أصبحت بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي شائعة الاستخدام ويمكن الوصول إليها واستخدامها بسهولة، فهي توفّر طريقة فعّالة للحصول على إجابات عن أي سؤال أو كتابة النصوص والرسائل بسرعة كبيرة، ما يوفّر علينا الكثير من الوقت والجهد. لكن، ما مدى خصوصية محادثاتنا مع هذه البوتات؟ ومَن يمكنه الوصول إليها وقراءتها؟ هل تُحفظ على خوادم الشركات ليقوم موظفون بشر بمعاينتها وتقييمها؟
مخاطر الخصوصية المتعلقة ببوتات الدردشة
تعمل بوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بواسطة نماذج معالجة اللغة الطبيعية (NLP) والتعلم الآلي (ML) التي يمكنها فهم وتوليد نصوص لا تختلف عن تلك التي يكتبها البشر. للقيام بذلك، يجب تدريب النماذج أولاً على كميات كبيرة من البيانات، مثل النصوص والكلام والصور والفيديوهات. يمكن أن تأتي هذه البيانات من مصادر مختلفة، مثل النصوص المنشورة على مواقع الويب ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى المحادثات التي يجريها المستخدمون.
بما أن بوتات الدردشة تستخدم المحادثات للتدريب وتعلم إنتاج المحتوى، فإنها قد تكشف عن المعلومات التي شاركناها معها للمستخدمين الآخرين فيما بعد، ما يعني إمكانية تسرب المعلومات الشخصية إذا قمنا بتقديمها سابقاً للبوتات. يمكن أن يحدث ذلك إذا طلب أحد ما من بوتات الدردشة إنشاء محتوى يشبه البيانات التي قدّمها مستخدمون آخرون.
تزداد مخاطر الخصوصية حين لا تذكر الشركات التي طوّرت بوتات الدردشة تفاصيل واضحة عن الإشراف البشري، ما يُثير مخاوف حول إمكانية الوصول إلى محادثاتنا من قِبل موظفين بشر أو أطراف ثالثة لأغراض مراقبة الجودة أو تحسين الخدمة.
اقرأ أيضاً: 6 نصائح لحماية خصوصيتك عند استخدام تشات جي بي تي
ما هو بوت الدردشة الأكثر احتراماً للخصوصية؟
جوجل بارد (Google Bard) وتشات جي بي تي (ChatGPT) وبينغ تشات (Bing Chat) هي أشهر بوتات الدردشة وأكثرها تقدماً، وتتمتع هذه البوتات بمزايا رائعة، وكلