نشرة خاصة
تسعى هيئة كهرباء ومياه دبي إلى إعادة صياغة مفهوم المؤسسات الخدماتية حول العالم، ودعم الابتكار وجعله ركيزةً أساسية للتطوير والتحسين المستمر لتعزيز تنافسيتها ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة عبر تبني التقنيات الإحلالية مثل الذكاء الاصطناعي، والطائرات من دون طيار، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتقنية البلوك تشين، وإنترنت الأشياء وغيرها. وتعمل الهيئة على صناعة مستقبل رقمي جديد لإمارة دبي من خلال "ديوا الرقمية"، الذراع الرقمي للهيئة التي تعمل من خلالها على إحلال وتغيير النموذج التشغيلي للمؤسسات الخدماتية، والتحوّل إلى أول مؤسسة رقمية على مستوى العالم، بأنظمة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة وتخزينها، مع التوسع في استعمال الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية. وترتكز المبادرة على عدة محاور لتقديم تجربة جديدة للمؤسسات الخدماتية في دبي والعالم:
المحور الأول: (الطاقة الشمسية): الذي يتمثل في إطلاق تقنيات متطورة للطاقة الشمسية في دبي، ومن أبرز مشروعات الهيئة في هذا الإطار مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وستصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030، والذي يدعم إستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي تهدف إلى إنتاج 75% من إجمالي الطاقة في دبي من مصادر الطاقة النظيفة.
المحور الثاني (تخزين الطاقة): وتسعى "ديوا الرقمية" عبره إلى تشغيل شبكة طاقة متجددة تستخدم تقنيات تخزين طاقة مبتكرة. ويشتمل المحور على عدة مبادرات فرعية تشمل أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة تعمل على مدار 24 ساعة في المنطقة مع التخزين الحراري، ومحطة توليد الكهرباء بالطاقة المائية المخزنة في منطقة حتا في دبي، وتعد الأولى من نوعها على مستوى منطقة الخليج العربي، واختبار تخزين الطاقة باستخدام تقنيات متنوعة تشمل البطاريات بأنواعها وطاقة الهيدروجين، وغيرها.
المحور الثالث (الذكاء الاصطناعي): الذي سيجعل دبي أولَ مدينة توفر خدمات الكهرباء والمياه بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وسيعمل هذا المحور -تحت اسم "رمّاس"- على توسيع نطاق استخدامات أنظمة الذكاء الاصطناعي لتشمل جميع العمليات التشغيلية؛ حيث ستقوم الهيئة باعتماد أجهزة وخدمات ذاتية التعلم لتعزيز تجربة المتعاملين، ودعم خدمات الموظفين، وتحسين الإنتاجية بما في ذلك العمليات الرئيسية للشبكة. وسيتم تنفيذ مشروع "رمّاس" من خلال ثلاث مبادرات فرعية هي: الذكاء الاصطناعي للمتعاملين، والذكاء الاصطناعي للموظفين، والذكاء الاصطناعي للأنظمة.
كما أن "رماس"، وهو موظف الهيئة الافتراضي الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يتوافر للرد على استفسارات المتعاملين مع الهيئة على مدار الساعة باللغتين العربية والإنجليزية من خلال منصة "واتساب بزنس"؛ حيث تعد الهيئة أول جهة حكومية في دولة الإمارات توثق حسابها عبر المنصة، وموقع الهيئة الإلكتروني وتطبيقها الذكي عبر نظامي "آي أو إس iOS" و"أندرويد"، وكذلك على حساب الهيئة في فيسبوك، إضافة إلى أنظمة "أليكسا" الذكية من أمازون، ومنصة مساعد جوجل، والروبوتات.
المحور الرابع (الخدمات الرقمية): حيث ستقوم "ديوا الرقمية" من خلاله بتوسيع خدماتها عبر منصة "مورو" الرقمية التي تم إطلاقها في 2018، لتقدم خدمات استضافة وتخزين البيانات، وإدارة الخدمات الرقمية في الفضاء السحابيّ. ويتخطى هذا المحور تقديم الحوسبة السحابية، ليقدم خدمات معيارية عالمية وحلولاً متعددة من مكان واحد وفق أعلى مستويات الجودة، إضافة إلى تعزيز تجربة المتعاملين، وبدأت الهيئة العمل على تطوير الألياف البصرية في البنية التحتية للهيئة كجزء من مشروع (InfraX) الذي يمكّن الهيئة من تطبيق خدمة الرصد المرئي (VSaaS) ومنصة الواجهة الافتراضية للمستخدم (Virtual Desktop Interface) التي ستتوافر عبر منصة مورو الرقمية.
وقال العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد محمد الطاير: "نسعى دائماً إلى إثراء تجربة المتعاملين من خلال توفير خدمات ذكية تعتمد على أنظمة متطورة لتوفير تجربة حكومية فريدة تسهم في تحقيق سعادتهم عبر توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي انسجاماً مع رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، باعتماد الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، وجهودنا لدعم الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 التي تهدف إلى أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول 2031، والسعي لتطوير منظومة متكاملة توظف الذكاء الاصطناعي في المجالات الحيوية للدولة".
وأضاف الطاير: "في إطار رؤية هيئة كهرباء ومياه دبي كمؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة، نسهم في الانتقال بدبي نحو ريادة المستقبل عبر إعادة صياغة المفاهيم التقليدية لآليات العمل لتتناسب مع التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، وتعزيز مكانة دبي كحاضنة للإبداع ومنارة للابتكار، وفي مقدمة المدن التي لا تستشرف المستقبل فحسب، وإنما تصنعه؛ وذلك من خلال الابتكار الذي نضعه على رأس قائمة أولوياتنا لتحقيق الخطط والإستراتيجيات الحكومية، بما في ذلك إستراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل، وإستراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، ومبادرة "دبي 10X"، وإستراتيجية دبي للتعاملات الرقمية التي تهدف إلى أن تكون دبي أول مدينة في العالم تدار بالكامل بواسطة منصة البلوك تشين بحلول عام 2020، وغيرها من المبادرات والإستراتيجيات الحكومية التي تهدف إلى توظيف تقنيات المستقبل والاستفادة منها لتحقيق سعادة المتعاملين والمجتمع بشكل عام".
وأشار الطاير إلى أن الهيئة تعمل على تعزيز التحول الرقمي في إطار توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، من أجل تحويل حكومة دبي إلى نموذج ذكي بالكامل، ولتصبح دبي أول حكومة بلا ورق بنهاية عام 2021، وقد قطعت الهيئة شوطاً طويلاً في تحقيق هذا الهدف، وحققت أعلى نتيجة بين الدوائر الحكومية التي شاركت في المرحلة الأولى لإستراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية، حيث بلغت نسبة الاستغناء عن المعاملات الورقية في الهيئة 60%، كما بلغت نسبة التبني الذكي لخدمات الهيئة 93% بنهاية 2018.