أدوات ذكاء اصطناعي يمكنها إجراء مقابلات العمل بالنيابة عن مسؤولي التوظيف

4 دقيقة
أدوات ذكاء اصطناعي يمكنها إجراء مقابلات العمل بالنيابة عن مسؤولي التوظيف
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية. تصميم: عبدالله بليد.

تخيل هذا المشهد، تستعد لمقابلة عمل في شركة مرموقة، ترتب أفكارك وتختار كلماتك بعناية، لكن بدلاً من أن يظهر أمامك مسؤول التوظيف، تظهر على الشاشة أداة ذكاء اصطناعي تتحدث إليك بلغة طبيعية، تطرح عليك أسئلة دقيقة، تحلل تعابير وجهك ونبرة صوتك، وتقيم إجاباتك وفقاً لمعايير مهنية صارمة. بعد انتهاء المقابلة، ترسل النتائج تلقائياً إلى مسؤول التوظيف، مرفقة بتقرير شامل عن مهاراتك ونقاط قوتك وضعفك ومدى ملائمتك للوظيفة.

هذا ليس خيالاً علمياً، بل هو واقع جديد يعيد تشكيل تجربة التوظيف. أدوات الذكاء الاصطناعي لم تعد مجرد تقنيات مساعدة، بل أصبحت شركاء فعليين لمسؤولي التوظيف، توفر عليهم الوقت والجهد وتمنح المرشحين فرصة عادلة للتقييم، بعيداً عن أي تحيز اجتماعي أو ثقافي أو شخصي.

في هذا المقال، سنأخذك في جولة لتتعرف إلى أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي التي تحدث ثورة في عالم مقابلات العمل، ونكشف كيف يمكن لهذه الأدوات أن تساعد بموضوعية على اختيار المرشحين المناسبين لكل وظيفة.

اقرأ أيضاً: 3 أدوات ذكاء اصطناعي لمساعدتك في إجراء مقابلة عمل ناجحة

1. أليكس

أليكس Alex هو مساعد ذكاء اصطناعي طورته شركة أبريورا Apriora الناشئة لإجراء مقابلات العمل بشكل آلي عن بعد، يمكنه تحليل أداء المرشحين باستخدام تقنيات التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية.

آلية العمل

يتولى أليكس إجراء مقابلات العمل وتنسيقها بشكل كامل كما يلي:

  • مكالمات هاتفية مع المرشحين: بمجرد مطابقة المرشح مع متطلبات الوظيفة، يجري أليكس مكالمة هاتفية مباشرة لفحصه الأولي. هذه المكالمة تتيح تصفية المرشحين المناسبين دون الحاجة إلى تدخل بشري.
  • مقابلات الفيديو المباشرة: يتولى أليكس إجراء مقابلات فيديو مباشرة مع المرشحين، تغطي هذه المقابلات المؤهلات الأساسية والخلفية المهنية والخبرات السابقة والمعرفة التقنية، مع تحليل شامل للإجابات والسلوكيات.
  • الجدولة الآلية والمتابعة: يتواصل أليكس مع المرشحين في أي وقت، ويجدول المقابلات تلقائياً، كما يرسل لهم تذكيرات عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية لضمان التزام المرشحين بالموعد.
  • تقديم التقرير: بعد انتهاء المقابلة، ينتج أليكس تقريراً شاملاً يرسل إلى مسؤول التوظيف يتضمن تقييماً موضوعياً للمهارات والسلوكيات بناءً على معايير موحدة.

حالات الاستخدام

يستخدم أليكس من قبل شركات عديدة في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والمطاعم والرعاية الصحية والخدمات المالية والمبيعات.

اقرأ أيضاً: 5 طرق لتحسين مهاراتك في التواصل باستخدام الذكاء الاصطناعي

2. هاي مايلو

هاي مايلو HeyMilo هي منصة ذكاء اصطناعي لإجراء مقابلات العمل وتصفية المرشحين بشكل آلي، وتهدف إلى أتمتة مراحل التوظيف الأولى، من التواصل إلى التقييم.

آلية العمل

  • التواصل مع المرشحين: تبدأ هاي مايلو بالتواصل مع المرشحين بطرق متعددة مثل الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني أو تطبيق واتساب، بلغة طبيعية تشبه تواصل البشر.
  • اختبار المرشحين مسبقاً: تطرح المنصة أسئلة على المرشح، كما تحلل السيرة الذاتية، وذلك بهدف تصفية المرشحين بدقة وفقاً لمتطلبات الوظيفة، حيث تبقي فقط على من يمتلكون مؤهلات قوية.
  • إجراء مقابلة عمل صوتية: يجري الوكيل الصوتي مقابلة مع المرشح، بأسلوب يحاكي مسؤول التوظيف أو المدير المباشر. في هذه المرحلة، يتكيف الذكاء الاصطناعي مع إجابات المرشح، ويتعمق في المهارات والخبرات ذات الصلة، الأمر الذي يجعل المقابلة أكثر دقة.
  • تقديم الرؤى والتحليلات: بعد المقابلة، توفر المنصة معلومات تفصيلية تتضمن تقييماً لكل إجابة وتسجيلات صوتية للمقابلة وتحليلاً شاملاً لمدى ملاءمة المرشح للوظيفة، هذه المعلومات تسرع  عملية اتخاذ القرار والتوظيف.

