أقل تحكماً دقيقاً في بعض التفاصيل البصرية الدقيقة (محاذاة، الظلال، الرسوم التفصيلية).
اقرأ أيضاً: تعرف إلى وكيل تشات جي بي تي الجديد لتنفيذ المهام نيابة عنك
6. مايكروسوفت باور بوينت مع كوبايلوت
مايكروسوفت باور بوينت Microsoft PowerPoint هو الأداة الكلاسيكية لإنشاء عروض شرائح، وهو جزء من حزمة مايكروسوفت 365 (Microsoft 365). في السنوات الأخيرة تم إدخال ميزات ذكاء اصطناعي إضافية، مثل اقتراحات تصميم تلقائيّة)، ودمج كوبايلوت الذي يساعد المحتوى النصي والصور والتنظيم، وإمكانات رسم وتحريك متقدمة. يعد الأنسب لمن يحتاج إلى تحكم دقيق وشامل.
الميزات:
- تحكم كبير في التفاصيل: الرسوم المتحركة والانتقالات والوقت والصوت والتزام بهوية العلامة التجارية ومحاذاة العناصر والأبعاد والألوان.
- موثوقية عالية وسعة مستخدمين كبيرة: يستخدم في المؤسسات، والجامعات، والعروض المهنية.
- ميزات ذكاء اصطناعي مضافة مثل كوبايلوت تساعد على توليد المحتوى واقتراح تخطيطات وتحسين الصور وإدراج رسومات ومخططات بسهولة.
- إمكانية العمل دون اتصال إنترنت في تطبيق سطح المكتب.
- دعم كبير لتصدير بصيغ متعددة: PPTX، وبي دي إف وفيديو، وحتى مشاركات ويب.
المساوئ:
- من جهة أخرى، قد يستغرق التصميم اليدوي الكثير من الوقت إذا رغبت في مظهر احترافي كامل من البداية دون استخدام قوالب مساعدة.
- تعلم بعض الميزات المتقدمة قد يحتاج إلى وقت، خاصة للمستخدمين الجدد أو لمن هم أقل تجربة في التصميم.
- الحجم والموارد: ملفات العرض المعقدة قد تكون ثقيلة، وقد تبطئ الأداء على أجهزة أقل قدرة.
- تكلفة تراخيص مايكروسوفت 365 وميزات كوبايلوت المميزة قد تكون مرتفعة لبعض المستخدمين أو المؤسسات الصغيرة.
كيف تختار الأداة المناسبة لك؟
لكي تختار الأداة الأنسب، فكر في العوامل التالية:
- سرعة الإنتاج: مدى السرعة التي تحتاج فيها إلى العرض وهل لديك دقائق أو أيام؟
- مستوى التصميم المطلوب: هل يكفي مظهر جيد أم تحتاج إلى مظهر احترافي جداً بتفاصيل دقيقة؟
- التعاون: هل تعمل بمفردك أم في فريق؟ وهل تحتاج إلى مشاركة آنيّة؟
- محتوى الوسائط المتعددة: الصور والفيديو والرسوم البيانية والأنيميشن.
- السعر/الميزانية: هل تحتاج إلى ميزانية مجانية أم مستعد للدفع مقابل ميزات متقدمة؟
- التكامل مع أدوات موجودة: إذا كنت تستخدم مساحة العمل من جوجل أو مايكروسوفت أوفيس أو تخزين سحابي، هل الأداة تتكامل بسهولة؟
اقرأ أيضاً: %92 من القادة يؤمنون بقوة الذكاء الاصطناعي: استخدم هذه الأدوات لتكون منهم
لماذا يجب أن تتعلم استخدام هذه الأدوات؟
هذه الأدوات الحديثة تغير جذرياً الطريقة التي يعد بها العرض التقديمي مقارنة بالطرق التقليدية:
- توفير الوقت والجهد: عوضاً عن البدء من شريحة فارغة، اختيار قالب أو استخدام الذكاء الاصطناعي لتخطيط المحتوى يقلل الوقت كثيراً.
- جودة مظهر العرض وسرعة الإنتاج لا تتعارضان: حيث تستطيع الأدوات الحديثة أن تنتج عروضاً ذات مظهر احترافي بسرعة، بينما في الطرق القديمة التصميم اليدوي غالباً يستغرق ساعات وربما عدة أيام.
- التكيف والتعديل السريع: القدرة على التعديل اللحظي، ومشاركة التعديلات مع الفريق، والتحديث عند الحاجة بسهولة، دون الحاجة إلى إعادة بناء العرض بالكامل.
- إمكانات الوسائط الحديثة والتفاعل: تسهيل إدراج الرسوم والفيديو وحتى التفاعل مع الجمهور مثل استطلاعات الرأي أو التعليقات الحية.
- الوصول السحابي والمشاركة على أي جهاز: تقديمياً أو عن بعد، يمكن استخدام العروض من أجهزة مختلفة، والوصول من المتصفح، والتعاون أثناء التنقل.
إن أدوات تصميم العروض التقديمية الاحترافية الحديثة تمثل طفرة في الإنتاجية والجودة. فبدلاً من أن تبدأ من صفحة فارغة وتضيع وقتك في البحث عن القوالب المناسبة وتنسيق الخط والمحاذاة، وضبط الصور والرسوم، تستطيع اليوم أن تبدأ بفكرة أو عنوان، وتستخدم مثل هذه الأدوات لتوليد مسودة قوية، ثم تنقيحها لتصبح عرضاً فعالاً وجذاباً.
بالنسبة لجمهور كبير، هذا يعني أن أي موظف أو معلم أو طالب أو مقدم عرض، يمكنه تحسين عروضه التقديمية بسرعة وبمظهر احترافي دون الحاجة لأن يكون مصمماً محترفاً، مع انخفاض التكلفة الزمنية والمالية دون المغامرة بالتأثير البصري والرسالة.