5 أدوات تكنولوجية شائعة تفقدنا مهاراتنا الفكرية

4 دقائق
5 أدوات تكنولوجية شائعة تفقدنا مهاراتنا الفكرية
حقوق الصورة: shutterstock.com/Andrii Yalanskyi

القدرة على التفكير واستخلاص النتائج بناءً على تجاربنا ومعرفتنا ورؤيتنا هو ما يجعلنا بشراً، وهو ما مكننا من التواصل والإبداع والبناء والتقدم والتحضر، ولكن مع التقدم التكنولوجي، ظهر العديد من الأدوات التي وعلى الرغم من أنها سهّلت علينا أداء العديد من المهمات، فإنها في الوقت نفسه أثّرت سلباً في مهاراتنا وطريقة تفكيرنا.

المواطن الرقمي: هل أثّرت التكنولوجيا في حياة كل منّا سلباً؟

دخل التطور التكنولوجي إلى كل جانب من جوانب حياة كل منّا وسهل علينا المهمات التي نؤديها، إلّا أته في المقابل جعلنا نفقد مهارات أساسية تساعدنا على الإبداع والخيال وحل المشكلات بسهولة. ذلك كلّه بفضل سهولة استخدام هواتفنا الذكية والأجهزة الإلكترونية الشخصية الأخرى، ما جعلنا نتحول حرفياً إلى مواطنين رقميين (Digital Natives).

ليس هناك شك أيضاً في أن التكنولوجيات الجديدة جميعها، وفي مقدمتها الإنترنت، قد شكلت الطريقة التي نفكر بها بطرائق واضحة ودقيقة ومتعمدة ومفيدة؛ ولكن الحقيقة المؤكدة هي أنه مع هذه الآفاق في طريقتنا الجديدة والتطورات التي تظهر بوتيرة سريعة، فقدنا فائدة الإدراك كما فقدنا الوقت المتاح للتفكير أو فحص قيمة هذه التطورات وتكلفتها من حيث كيفية تأثيرها في قدراتنا على التفكير.

وعلى الرغم من أنّ تأثير التكنولوجيا في قدراتنا المعرفية هو موضوع نقاش مستمر، فإنها أثّرت في طرق تفكيرنا، ولها جوانب سلبية ملحوظة تتمثل في:

  • الحمل الرقمي الزائد: يمكن أن يؤدي التعرض المستمر إلى الشاشات والإشعارات والمعلومات إلى إرباك قدراتنا المعرفية. على سبيل المثال؛ يمكن أن يؤدي تعدد المهمات، وبخاصة مع الأجهزة الرقمية، إلى تقليل التركيز ومدى الانتباه.
  • الذاكرة والتعلم: الاعتماد على الأدوات الرقمية لاسترجاع المعلومات قد يؤدي إلى تراجع أداء ذاكرة كل منّا. على سبيل المثال، عندما نستعين بأجهزة خارجية للحفظ فقد لا ننخرط في التعلم العميق أو التفكير النقدي.
  • تشتت الانتباه: يمكن أن تؤدي التكنولوجيا إلى تشتيت انتباهنا؛ ما يؤثر في قدرتنا على التركيز على المهمات. على سبيل المثال، يمكن لكلٍ من جاذبية منصات التواصل الاجتماعي وإشعارات الرسائل والترفيه الرقمي أن يصرف انتباهنا عن الأنشطة المهمة.
  • اتخاذ القرار: يمكن أن تؤدي وفرة المعلومات إلى الإرهاق عند اتخاذ القرار. على سبيل المثال، قد نواجه صعوبة في اتخاذ الخيارات بسبب الخيارات الهائلة المتاحة عبر الإنترنت.

اقرأ أيضاً: أفضل 6 أدوات تساعدك على إدارة مشروعاتك عن بُعد

5 أدوات تكنولوجية شائعة تُفقدنا مهاراتنا الفكرية

تؤثر التكنولوجيا تأثيراً عميقاً في قدراتنا المعرفية، سواء أكان تأثيرها إيجابياً أم سلبياً، فعلى الجانب الإيجابي، ساعدتنا التكنولوجيا على التعلم والتواصل والوصول إلى المعلومات بسهولة أكبر من أي وقت مضى؛ كما سمحت لنا بتطوير مهارات وطرائق تفكير جديدة. على سبيل المثال؛ يمكن لألعاب الفيديو تحسين مهارات حل المشكلات والتنسيق بين اليد والعين.

ومع ذلك، فقد رُبطت التكنولوجيا أيضاً بعدد من التأثيرات المعرفية السلبية؛ حيث يوجد العديد من التكنولوجيات التي أثّرت سلباً في مهاراتنا الفكري؛ ومنها:

محركات البحث

على الرغم من أن محركات البحث أحدثت ثورة في طريقة وصولنا إلى المعلومات، فإنها يمكن أن تؤدي أيضاً إلى انخفاض مهارات التفكير النقدي، فعندما نتمكن ببساطة من كتابة استفسار في محرك البحث والحصول على إجابة فورية، قد نكون أقل ميلاً إلى التفكير بأسلوب نقدي حول المعلومات التي نستهلكها. بالإضافة إلى ذلك، قد نكون أيضاً أقل عرضة إلى تذكر المعلومات التي يمكننا العثور عليها بسهولة مرة أخرى عبر الإنترنت.

