ما هي أبرز الإنجازات التكنولوجية لعام 2024؟

4 دقيقة
ما هي أبرز الإنجازات التكنولوجية لعام 2024؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Koto Amatsukami

تُعدّ الحوسبة الكمومية من أكثر مجالات التكنولوجيا تعقيداً، ويجد الكثير صعوبة في فهم تعقيداتها المتشابكة ومصطلحاتها الفرعية الأكثر غموضاً. ولكن على مدار الثلاثة أعوام السابقة، تصدرت هذه التكنولوجيا المشهد عدة مرات، آخرها خلال شهر ديسمبر الماضي عندما كشفت شركة جوجل عن أقوى معالج كمومي طُوِّر حتى الآن.

فعلى الرغم من أن جوجل وغيرها من الشركات الكبرى وحتى الدول لديها تجارب وإنجازات كبيرة في تطوير الحوسبة الكمومية، فإن هذا الإنجاز عُدّ أحد أبرز الإنجازات التي كُشف عنها عام 2024، لما يمثلّه من أهمية في مستقبل الحوسبة عموماً، إلى جانب العديد من الإنجازات التكنولوجية الأخرى التي نستعرض أبرزها عبر هذا المقال.

5 إنجازات تكنولوجية بارزة عام 2024

1- جوجل تعلن تطوير أقوى معالج حاسوب كمومي حتى الآن

لا يزال الوصول إلى جهاز حاسوب كمومي تجاري حلماً يُراود الكثير من الشركات التكنولوجية بسبب الإمكانات الواعدة لها والتي ستتخطى ما وصلت إليه الحوسبة الكلاسيكية بمراحل تفوق الخيال، حيث أعلن قائد فريق مختبر الذكاء الاصطناعي الكمي في الشركة مؤخراً، تحقيق فريقه إنجازاً كبيراً وهو تطوير أقوى معالج كمومي حتى الآن أُطلق عليه اسم ويلو (Willow).

وما يجعل هذا الإنجاز مهماً هو قدرة المعالج على حل مشكلة معدلات الخطأ (Error Rates) التي تؤثّر في جدوى بناء أجهزة كمبيوتر كمومية عملية ومقاومة للأخطاء، والتي تُعدّ أحد أكثر التحديات صعوبة في الحوسبة الكمومية حتى الآن.

وعلى الرغم من أن المعالج هو نموذج أولي واعد لبناء أجهزة كمبيوتر كمومية أكبر وأكثر تحملاً للأخطاء، فإنها تُعدّ نقطة انطلاق إلى تطوير نظام بيئي كمي أكثر قوة يمكن أن يعالج في النهاية مشكلات تتجاوز قدرات أجهزة الكمبيوتر الكلاسيكية اليوم.

اقرأ أيضاً: أسوأ 8 إخفاقات تكنولوجية لعام 2024

2- الأسطح الذكية القابلة لإعادة التكوين من أجل تحسين الاتصالات اللاسلكية

مع انتشار شبكات الجيل الخامس واقترابنا أكثر من شبكات الجيل السادس، تُعدّ تكنولوجيا الأسطح الذكية القابلة لإعادة التكوين (Reconfigurable Intelligent Surfaces، اختصاراً آر آي إس RIS) أحد الحلول الثورية لمعالجة العديد من التحديات الحرجة في الاتصالات والبنية الأساسية الحديثة.

وهذه التكنولوجيا هي تكنولوجيا مبتكرة تستخدم الأسطح لمعالجة الموجات الكهرومغناطيسية والتحكم فيها، ما يوفّر طريقة جديدة لتحسين الاتصال اللاسلكي من خلال القدرة على إنشاء قنوات افتراضية متعددة وحجب -أو السماح- بترددات محددة من الموجات الكهرومغناطيسية بشكلٍ انتقائي، ويمكن للتكنولوجيا تحسين أداء أنظمة الاتصالات اللاسلكية بشكلٍ كبير وزيادة كفاءة الطاقة وحتى تحسين تقنيات التصوير والاستشعار.

ومن المتوقع أن تؤدي الأسطح الذكية القابلة لإعادة التكوين دوراً حاسماً في تحسين روابط الاتصالات اللاسلكية، حيث يمكن لهذه الأسطح تغيير خصائصها ديناميكياً لتحسين جودة الإشارة والتغطية، ما يجعلها جزءاً لا يتجزأ من البيئات الذكية المستقبلية والتطبيقات المتقدمة مثل الروبوتات المتصلة والأنظمة المستقلة.

