إم يو إم: أداة ذكاء اصطناعي جديدة من جوجل قد تغيّر مستقبل البحث على الإنترنت

3 دقائق
إم يو إم: أداة ذكاء اصطناعي جديدة من جوجل قد تغيّر مستقبل البحث على الإنترنت
حقوق الصورة: shutterstock.com/LanKS

كشفت جوجل في مؤتمر جوجل أي/ أو للمطورين، أداة جديدة تُسمَّى "إم يو إم" (MUM)، يمكنها تخصيص البحث على الإنترنت بشكلٍ أكبر. وبالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، تلتقط التفاصيل الدقيقة والفروق الدقيقة للغة البشرية على نطاقٍ عالمي، ما قد يساعد المستخدمين في العثور على المعلومات التي يبحثون عنها بسهولة أكبر، فهي تساعد على تقليص عدد عمليات البحث المعقدة على محرك البحث للحصول على الإجابة التي تبحث عنها بدقة. 

الهدف من تطوير أداة "إم يو إم"

قد نضطر في بعض الأحيان إلى كتابة العديد من الاستعلامات المتتالية في مربع البحث على جوجل للحصول على عدة إجابات ترتبط بموضوعٍ واحد، قد لا يمكن إيجادها في مكانٍ واحد، وقد تكون هذه الإجابات عامة وغير محددة، وبعيدة عن إجابة الخبراء.

لم تتطور محركات البحث اليوم بما فيه الكفاية لتصبح قادرة على الإجابة مثل الخبراء، حتى قطعت جوجل الآن شوطاً طويلاً لتحقيق ذلك، عبر إطلاق التقنية، التي تُسمَّى "النموذج الموحد للمهام المتعددة" أو "إم يو إم" (MUM) اختصاراً. 

وكما يوحي الاسم، تقترب هذه الأداة من مساعدة المستخدم على تلبية هذه الأنواع من الاحتياجات المعقدة. لذا، ستحتاج في المستقبل إلى عددٍ أقل من عمليات البحث للحصول على الإجابات المحددة التي تبحث عنها. 

ميزات أداة "إم يو إم"

تستخدم إم يو إم إطار عمل تحويل النص إلى نص T5، الذي يتميز بقدرته على التعامل مع مجموعة واسعة من المهام اللغوية عن طريق تحويلها إلى أزواج من (جملة مدخل) و(جملة هدف)، وتوليف النصوص لإنتاج الجملة الهدف بناءً على الجملة المدخل. وبناءً عليه، يمكن إنشاء الأسئلة والإجابات، واستخلاص الملخصات والترجمة وغيرها الكثير. 

بفضل هذه التكنولوجيا، يمكن لأداة إم يو إم فهم اللغة وتوليدها؛ فقد تم تدريبها على 75 لغة مختلفة والعديد من المهام المختلفة في وقتٍ واحد، ما يسمح لها بتطوير فهم أكثر شمولاً للمعلومات والمعرفة العالمية. 

ولأنها مدرّبة على عشرات اللغات، يمكن للأداة نقل المعرفة عبر اللغات، والتعلم من المصادر غير المكتوبة باللغة التي يُكتب بها البحث. 

تمتلك الأداة أيضاً القدرة على تعميم المعلومات من اللغات التي تحتوي على الكثير من البيانات إلى اللغات التي تحتوي على بيانات أقل.

بالإضافة إلى النصوص، فإن إم يو إم أداة متعدد الوسائط، تفهم المعلومات عبر الصور وصفحات الويب، ويمكن تطويرها في المستقبل لتشمل المزيد من الوسائط مثل الفيديو والصوت.

اقرأ أيضاً: كيف سيغيّر الذكاء الاصطناعي التوليدي تجربة البحث على جوجل؟

مثالٌ توضيحي

يواجه الكثيرون منا مشكلة البحث التي تتطلب إجراء العديد من الاستعلامات للحصول على إجابة كاملة، وسيكون الحل باستخدام أداة إم يو إم. 

توضح جوجل الأمر من خلال مثالٍ بسيط يقول: إنك تسلقت جبل آدامز، وترغب الآن في التنزه سيراً على الأقدام في جبل فوجي في الخريف المقبل، وتريد أن تعرف ما يجب عليك فعله بشكلٍ مختلف للاستعداد.

لن يفكّر أحد اليوم بكتابة مثل هذا الاستعلام، لأن المستخدمين يدركون أن هذه ليست الطريقة التي تبحث بها عن المعلومات عبر الإنترنت عموماً. وللحصول على إجابة لمثل هذا الاستعلام عادةً، عليك إجراء عدة عمليات بحث، مثل البحث عن ارتفاع كلا الجبلين، ومتوسط ​​درجة الحرارة في الخريف، وصعوبة مسارات المشي لمسافات طويلة، والعتاد المناسب للاستخدام، وأكثر. وبعد عدد من عمليات البحث، ستتمكن في النهاية من الحصول على الإجابة التي تحتاج إليها.

اقرأ أيضاً: جوجل تُطلق نموذج الذكاء الاصطناعي «بارد» بالعربية: كل ما تحتاج إلى معرفته لاستخدامه

ولكن إذا كنت تتحدث إلى خبير في رياضة المشي لمسافات طويلة، يمكنك طرح سؤال واحد: "ما الذي يجب علي فعله بشكلٍ مختلف للاستعداد؟" ستحصل على إجابة مدروسة تأخذ في الاعتبار الفروق الدقيقة في المهمة التي تقوم بها، وترشدك للعديد من الأشياء التي يجب مراعاتها.

بوجود أداة إم يو إم، ستدرك أنك تتطلع إلى المقارنة بين جبلين، وتفهم أيضاً أن "الإعداد" يمكن أن يتضمن أشياء مثل تدريب اللياقة البدنية المناسب للتضاريس، ومعدات المشي لمسافات طويلة، والتي تناسب طقس الخريف. وستكون الأداة قادرة على تحليل السؤال وتقسيمه إلى مجموعة من الاستعلامات، والتعرف على كل جانب من جوانب المشكلة، ثم إعادة تجميعها مرة أخرى. 

ومن ناحية اللغة، بالتأكيد، قد تكون كمية المعلومات المتوفرة عن جبل فوجي باللغة اليابانية غير متوفرة باللغات الأخرى، لذا تعمل الأداة على جمع المعلومات باللغة اليابانية وعرضها للمستخدم باللغة التي أدخل فيها الاستعلام. 

أمّا ميزة الصور مثلاً، يمكن للمستخدم تطبيقها في هذا المثال أيضاً، إذ يمكن أن يصور حذاءه ويسأل إم يو إم: "هل يمكنني استخدام هذا للتنزه في جبل فوجي؟" ستفهم الأداة الصورة وتربطها بالسؤال، وترد بأن هذا الحذاء مناسب أم لا، كما يمكنها توجيهه إلى مدونة تحتوي على قائمة بالمعدات الموصى بها. 

اقرأ أيضاً: كيف تستفيد من قدرات الذكاء الاصطناعي في مستندات جوجل وجيميل؟

ستخضع إم يو إم للاختبار باستمرار، وتَعد جوجل بأنها ستبحث عن الأنماط التي قد تشير إلى التحيز في التعلم الآلي لتجنب إدخاله في النظام. وستهتم بتقليل البصمة الكربونية لأنظمة التدريب، للتأكد من استمرار تشغيل البحث بأكبر قدر ممكن من الكفاءة.

المحتوى محمي