تعرف على عالمة الفيزياء والفلكية وداد المحبوب أول سودانية تعمل في ناسا

2 دقائق
وداد المحبوب

نشأتها ودراستها

ولدت وداد المحبوب في مدينة أم درمان بالسودان، وتميزت منذ صغرها ببراعتها في العلوم والرياضيات، بعد أن كانت تجلس لساعات في أوقات فراغها في المركز الثقافي الأميركي في الخرطوم لتقرأ خلالها المجلات العلمية. درست المرحلة الابتدائية والمتوسطة في أم درمان، ثم تابعت دراستها العليا بمجال الفيزياء وعلوم الفضاء في السودان ومصر، وسافرت بعدها إلى هولندا عام 1988 بمنحة تعليمية من "المجلس القومي للبحوث في السودان"، وانتقلت بعدها بعام لأميركا وحصلت هناك على الماجستير في الهندسة الفيزيائية والدكتوراه في هندسة البيئة الفضائية من "جامعة ويسكونسن ماديسون"، وكانت بذلك أول امرأة أميركية من أصل عربي تحصل على هذا التصنيف العلمي والأكاديمي.

مسيرة علمية ومهنية

بدأت مسيرتها العلمية أستاذة في الفيزياء الفلكية وأنظمة الاستشعار عن بعد في قسم علوم الفضاء في "جامعة هامبتون" في أميركا، ثم انتقلت إلى البحث في مكونات الكواكب وطرق تحليلها في وكالة "ناسا"، مع التركيز بشكل رئيسي على تعزيز دقة التصوير والبيانات بالاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية.

سجلت ابتكاراً لدى "ناسا" كجزء من برنامج بحثي ممول من الوكالة حول الفيزياء الفلكية، بعنوان "نموذج رياضياتي مؤتمت عن معادن المريخ"، وهو نموذج رياضي عالي الدقة محاكى بالحاسوب متبوع بتنفيذ الخوارزمية وطريقة تصحيح الغلاف الجوي، مكنت علماء الفيزياء الفلكية من الحصول على صور أقمار صناعية أكثر دقة وصقلاً لسطح المريخ، ولها براءة اختراع عن هذا الابتكار، وحصلت تقديراً لجهودها على العديد من الجوائز العلمية من مختلف المؤسسات الأكاديمية والعلمية مثل "ناسا" و"الجمعية الرياضية الأميركية".

عملها الحالي

تعمل المحبوب حالياً (2022) أستاذة للفيزياء والرياضيات التطبيقية بـ "جامعة هامبتون" بولاية فرجينيا الأميركية، وتشغل عضوية "جمعية الرياضيات الأميركية" وعضوية اللجنة المديرة للقمرين الصناعيين "إيمز" و"كالييبسو" بأميركا.

كما تشغل منصب رئيسة فريق مركز أبحاث الأرض والفضاء والاستشعار عن بعد التابع لـ "جامعة هامبتون"، وبصفتها رئيسة الفريق تشرف وتعمل على عدد من أجهزة الحاسوب الفائقة التي تعمل على تحليل البيانات الطيفية الفائقة لتصنيف وصقل التصوير عبر الأقمار الصناعية للأهداف التي تتم مشاهدتها باستخدام تقنيات التصوير الطيفي الفائق، وتعمل على توجيه الطلاب الجامعيين والإشراف على طلاب الدراسات العليا في أطروحات الماجستير والدكتوراه في مجالات الرياضيات التطبيقية والفيزياء الفلكية.

اهتمامها البحثي

ألفت العديد من المقالات في المجلات والدوريات العلمية حول تكنولوجيا التصوير بالاستشعار عن بعد والتحليل الطيفي والنمذجة الرياضية والمحاكاة، ولها عدة أبحاث علمية حول أنظمة الاستشعار عن بعد والأقمار الصناعية وبرامج الحاسوب الذكية وتقنيات التصوير والإشارات الضوئية. 

ومن خلال حديث المحبوب لبعض القنوات الإعلامية المحلية والدولية عن بعض أبرز إنجازاتها العلمية في مجال الفيزياء الفلكية، تحدد الهدف الأساسي من مساعيها في استخدام الفيزياء الفلكية المتقدمة وتقنيات الاستشعار عن بعد، في دراسة مكونات الطبقات العميقة من كوكب الأرض بطريقة أكثر تفصيلاً، حيث تعمل على دراسة كوكب المريخ واكتشاف أسراره والثروات المعدنية، والتأكد من وجود المياه والمعادن على سطح المريخ. 

ومن خلال تطوير تقنيات البنية التحتية لجمع البيانات والتحليل الدقيق وتفسير الاستشعار عن بعد للبيانات القادمة من الأقمار الصناعية والسفن الفضائية، أظهرت صور الاستشعار عن بعد وجود أكسيد الحديد وأكسيد الكالسيوم وأكسيد المغنيسيوم، ما أدى إلى استنتاج وجود الماء على المريخ، والذي كان مؤشراً محتملاً على وجود نوع من الحياة على المريخ منذ زمن بعيد، وحسب قولها من المحتمل أن تكون العديد من العوامل قد ساهمت في انقراض الحياة على المريخ مثل وقوع كارثة كونية.

المحتوى محمي