حالات الاستخدام

تستخدم هاي مايلو من قبل عدة شركات حول العالم، خاصة تلك التي تبحث عن طريقة لأتمتة المرحلة الأولى من التوظيف دون التضحية بجودة التقييم، كما تستخدم من قبل الشركات التي تتعامل مع عدد كبير من المرشحين وتحتاج إلى تصفية سريعة وذكية.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يجعل تجربة الموظف أفضل من أي وقت مضى

3. ريبون

ريبون Ribbon هي منصة توظيف مدعومة بالذكاء الاصطناعي تجري مقابلات العمل نيابة عن مسؤولي التوظيف، والهدف منها هو تسريع النظر في طلبات التوظيف من خلال إجراء مقابلات صوتية بلغة طبيعية مع المرشحين والحصول على ملخصات وتحليلات دقيقة لكل مرشح. 

آلية العمل

  • المقابلات الصوتية: تجري ريبون مقابلات صوتية مع المرشحين بلغة طبيعية، حيث يتفاعل الذكاء الاصطناعي مع إجابات المرشح ويتعمق في المهارات والخبرات ذات الصلة. كل ذلك عن طريق رابط واحد يرسله مسؤول التوظيف إلى المرشح.
  • مقابلات على مدار الساعة: يمكن إجراء المقابلات في أي وقت يناسب المرشحين، هذا يوفر تجربة مرنة وخالية من الضغط.
  • ملخصات وتحليلات فورية: بعد كل مقابلة، تنشئ ريبون ملخصاً يتضمن تقييماً لكل إجابة قدمها المرشح وتسجيلات صوتية للمقابلة وتحليلاً شاملاً لمدى ملاءمة المرشح للمنصب الوظيفي.

حالات الاستخدام

تستخدم ريبون من قبل فرق التوظيف في أكثر من 400 شركة حول العالم، وذلك بهدف أتمتة عملية التوظيف والتعامل مع عدد كبير من المرشحين دون الاضطرار إلى استبعاد أي مرشح.

هل يعرف المرشحون أنهم يتحدثون إلى الذكاء الاصطناعي؟

مع التقدم الكبير الذي تحققه أدوات مقابلات العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يبرز سؤال محوري حول الشفافية: هل يعرف المتقدم للوظيفة أنه يتحدث إلى ذكاء اصطناعي وليس إلى إنسان؟

 في حالة أليكس، فإنها تبلغ المرشحين بوضوح أن المحاور هو نظام ذكاء اصطناعي، يمنحهم ذلك فهماً دقيقاً لطبيعة التفاعل ويهيئهم نفسياً لتجربة مختلفة عن المقابلات التقليدية. أما هاي مايلو، تكون الإشارة إلى أن المحاور هو نظام الذكاء الاصطناعي ضمنية وغير مباشرة، وقد يكون ذلك غير واضح لبعض المرشحين. في حين لم نجد أي دليل على أن أداة ريبون تبلغ المرشحين صراحة بأن المحاور هو نظام ذكي، ما يجعل مسؤولية الإبلاغ تقع على عاتق الشركة التي تستخدم الأداة.

إن معرفة المرشح بطبيعة المحاور هو أمر بالغ الأهمية، ليس فقط من باب الشفافية، بل لضمان تجربة عادلة. فالتفاعل مع الذكاء الاصطناعي يتطلب استعداداً مختلفاً، سواء من حيث الأسلوب أو التوقعات، كما أن الإبلاغ المسبق يسهم في بناء الثقة، ويقلل التوتر أو الالتباس الذي قد يرافق المقابلات الآلية، خاصة في بعض الوظائف التي تولي أهمية كبيرة للتواصل البشري المباشر.

اقرأ أيضاً: ما هي أدوات الذكاء الاصطناعي التي يستخدمها الرؤساء التنفيذيون؟

التقييم البشري ضروري ولا غنى عنه

رغم الكفاءة العالية التي توفرها أدوات الذكاء الاصطناعي في تسريع عمليات التوظيف وتحليل بيانات المرشحين، يبقى التقييم البشري عنصراً لا غنى عنه في كثير من الحالات، خصوصاً تلك التي تتطلب حساً عاطفياً أو فهماً عميقاً للدوافع والسلوكيات. فبعض الوظائف، مثل الإرشاد النفسي والتعليم وخدمة العملاء أو حتى المناصب القيادية، لا يمكن تقييم ملاءمة المرشح لها بناءً على الإجابات المنطقية فقط، بل تحتاج إلى قراءة نبرة الصوت وتعابير الوجه وطريقة التفاعل العاطفي والقدرة على بناء الثقة والتعاطف. الذكاء الاصطناعي قد يجيد تحليل الكلمات، لكنه لا يدرك السياق العاطفي أو البعد الإنساني الذي يشكل جوهر هذه الوظائف. لذلك، يجب أن تبقى أدوات الذكاء الاصطناعي مكملة لا بديلة، ويستحسن أن تستخدم في المراحل الأولية لتصفية المرشحين المحتملين، بينما يترك القرار النهائي لتقييم بشري مدروس، يراعي الجوانب التي لا تستطيع الخوارزميات قياسها.

المحتوى محمي