شارك
الرئيسية
1 دقيقة
الكشف المبكر:
قام دانيال تسي، أحد الباحثين لدى جوجل، بتطوير خوارزمية تغلبت على مجموعة من اختصاصيِّي الأشعة المتمرسين في مجال تشخيص سرطان الرئة. حيث درّب الباحث دانيال وزملاؤه خوارزميةَ تعلمٍ عميقٍ على اكتشاف العُقيدات الرئوية الخبيثة (المصابة بالسرطان) في أكثر من 42,000 فحص مقطعي محوسب (CT scans). وأسفرت التجارب عن اكتشاف الخوارزميات المدرّبة لنتائج إيجابية كاذبة بنسبة 11% أقل من اختصاصيِّي الأشعة البشر، ونتائج سلبية كاذبة بنسبة 5% أقلّ منهم أيضاً. ويُذكر أن هذه التجارب سُرِدت في ورقة علمية محكمة نشرت في مجلة "نيتشر" العلمية.
داءٌ قاتل:
قَتَل سرطان الرئة أكثر من 160,000 شخص في الولايات المتحدة الأميركية عام 2018، الرقم الذي يجعل "سرطان الرئة" يتربع على قمة لائحة الأسباب المؤدية للوفاة بالسرطان. ومع أن فحوصات "التصوير المقطعي المُحَوسَب" أنقذت العديد من الأرواح لكونها جزءاً من عمليات الكشف عن السرطان، إلا أنها تكون في معظم الأحيان تقنية غير موثوقة ولا دقيقة.
بُشرى للمرضى:
يعتقد الباحث تسي وزملاؤه أن بمقدور الذكاء الاصطناعي جعل عمليات الكشف عن السرطان أكثر دقة وموثوقية في كافة أنحاء العالم، وهذا على الرغم من اعتراف الباحث وزملائه بضرورة إجراء المزيد من التجارب على عدد أكبر من المرضى المعنيين للتأكد من صحة هذه الفرضية. كما أنه ما من شك في تنامي الاهتمام باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن مختلف أنواع السرطان. وفي هذا السياق، أثبت الباحثون أن تقنية "تعلم الآلة" ذات فوائد عملية في الكشف عن كل من سرطان الثدي وسرطان الجلد، على سبيل المثال لا الحصر.
خطوات صغيرة على دربٍ ممتد:
صحيح أن هذه الدراسات مثيرة للتفاؤل والحماسة بشأن المستقبل إلا أنه لا يجب منحها حجماً أكبر من قدرها الحقيقي؛ أي ينبغي التعامل معها على أنها خطوات صغيرة في دربٍ ما زال ممتداً على مدى البصر أمام البشرية. وذلك لأن استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية ما زال يواجه العديد من التحديات، منها تلك المرتبطة بالخصوصية، ومنها ما يتعلق بقواعد البيانات في العالم الحقيقيّ، بسبب أنها نادراً ما تكون بيانات ذات جودة عالية مثل تلك المستخدمة في الدراسات العلمية.
وحريّ بالذكر كذلك أن عملية علاج السرطان تنطوي على خطوات أكثر من مجرد الكشف عن الداء؛ حيث إن إعداد المسار الصحيح للعلاج يعتمد على مجموعة من العوامل التي تتفاوت تفاوتاً بالغاً من مريض لآخر، مما يجعل أتمتة خطوات العلاج عملية ليست سهلة ألبتة.