اقرأ أيضاً: 9 إعدادات في هاتف آيفون عليك إيقاف تشغيلها لتوفير البطارية

المدقق الإملائي والتصحيح التلقائي

يمكن أن تكون أدوات التدقيق الإملائي والتصحيح التلقائي أدوات مفيدة، ولكنها قد تجعلنا أيضاً كسالى وأقل احتمالية لتعلم كيفية التهجئة على نحو صحيح، فعندما نعتمد على هذه الأدوات على نحو كبير، قد نصبح أقل كفاءة في التهجئة والنحو، وهذا يمكن أن يصعّب التواصل على نحو فعّال، سواء كان كتابياً أم شخصياً.

الآلات الحاسبة

جعلت الآلات الحاسبة إجراء العمليات الحسابية أسهل من أي وقت مضى، ولكنها يمكن أن تجعلنا أيضاً أقل كفاءة في الرياضيات الذهنية، فعندما تكون لدينا دائماً آلة حاسبة في متناول أيدينا، فقد نكون أقل عرضة إلى ممارسة مهارات الرياضيات الذهنية؛ وهذا يمكن أن يزيد صعوبة حل المشكلات بسرعة ودقة.

اقرأ أيضاً: ما الذي نعرفه عن منصة بلو سكاي التي ينوي جاك دورسي إطلاقها؟

أنظمة تحديد المواقع والملاحة

جعلت أنظمة تحديد المواقع والملاحة التنقل أسهل من أي وقت مضى، ولكنها يمكن أن تجعلنا أيضاً أقل اعتماداً على إحساسنا بالاتجاه، فعندما يخبرنا نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بالمكان الذي نذهب إليه دائماً، قد نكون أقل عرضة إلى الانتباه إلى المناطق المحيطة بنا ومعرفة طرقنا نحو الأماكن الجديدة؛ وهذا يمكن أن يجعلنا أكثر اعتماداً على التكنولوجيا وأقل قدرة على التنقل بمفردنا.

منصات التواصل الاجتماعي

يمكن أن تكون منصات التواصل الاجتماعي وسيلة رائعة للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة، ولكنها قد تكون أيضاً مصدرَ إلهاءٍ كبيراً، فعندما نتحقق باستمرار من حساباتنا، قد نكون أقل عرضة إلى الانتباه إلى العالم من حولنا وأقل قدرة على التركيز على أعمالنا أو دراساتنا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي منصات التواصل الاجتماعي إلى المقارنة والقلق الاجتماعي، ما قد يؤثر سلباً في صحتنا العقلية.

اقرأ أيضاً: 8 طرق تساعدك على كشف الأخبار المزيفة عبر منصات التواصل الاجتماعي

نصائح لاستخدام التكنولوجيا بطريقة تدعم مهاراتنا الفكرية

  • استخدم التكنولوجيا لتكملة الأنشطة الأخرى وليس استبدالها. على سبيل المثال، استخدم الآلة الحاسبة للتحقق من حساباتك بعد حل المشكلة بنفسك، أو استخدم نظام تحديد المواقع العالمي للحصول على الاتجاهات إلى مكان جديد، ولكن بعد ذلك حاول حفظ الطريق حتى تتمكن من القيام بذلك بنفسك في المرة القادمة.
  • انتبه إلى مقدار الوقت الذي تقضيه في استخدام الأدوات التكنولوجية، وضع حدوداً لكيفية استخدامها وتأكد من عدم إهمال الأنشطة المهمة الأخرى، مثل قضاء الوقت مع أحبائك أو ممارسة الرياضة أو ممارسة الهوايات غير الرقمية.
  • استخدم التكنولوجيا لتعلم أشياء جديدة، فثمة العديد من الموارد التعليمية الرائعة المتاحة عبر الإنترنت؛ مثل أكاديمية خان (Khan Academy) وكورسيرا (Coursera) التي تتيح لك تعلم مهارات جديدة مثل البرمجة أو العزف على آلة موسيقية.
  • انتقد المعلومات التي تستهلكها عبر الإنترنت، فليس كل ما تقرؤه عبر الإنترنت صحيح؛ لذا من المهم أن تكون نقدياً للمعلومات التي تستهلكها من خلال التأكد من أنك تحصل على معلوماتك من مصادر موثوقة وأنك تفكر في وجهات نظر متعددة.

من المهم أن نلاحظ أنه ثمة عدة طرق محتملة يمكن أن تؤثّر بها التكنولوجيا سلباً في مهاراتنا الفكرية. وفي الوقت نفسه، من المهم أيضاً أن نتذكر أن التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة قوية للتعلم والنمو، ولكن كلمة السر المرافقة لها هي استخدامها بحكمة والوعي بآثارها السلبية المحتملة.

المحتوى محمي