أبرز الصيحات والقضايا في مجال الذكاء الاصطناعي التي أثارت ضجة عام 2023

5 دقائق
أبرز الصيحات والقضايا في مجال الذكاء الاصطناعي التي أثارت ضجة عام 2023
حقوق الصورة: shutterstock.com/Have a nice day Photo

شهد عام 2023 اعتماداً واسع النطاق للعديد من الأدوات التكنولوجية التي أثارت ضجة وجدلاً كبيرين، حيث تتمتع هذه الابتكارات بالقدرة على إحداث ثورة في جوانب مختلفة من حياتنا؛ بدءاً من طريقة تواصلنا وعملنا حتى طريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا، ومن المتوقع أن تؤثّر بشكلٍ كبير في الأعمال والمجتمع على مدار العامين إلى العشرة أعوام القادمة.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت صناعة الذكاء الاصطناعي العديد من القضايا التي أثارت ضجيجاً عالمياً. وفي هذا المقال سنتطرق إلى بعض من أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي والقضايا الأكثر ضجة فيه لعام 2023.

أبرز تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي وأكثرها تأثيراً عام 2023

الذكاء الاصطناعي التوليدي يغيّر اللعبة إلى الأبد

أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) موضوعاً رئيسياً للمناقشة عام 2023. فوفقاً لاستطلاع أجرته شركة الأبحاث ماكنزي، قال ثُلث المشاركين إن مؤسساتهم تستخدم هذه التكنولوجيا بانتظام في وظيفة عمل واحدة على الأقل، ووجد الاستطلاع نفسه أيضاً أن ما يقرب من ربع المدراء التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع يقولون إنهم يستخدمون شخصياً أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في العمل.

أمّا عن التأثير الاقتصادي المحتمل، فتشير تقديرات أبحاث شركة ماكنزي إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يُضيف ما بين 2.6 إلى 4.4 تريليونات دولار سنوياً عبر 63 حالة استخدام حُلِلت، بينما يتوقع بنك غولدمان ساكس أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يؤثّر في نحو 300 مليون وظيفة حول العالم، ومن المتوقع أن تجد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي طريقها إلى كل تطبيق يمكن تخيله تقريباً.

اقرأ أيضاً: كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي التوليدي الطريقة التي نتسوق بها عبر الإنترنت؟

بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي تعزز طريقة التفاعل مع العملاء

أثّرت بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الكثير من الصناعات، وكانت من أكثر الموضوعات ضجيجاً عام 2023. فوفقاً لدراسة حديثة أجرتها شركة جونبير للأبحاث (Juniper Research)، من المتوقع أن تتعامل بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع نحو 70% من محادثات العملاء في مجال البيع بالتجزئة في الفترة ما بين 2023 إلى 2028.

ومن المتوقع أيضاً أن تؤدي دوراً مهماً في تعزيز تجربة العملاء عبر نقاط الاتصال مع تخطيط نحو 73% من الشركات لاستخدامها للمراسلة الفورية، و61% لتحسين رسائل البريد الإلكتروني و55% منها للخدمات المخصصة مثل توصيات المنتجات، وذلك وفقاً لاستطلاع رأي لشركة فوربس أدفايزر (Forbes Advisor). وعموماً من المتوقع أن تُحدث بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي ثورة في طريقة تفاعل الشركات مع العملاء وتبسيط العمليات التجارية المختلفة.

اقرأ أيضاً: هل ستحل بوتات الدردشة مكان محركات البحث والموسوعات؟

كتابة التعليمات البرمجية أصبحت أكثر سهولة

لوقتٍ طويل كانت مهمة كتابة الأكواد تتطلب معرفة عميقة بواحدة أو أكثر من لغات البرمجة الشائعة، ولكن الآن مع انتشار أدوات إنشاء الأكواد المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل غيت هاب كوبايلوت (GitHub Copilot) وتاب ناين (Tabnine) فإن عمل مطوري البرامج وكل من يريد أن يدخل إلى هذا المجال أصبح أكثر سهولة من أي وقتٍ مضى.

فقد فتحت قدرات هذه الأدوات على فهم التعليمات البرمجية وتوليدها إمكانات جديدة للتطوير السريع للبرمجيات والابتكار، من خلال مساعدة المبرمجين على كتابة التعليمات البرمجية بشكلٍ أسرع وتقليل الأخطاء وتحسين الإنتاجية، حيث يمكن لها أن تقترح تلقائياً مقتطفات من التعليمات البرمجية وهياكل كاملة لها، وحتى تعليمات برمجية لتصحيح الأخطاء، ما يؤدي إلى تحسين إنتاجية المطورين وكفاءتهم بشكلٍ كبير.

وفقاً لاستطلاع حديث للمطورين الذين يستخدمون أداة غيت هاب كوبايلوت، قال 74% منهم إنهم أصبحوا أكثر تركيزاً، بينما أفاد 88% بأنهم أكثر إنتاجية، كما ذكر 96% من المستطلعين أنهم أصبحوا أكثر قدرة على إكمال المهام المتكررة بشكلٍ أسرع، ما ينبئنا بقدرة هذه الأدوات على المساهمة في إنتاجية المطورين ورضاهم عن عملهم.