3- تطوير حلول لمعالجة مشكلات التغيّر المناخي والاستدامة

من التحديات الأكثر إلحاحاً على مرّ الأعوام القليلة الماضية إيجاد حلول واقعية وعملية لمواجهة مشكلات التغيّر المناخي والاستدامة البيئية، حيث ظهر عام 2024 العديد من التقنيات الواعدة، من ضمنها تقنية استخدام الميكروبات المجهرية وخاصة أنواع معينة من البكتيريا لالتقاط غازات ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتحويله إلى وقود حيوي.

هذا الحل يمثّل طريقة واعدة لمعالجة تغيّر المناخ، من خلال العمليات الطبيعية للحد من مستويات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، كما يمكن أن يؤدي تعزيز النشاط الميكروبي في التربة إلى تحسين تخزين الكربون، ما يعود بالنفع على الزراعة وصحة النظام البيئي.

اقرأ أيضاً: باحثون من جامعة أبوظبي يطوّرون مرشّح مياه يُزيل الملوثات دائمة التأثير من المياه

4- سبيس إكس تحقق العديد من الأرقام القياسية عام 2024

ظهرت شركة سبيس إكس بقوة في مشهد تكنولوجيا الفضاء لهذا العام، حيث تمكنت من تأكيد ريادتها في هذا القطاع من خلال تحقيقها العديد من الأرقام القياسية، بما في ذلك إطلاق 131 مهمة محطمة بذلك رقمها القياسي السابق البالغ 98 مهمة عام 2023. ويمثّل هذا الرقم أكثر من نصف عمليات الإطلاق المدارية العالمية كافة في هذا العام.

كما تمكنت من تحقيق عملية ناجحة تمكنت من خلالها من التقاط أكبر مركبة فضائية فائقة الثقل تابعة للشركة بعد العودة إلى الغلاف الجوي للأرض، حيث استُخدِمت أذرع برج "ميكازيلا" Mechazilla الذي يبلغ ارتفاعه 146 متراً لتثبيت الصاروخ وهبوطه، كما تمكنت عبر شركتها الفرعية ستارلينك من نشر أكثر من 6 آلاف قمر صناعي من الأقمار ذات النطاق العريض في المدار الأرضي المنخفض ضمن مشروعها الخاص بالإنترنت الفضائي.

علاوة على ذلك، تمكنت الشركة عبر مهمة بولاريس داون (Polaris Dawn Mission) من إرسال رواد فضاء إلى مسافة أبعد عن الأرض، فيما تُعدّ أحدث رحلة مأهولة منذ مهمة أبولو في القرن الماضي، حيث شملت المهمة التي أطلقتها الشركة أول عملية سير خاصة في الفضاء.

اقرأ أيضاً: الإدمان الرقمي: تختلف المُسبّبات وتتعدد المُسميات لكن النتائج تتشابه

5- انتشار مراكز البيانات في المنطقة العربية

كثّفت الدول العربية عام 2024 من جهودها لبناء مراكز البيانات بالشراكة مع كبرى شركات مشغلي السحابة العالميين، ويأتي هذا الاهتمام لما تمثّله مراكز البيانات من قدرة على إحداث ثورة في تكنولوجيا المعلومات، خاصة الطريقة التي تتفاعل بها المؤسسات مع العملاء، بالإضافة إلى أنها تُعدّ الحل العملي لنشر مفهوم الحوسبة الطرفية التي تُقرّب الأعمال من مراكز البيانات بشكلٍ فعلي، وما يمثّله ذلك من أهمية قصوى خاصة للأعمال التي تركّز على المستهلك في الوقت الفعلي.

حيث يوجد ما يقرب من 160 مركزَ بيانات قائماً بالفعل، ومن المتوقع افتتاح نحو 119 مركزَ بيانات إضافياً في المستقبل القريب في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تقع ثُلثاها في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تصل سعة الرفوف (Racks Capacity) المثبتة في الإمارات العربية المتحدة إلى أكثر من 117 ألف وحدة بحلول عام 2030.

وتقود السعودية سوق مراكز البيانات في المنطقة العربية بأكثر من 22 مركزاً نشطاً وأكثر من 40 مركزاً قيد الإنشاء، ما يضعها لاعباً رئيسياً في سوق مراكز البيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينما تظل الإمارات العربية المتحدة مركزاً رئيسياً لمراكز البيانات مستفيدة من بنيتها التحتية المتقدمة وبيئتها التنظيمية.

المحتوى محمي