هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل أطباء الاشعة؟ الاتحاد الأوروبي يمنح الترخيص الأول من نوعه

3 دقائق
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل أطباء الاشعة؟ الاتحاد يمنح الترخيص الأول من نوعه
حقوق الصورة: شترستوك. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

حصلت أداة "تشيست لينك" (ChestLink) التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لقراءة نتائج صور الأشعة السينية للصدر دون أي تدخل وإشراف من خبير الأشعة، والمطورة من قبل شركة "أوكسيبت" (Oxipit) الليتوانية، على تصريح للاستخدام في الاتحاد الأوروبي، لتكون أول جهاز ذكاء اصطناعي يعمل بشكل ذاتي التحكم في التصوير الطبي.

وبعد هذا التصريح، تبرز عدة تساؤلات، أهمها: هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل أطباء الأشعة الآن أو مستقبلاً؟ 

تشيست لينك: أول أداة ذكاء اصطناعي ذاتية التحكم تستخدم في التصوير الطبي

طورت شركة أوكسيبت لحلول الذكاء الاصطناعي أداة تشيست لينك لتكون قادرة على تحديد صور الأشعة السينية للصدر الخالية من أي شذوذ أو تشوهات غير طبيعية، ثم ترسل تقريراً نهائياً للمريض عن حالته، دون أي تدخل من خبير الأشعة.

حصلت الأداة على علامة CE الأوروبية، وهي علامة تشير إلى أن جهازاً ما يفي بمعايير السلامة، وأصبحت أول أداة ذكاء اصطناعي تعمل بشكل مستقل في مجال التصوير الإشعاعي الطبي.

لكن قبل الحصول على علامة CE، خضعت تقارير الأداة للإشراف في مواقع تجريبية متعددة لأكثر من عام، وعالجت أكثر من 500 ألف صورة أشعة سينية للصدر في العالم الحقيقي.

تقول شركة أوكسيبت إن تطويرها لهذه الأداة لم يكن مدفوعاً بالتقدم التكنولوجي، لكن بسبب أوجه القصور المنهجية الحالية في الرعاية الصحية، إذ أن أقسام الأشعة في البلدان المتقدمة تعاني من نقص العاملين بنسبة الثلث، كما أن ثلثا سكان العالم غير قادرين على الحصول على التصوير الطبي التشخيصي.

ومع تطوير هذه الأداة، أصبح بإمكان المرضى الحصول على نتائج مؤكدة لصور الصدر بالأشعة السينية في حال عدم وجود تشوهات غير طبيعية فيه.

يُعتقد أن أداة تشيست لينك ستقوم بأتمتة من 15 إلى 40% من التقارير اليومية لصور الأشعة اعتماداً على نوع المؤسسة الطبية، ما يقلل من أعباء العمل على خبير الأشعة، ويتيح له وقتاً أكثر للتركيز على تحديد الحالات المَرضية، وتفسير نتائج صور الأشعة الخاصة بها.

تتميز أداة تشيست لينك بعدة ميزات دفعت الاتحاد الأوروبي للوثوق بها: 

  • لا تنتج الأداة تقريراً إلّا في حال عدم وجود أي تشوهات في الصور.
  • يمكن لخبير الأشعة تتبع وتقييم كل حالة أبلغ عنها الذكاء الاصطناعي.
  • تلتزم بقواعد الخصوصية الصارمة، إذ أن جميع البيانات التي يمكن تحديدها مجهولة المصدر.

عند تجريب البرنامج، لم يُذكر أن الأداة ارتكبت أي خطأ في تحديد صور أشعة الصدر السليمة، لكن توصي أوكسيبت، عند تطبيق الأداة في موقع جديد، بإجراء تدقيق لبرنامج التصوير، كما يجب استخدام الأداة تحت الإشراف لفترة من الوقت قبل أن تبدأ العمل بشكل مستقل.

وقالت الشركة إنها تتوقع أن تستخدم مؤسسات الرعاية الصحية الأولى الأداة المستقلة بحلول عام 2023، وأنها ستنتشر تباعاً في 32 دولة أوروبية.

اقرأ أيضاً: تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب وتشخيص الأمراض

هل ستحصل الأداة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية؟

حصلت التقنية الآن على علامة CE في الاتحاد الأوروبي، لكن لاستخدامها فى الولايات المتحدة الأميركية يجب أن تحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA).

إن الحصول على علامة CE سريع وسهل نسبياً مقارنة مع الحصول على تصريح من FDA التي تتطلع لمعرفة ما إذا كانت الأداة آمنةً حقاً وفعالة، وتطلب المزيد من المعلومات من مطوريها، لذلك تخطط شركة أوكسيبت لتقديم ملف إلى إدارة الغذاء والدواء، على الرغم من أنه لن يكون من السهل الحصول على موافقتها.

نشرت الكلية الأميركية للأشعة والجمعية الإشعاعية لأميركا الشمالية خطاباً مشتركاً في عام 2020 بعد ورشة عمل لإدارة الغذاء والدواء حول الذكاء الاصطناعي في التصوير الطبي، قائلة إن الذكاء الاصطناعي المستقل لم يكن جاهزاً للاستخدام السريري. وقالوا إن برامج الذكاء الاصطناعي حتى تلك اللحظة، كانت غير متسقة للغاية، ولا تعمل جيداً مع مجموعات من المرضى خارج البيئات الأصلية التي تم إنشاؤها فيها.

اقرأ أيضاً: خوارزمية ميراي تتنبأ بسرطان الثدي قبل 5 سنوات من الإصابة

هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل خبراء الأشعة؟ 

تتطور أدوات الذكاء الاصطناعي المساعدة للبشر في أعمالهم بسرعة، ويعتبر تطور أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال الأشعة من أسرعها؛ وتصريح الاستخدام المستقل لأداة تشيست لينك في الاتحاد الأوروبي، يدعونا للتساؤل: هل ستحل هذه الأداة ومثيلاتها محل خبراء الأشعة؟ حسناً، لا يبدو أن ذلك سيحصل في المستقبل القريب.

لا يقتصر عمل خبير الأشعة على تحليل الصور فقط، فالتشخيص بالاعتماد على الصور ليس بالأمر السهل كما يبدو عليه، إذ أن على خبير الأشعة تمييز آلاف الحالات المَرضية التي ليس بإمكان الذكاء الاصطناعي تحديدها حتى الآن.

بالإضافة إلى ذلك، على خبير الأشعة قراءة صور مأخوذة بعدة تقنيات مثل الموجات فوق الصوتية والتنظير، لكن أغلب أدوات الذكاء الاصطناعي المطورة حتى الآن تقرأ صور الأشعة السينية فقط.

على العموم، يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مهنة التشخيص المرضي باستخدام صور الأشعة، فقد أصبح بإمكانه تسريع العملية، وتوفير وقت أكبر للخبراء للتركيز على الحالات المرضية، كما تفعل أداة تشيست لينك. ويُعتقد أنه في المستقبل القريب، سيساعد الذكاء الاصطناعي خبراء الأشعة على اتباع نهج استباقي في تشخيص حالات المرضى.

المحتوى محمي