اقرأ أيضاً: ما هي لغات البرمجة المستخدمة في تطوير الذكاء الاصطناعي؟

أبرز الأحداث التي أثارت ضجة في صناعة الذكاء الاصطناعي عام 2023

صعود النماذج اللغوية الكبيرة

بين الحين والآخر تصل التكنولوجيا إلى نقطة انعطاف تؤدي إلى نقلة نوعية، وهذا ما حدث عام 2023، حيث أصبحت النماذج اللغوية الكبيرة (Large Language Model، اختصاراً إل إل إم LLM) مثل جي بي تي (GPT) من شركة أوبن أيه آي ولامدا (LaMDA) من شركة جوجل جيدة جداً في إنشاء النصوص وتلخيصها وكتابة الأكواد و القصائد والرسائل التسويقية والمقالات والأوراق البحثية وغيرها.

لقد فتحت قدرة هذه النماذج على معالجة وفهم اللغة الطبيعية نطاقاً واسعاً من التطبيقات المحتملة، بما في ذلك المساعدات الافتراضية وبوتات الدردشة وأدوات الكتابة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، ما وضع الأساس لجيل جديد من الشركات الناشئة تُسمَّى شركات الذكاء الاصطناعي التي بدأت تمثّل منافسة قوية لشركات التكنولوجيا الكبرى في وادي السيليكون.

وبطبيعة الحال مثلها مثل أي تكنولوجيا لا تزال في مهدها، لا تزال النماذج اللغوية الكبيرة بعيدة عن الكمال وتواجه العديد من التحديات والمشكلات التي لم تُحل حتى الآن، مثل الهلوسة والتحيز، ولكن عند حلها من المتوقع أن تكون هذه النماذج والتطبيقات التي تعمل عليها أكثر موثوقية وقوة وقدرة على خلق مكاسب إنتاجية كبيرة وأنواع جديدة من الوظائف.

اقرأ أيضاً: قدرات غير متوقعة «تنبثق» من النماذج اللغوية الكبيرة

احتدام سباق الذكاء الاصطناعي بين شركات التكنولوجيا الكبرى

على الرغم من أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي موجودة منذ مدة ليست بالقصيرة، ودخلت في معظم الصناعات تقريباً، فإنه عام 2023 بدأت شركات التكنولوجيا الكبرى بإثارة الكثير من الضجيج حول هذه التكنولوجيا مع سباقها المحموم نحو اقتناص أفضل الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي لا يزال الكثير منها في المراحل الأولى من البحث والتمويل.

حيث تُعد شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة هدفاً رئيسياً لشركات التكنولوجيا الكبرى للاستحواذ عليها أو الدخول في شراكات معها للاستفادة من تكنولوجياتها لتطوير منتجاتها دون بنائها من الصفر. فعلى سبيل المثال، جذبت شركة مايكروسوفت الكثير من الأضواء بعد استثمارها 10 مليارات دولار في شركة أوبن أيه آي (OpenAI) المطورة لبوت الدردشة تشات جي بي تي (ChatGPT).

اقرأ أيضاً: أمازون كيو: بوت دردشة من أمازون يمكن تخصيصه ليناسب عملك

حيث دمجت شركة البرمجيات العملاقة مباشرة منتج الشركة الناشئة في منتجاتها المختلفة، مثل محرك البحث بينغ والمنتجات الأخرى الموجّهة للأعمال، كما استثمرت شركة أمازون 4 مليارات دولار في أنثروبيك (Anthropic) المتخصصة في مجال السلامة والأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي.

هذا السباق المحموم وفق العديد من الخبراء يعود غالباً إلى أن قطاع التكنولوجيا تنافسي للغاية والفائز فيه يأخذ كل شيء، والآن مع دخول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى القطاعات جميعها فإن لدى هذه الشركات فرصة لا تتكرر إلّا مرة واحدة لإزاحة منافسيها أو الاقتراب منهم، وهذا يبيّن اتجاه الكثير من شركات التكنولوجيا الكبرى بشكلٍ متزايد في الاستحواذ على شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة التي تكمل عروض منتجاتها الحالية وأولوياتها الاستراتيجية.

اقرأ أيضاً: مايكروسوفت تكشف عن رقاقات حاسوبية جديدة توسّع آفاق استخدامات الذكاء الاصطناعي

إلى أين وصلت الضجة حول الذكاء الاصطناعي العام عام 2023؟

مع القدرات المذهلة التي أظهرتها نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية عام 2023، ضجت الصناعة بإمكانية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام أو الذكاء الاصطناعي القوي (اللذان يتمتعان بذكاء على مستوى البشر) بشكلٍ أسرع مما يتوقعه الكثيرون، والذي يمثّل الهدف النهائي لمجال الذكاء الاصطناعي بأكمله.

ومع المناقشات المحتدمة، ظهرت آراء متباينة؛ فوفقاً لدراسة حديثة توقع 1700 خبير أن هناك احتمالاً بنسبة 50% أن نصل إلى الذكاء الاصطناعي العام عام 2060، بينما كشف الرئيس التنفيذي لشركة ديب مايند (DeepMind) التابعة لشركة ألفابيت ديميس هاسابيس (Demis Hassabis)، أن الذكاء الاصطناعي العام قد يُطور في غضون عقد من الزمن.

اقرأ أيضاً: جوجل ديب مايند ترغب في وضع تعريفها الخاص للذكاء الاصطناعي العام

قلق متزايد بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

مع ازدياد قوة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أصبح هناك قلق متزايد من المخاوف الأخلاقية المرتبطة بها، مثل قيام أنظمة الذكاء الاصطناعي بتضمين التحيزات، والمساهمة في تدهور المناخ، وهذا ما أدّى إلى تشديد التركيز على تطوير قوانين حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي تدعو إلى المزيد من الشفافية والمساءلة عند تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي ونشرها.

المحتوى محمي