ذكرت تقارير صحفية أن شركة آبل قامت ببناء إطار عمل مصمم خصيصاً لبناء نماذج لغوية كبيرة، كما طوّرت بوت دردشة مدعوماً بالذكاء الاصطناعي يمكنه أن يؤدي المهام نفسها التي تؤديها بوتات الدردشة التجارية الشهيرة. ومع ذلك، فإن الشركة ليس لديها حتى الآن أي خطط فورية لإتاحة هذه التكنولوجيا للجمهور.
تطوير "آبل جي بي تي" بهدوء
قالت وكالة بلومبيرغ للأنباء إن شركة آبل تعمل بهدوء على تطوير أدوات ذكاء اصطناعي يمكن أن تنافس الأدوات التي طوّرتها شركتا أوبن أيه آي (OpenAI) وجوجل وغيرهما. ونقلت الوكالة عن أشخاص مطلعين على جهود آبل قالوا إنها قامت ببناء إطار عمل خاص بها لتطوير نماذج لغوية كبيرة.
واعتماداً على هذا الإطار المعروف باسم أجاكس (Ajax)، ابتكرت الشركة أيضاً خدمة يُطلق عليها بعض المهندسين اسم آبل جي بي تي (Apple GPT)، في إشارة إلى كونها تشبه تشات جي بي تي (ChatGPT)، أشهر بوت دردشة مدعوم بالذكاء الاصطناعي.
يعمل أجاكس على خدمة جوجل كلاود بلاتفورم للحوسبة السحابية، وقد تم إنشاؤه باستخدام جوجل جاكس (Google JAX)، وهو إطار عمل مخصص لتسريع أبحاث التعلم الآلي. وعلى عكس تشات جي بي تي، فإن بوت الدردشة الذي طوّرته آبل ليس مخصصاً للمستهلكين، وليست لدى الشركة خطط لإصداره حالياً. ومع ذلك، توضّح المصادر أن الشركة المُصنّعة لهواتف آيفون لديها فرق متعددة تعمل منذ عدة أشهر على المشروع يقودها رئيس التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في الشركة جون جياناندريا، الذي ترأس سابقاً قسم الذكاء الاصطناعي والبحث في جوجل، ونائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات كريغ فيديريغي.
يتضمن المشروع أيضاً بحث معالجة المخاوف المحتملة المتعلقة بالخصوصية، وهي قضية دائماً كانت آبل أكثر حذراً من المنافسين فيها، حتى مع مساعدها الشخصي سيري (Siri).
اقرأ أيضاً: ما البيانات التي تجمعها شركة آبل عنك وكيف يمكنك التحكم بها؟
تجارب داخلية وتوقف متكررة
تشير التقارير إلى أن آبل أطلقت أجاكس لأول مرة العام الماضي لتوحيد الجهود الداخلية لتطوير التعلم الآلي. وضمن هذا الإطار، قامت الشركة بالفعل بإدخال تحسينات على سيري وخرائط جوجل، كما يتم استخدامه للمساعدة على تطوير النماذج الأولية للمنتجات.
وعلى الرغم من أن عملية تطوير بوت آبل جي بي تي قد شهدت توقفاً متكرراً بسبب المخاوف الأمنية، فإن الأداة أصبحت متاحة الآن لبعض الموظفين على المستوى الداخلي للشركة. ومع ذلك، فإن الوصول إليها يتطلب موافقة خاصة، ويُحظر على المستخدمين الاستفادة من أي من مخرجاتها لتطوير ميزات للعملاء.
يدعي موظفو الشركة أن أداتهم لا تتضمن تكنولوجيا جديدة، فهي تعمل كتطبيق ويب يحاكي ما تفعله البوتات الأخرى ذات الشعبية مثل تشات جي بي تي وجوجل بارد (Google Bard)، حيث يمكنها تلخيص النصوص والإجابة عن الأسئلة بناءً على البيانات التي دُربت عليها.
وبحسب ما ورد في التقارير، فقد نظرت آبل في إمكانية توقيع عقد مع شركة أوبن أيه آي، وجربت بعض فرق العمل في الشركة تقنياتها، لكنها تراجعت عن الأمر في نهاية المطاف.
اقرأ أيضاً: ما ملامح المرحلة التالية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
إعلان مهم العام المقبل
عقب انتشار هذه الأنباء مباشرةً، شهدت أسهم شركة آبل التي يتم تداولها في بورصة ناسداك ارتفاعاً بأكثر من 1% خلال الأيام الثلاثة الماضية، بينما تراجعت قيمة أسهم شركة مايكروسوفت التي قامت بعقد اتفاقيات شراكة وتعاون مع شركة أوبن إيه آي، بأكثر من 3% خلال الفترة نفسها.
تأتي هذه التقارير بعدما تأخرت آبل لفترة طويلة في دخول سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي. وعلى الرغم من أن الشركة دمجت الذكاء الاصطناعي في بعض منتجاتها، مثل صور آبل (Apple Photos) وسماعة الواقع المختلط الجديدة فيجن برو (Vision Pro)، فإن المحللين يعتبرون أن الشركة متأخرة عن أقرانها في هذا المجال.
وقد تجنبت الشركة بشكلٍ واضح الإشارة إلى هذه التكنولوجيا خلال مؤتمرها الأخير للمطورين، الذي عُقد في شهر يونيو الماضي، وذلك في تناقض صارخ مع شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى مثل جوجل ومايكروسوفت التي اتخذت خطوات جريئة لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في منتجاتها.
اقرأ أيضاً: هل أغفلت آبل التأثير الاجتماعي لنظارتها الجديدة فيجن برو؟
وكان الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك، قال في مقابلة أجريت معه مؤخراً، إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي هي شيء "تنظر إليه آبل عن كثب"، لكنه أعرب عن مخاوفه بشأن منتجات الذكاء الاصطناعي في أثناء إعلان الأرباح الأخيرة للشركة في مايو الماضي، مشيراً إلى أن هناك "عدداً من المشكلات التي يجب حلها".
بيد أن المصادر تقول إن آبل تتطلع إلى إصدار "إعلان مهم يتعلق بالذكاء الاصطناعي" في وقتٍ ما من العام المقبل.
وعلى الرغم من أن الشركة لم تظهر كلاعبٍ بارز حتى الآن في سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإنها تعتبر أحد أكبر الرابحين غير المباشرين من الشعبية الكبيرة التي تحققها تطبيقات هذه التكنولوجيا، وذلك بفضل هيمنتها على سوق التطبيقات وتحصيلها لما يعرف باسم ضريبة آبل (Apple tax).