أبل تقول إن مسلمي الأويجور الصينيين تعرضوا للاستهداف في آخر حملة اختراق ضد أجهزة أيفون

2 دقائق
مصدر الصورة: ريتشارد شنايدر، محمية برخصة المشاع الإبداعي من الفئة CC BY NC 2.0

على إثر أسوأ الهجمات التي تعرضت لها أنظمة الحماية في أجهزة أيفون وآيباد، أصدرت أبل بياناً فريداً من نوعه يدحض الادعاءات التي أطلقتها جوجل حول الهجوم في أحد منشورات مدوناتها مؤخراً.

وقد قال منشور جوجل إن المواقع المُخترَقة استُخدمت من أجل مهاجمة الأفراد الذين يزورونها "دون تمييز"؛ وذلك عبر استغلال عدة ثغرات حساسة في نظام آي أو إس الذي تعتمد عليه أجهزة أيفون وآيباد. ووفقاً لجوجل، فقد استُغلت هذه الثغرات لمهاجمة الآلاف من الضحايا أسبوعياً. غير أن تصريح أبل الجديد يقول إن تقرير جوجل لم يذكر بعض التفاصيل المهمة، إما عمداً أو خطأً.

أهداف الهجوم

أكدت أبل في تصريحها الجديد أن حملة الاختراق كانت موجهة ضد الإيغور، وهي أقلية مسلمة في الصين يسكن معظم أفرادها في مقاطعة شينجيانغ الشمالية، حيث وُضع ما يقارب المليون شخص في معسكرات اعتقال. وقد وصف تقرير صدر مؤخراً بالتفصيل كيف يضع المسؤولون الصينيون تطبيقات التجسس على هواتف أفراد الإيغور، وهي واحدة من عدة طرق للمراقبة تستخدمها الحكومة الصينية مع الإيغور، والتيبيتيين، وغيرهم من المعارضين لها.

مستوى الهجوم

ناقضت أبل بعض المعلومات الأساسية الواردة في تقرير جوجل، الذي قال إن من المحتمل أن حملة الاختراق التي دامت لسنتين تمكنت من استهداف الآلاف من مستخدمي أيفون أسبوعياً. وقد ورد في تصريح أبل: "أولاً، كان الهجوم المعقد مركزاً على نطاق ضيق، ولم يكن هجوماً (جماعياً) واسع النطاق كما وُصف سابقاً. وقد أثر الهجوم على أقل من عشرين موقعاً تركز بشكل أساسي على المحتوى المتعلق بمجتمع الإيغور. أما منشور جوجل، الذي صدر بعد 6 أشهر من إطلاق التعديلات البرمجية لإصلاح الثغرات، فهو يرسم صورة خاطئة حول (هجمات واسعة النطاق) من أجل (مراقبة النشاطات الخاصة لشرائح مجتمعية كاملة في الزمن الحقيقي)، مما أثار المخاوف بين جميع مستخدمي أيفون حول احتمال تعرض أجهزتهم للاختراق، وهو ما لم يحدث على الإطلاق". ولم تتأخر جوجل في الرد على تصريح أبل؛ حيث قال الناطقين باسمها: "نحن نؤكد على صحة بحثنا المعمق، والذي كُتب للتركيز على النواحي الفنية لهذه الثغرات".

مدة الهجوم

أكدت أبل على أن الحملة دامت "لشهرين تقريباً، لا لمدة سنتين كما تقول جوجل". وأضافت أنها أصلحت المشكلة بعد اكتشافها بفترة قصيرة، وأن مستخدمي أيفون الذي قاموا بتحديث أنظمة التشغيل في أجهزتهم أصبحوا محميين من الهجمات المماثلة.

أثر الهجوم

ليست الملامح العامة لتقرير جوجل موضع شك؛ فقد كان هذا الهجوم من أنجح الهجمات التي نُفذت ضد هواتف أيفون وأكثرها خطراً. ولا يقتصر الغموض على عدد الأشخاص الذين تأثروا بهذا الهجوم وحسب، بل يمتد أيضاً إلى أثره على هؤلاء الأفراد. وقد تحدثت منظمة العفو الدولية بالتفصيل عما وصفته بأنه "محاولة من الحكومة الصينية لشطب المعتقدات الدينية ومفاهيم الهوية الثقافية لفرض الولاء السياسي للدولة الصينية والحزب الشيوعي الصيني".

ومن الجدير بالذكر أن أبل -التي تعمل على نطاق واسع في الصين- تجنبت ذكر اسم البلاد أو الحكومة الصينية في تصريحاتها، كما فعلت جوجل.

المحتوى محمي