ماذا يعني وجود مركز بيانات لجوجل في السعودية؟

4 دقائق
ماذا يعني وجود مركز بيانات لجوجل في السعودية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Marieke Kramer

تعتبر المملكة العربية السعودية إحدى الدول الرائدة في المنطقة العربية في تنفيذ مشاريع التحول الرقمي، لذلك لا تدخر جهداً في الشراكة مع كبرى الشركات التكنولوجية العالمية، ومن ضمنها شركة جوجل التي تستعد لإنشاء وتدشين مركز بيانات (Data Center) في السعودية بحلول منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من هذا العام، ويُعتبر ثاني مركز بيانات لشركة جوجل في المنطقة العربية.

فماذا يعني وجود مركز بيانات لشركة جوجل في السعودية؟ وكيف سيسهم في تسريع التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية خصوصاً والمنطقة العربية عموماً؟ وما أثره في تطوير المنتجات والحلول الرقمية المختلفة؟

أهمية مركز بيانات جوجل للسوق السعودية

يعد مركز بيانات جوجل المزمع افتتاحه في منطقة الرياض جزءاً من شبكة جوجل السحابية العالمية التي تضم 39 مركز بيانات موزعاً عبر مناطق جغرافية مختلفة حول العالم، حيث توفّر هذه المراكز خدمات جوجل السحابية لأكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم.

كما تُعد هذه الشراكة الجديدة جزءاً من توجه شركة جوجل لأن تكون رائدة بالاستثمار في المشهد الرقمي في المنطقة العربية، لتمكين الشركات من تشغيل البيانات وتخزينها محلياً، ما يسهل معالجة البيانات بشكلٍ أسرع وتقليل زمن الوصول.

وسيتم إنشاء مركز البيانات في المملكة العربية السعودية وتشغيله من خلال شركة جوجل، وستتولى شركة أرامكو (ِAramco) السعودية التطوير إلى جانب التسويق وبيع الخدمات في السوق السعودية من خلال فهمها لاحتياجاتها ومتطلباتها.

اقرأ أيضاً: لماذا قامت مايكروسوفت بتجربة إغراق مركز بيانات تحت الماء؟

وبحسب شركة جوجل، سيحفّز مركز البيانات الجديد الشركات المقدمة للخدمات التقنية في السوق السعودية على تقديم خدمات أفضل ينعكس أثرها إيجاباً على كبريات الشركات في المنطقة، مثل شركات البيع بالتجزئة وشركات تقديم الخدمات الطبية وغيرها من الشركات التي تعتبر البيانات محرك عملها الرئيسي في تعزيز نموها التجاري والبشري.

وفي هذا الصدد، أدلى هشام الزرقا (Hisham Zarka)، المدير التنفيذي للتكنولوجيا والعضو المنتدب في منصة التجارة الإلكترونية نون (Noon)، بتصريحٍ جاء فيه: "لقد اخترنا سحابة جوجل نظراً لقابلية التوسع ومرونة منتجاتها وبنيتها التحتية. ومع إنشاء مركز بيانات جوجل الجديد في المملكة العربية السعودية، سنكون قادرين على تقديم الخدمات بشكلٍ آمن، حيث ستكون الخدمات لعملائنا القريبين بسرعات أعلى وبمرونة أكبر".

اقرأ أيضاً: 5 مبادئ أساسية للانطلاق في رحلة التحول الرقمي

ماذا يعني وجود مركز بيانات شركة جوجل في السعودية؟

تحتاج الشركات في المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية إلى القدرة على تشغيل التطبيقات ذات المهام الحرجة، وتحليل البيانات في الوقت الفعلي بالسرعة التي يتوقعها عملاؤها ومستخدموها، ويمثّل مركز بيانات جوجل الجديد خطوة قوية نحو بناء قدرات الشركات والمشاريع التكنولوجية الحكومية في تلبية احتياجات الاقتصاد الرقمي في المملكة العربية السعودية خصوصاً، والمنطقة العربية عموماً.

وبشكلٍ عام، سيجلب وجود مركز بيانات لشركة جوجل في المملكة العربية السعودية العديد من الفوائد من ضمنها:

السيادة الوطنية على البيانات

على الرغم من أن تكنولوجيا الحوسبة السحابية (Cloud Computing) وتطبيقاتها قد سهّلت أعباء العمل عن بُعد، وخفّضت التكاليف وكسرت الحواجز المعروفة بين الدول، لكنها أثارت قضايا قانونية عدة تتمحور حول كيفية إدارة ومعالجة البيانات الحساسة، مثل البيانات الطبية والمالية التي تزداد بزيادة الشركات والعملاء.

اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن آيفون 15 وساعة آبل الجديدة والمزيد من حدث آبل الأخير

ومن ثَمَّ، فإن وجود مركز بيانات داخل حدود المملكة العربية السعودية سيلبي الحد الأدنى من مفهوم سيادة البيانات (Data Sovereignty)، التي تعتبر قضية مهمة من المرجّح أن تصبح أكثر أهمية في المستقبل. ومع جمع المزيد من البيانات وتخزينها إلكترونياً، ستحتاج الحكومات والشركات إلى إيجاد طرق لحماية البيانات مع احترام خصوصية الأفراد وسيادة الدول في الوقت نفسه.

حيث نجد أن أحد الأساليب الشائعة لتطبيق مفهوم سيادة البيانات هو اشتراط تخزين البيانات داخل حدود البلد الذي يتم جمعها فيه، حيث يمكن القيام بذلك من خلال القوانين واللوائح، أو من خلال الاتفاقيات التعاقدية بين الشركات ومقدمي الخدمات السحابية.

وهناك عدد من الأسباب التي تجعل سيادة البيانات مهمة، منها:

  • أولاً: تساعد على حماية خصوصية الأفراد والمؤسسات، فعندما تخضع البيانات لقوانين بلد معين، يتمتع الأفراد بقدرٍ أكبر من التحكم في كيفية استخدام بياناتهم ومن يمكنه الوصول إليها.
  • ثانياً: يمكن أن تساعد سيادة البيانات على حماية مصالح الأمن القومي، بحيث تكون الحكومات قادرة على ضمان خضوع البيانات الحساسة، مثل السجلات الحكومية والبيانات العسكرية، لقوانينها وأنظمتها.
  • ثالثاً: يمكن لسيادة البيانات أن تساعد على تعزيز التنمية الاقتصادية وفق رؤية السعودية 2030، حيث من الأرجح أن تستثمر الشركات في البلدان التي تعلم أن بياناتها ستتم حمايتها فيها.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى "ليلي" Lilli: أداة الذكاء الاصطناعي التوليدي لدينا والباحثة الملهمة والموفرة للوقت

تسريع مشاريع التحول الرقمي

يعد التحول الرقمي للحكومة السعودية استراتيجية متكاملة وحاسمة وعملية تهدف إلى تمكين وتسريع التحول الحكومي الرقمي بكفاءة وفاعلية، لذا سيسهم مركز بيانات جوجل في توفير بنية تحتية تكنولوجية قوية للحكومة والشركات السعودية لنمو المشاريع القائمة على التكنولوجيا لتحقيق أهداف رؤية 2030.

ومن ثَمَّ، مع توفر بنية جوجل السحابية في البلاد، سيكون الابتكار والتطور السريع في متناول كل شركة، سواء كانت شركة تقليدية تشرع في التحول الرقمي أو مواطناً يتطلع إلى الحصول على الخدمات من أي مكان وزمان في زمن وجيز.

تطوير المنتجات والحلول الرقمية المختلفة

سيوفّر مركز بيانات جوجل في السعودية قدرات معالجة وتخزين بيانات سريعة ومتقدمة، ما سيُتيح للشركات السعودية تطوير منتجات وحلول رقمية جديدة، وهو ما من شأنه أن يساعد على تقدم الشركات السعودية على نظيراتها في باقي المنطقة العربية بشكلٍ أكبر.

اقرأ أيضاً: ما وظائف التكنولوجيا الأكثر طلباً في المستقبل وكيف تصبح خبيراً فيها؟

خلق فرص عمل جديدة في السوق السعودية

كما هو معروف فإن وجود مركز بيانات تابع لشركة عملاقة مثل جوجل في أي منطقة يتطلب متخصصين كُثر من مختلف أفرع تكنولوجيا علوم البيانات للعمل، حيث تركّز الشركة دائماً على توظيف المهارة المحلية ذات الكفاءات العالية في مراكزها، وهذا من شأنه أن يسهم في خلق فرص عمل جديدة في مجال التكنولوجيا في المملكة، ما سيساعد على تدريب وتأهيل القوى العاملة السعودية في هذا المجال.

المحتوى محمي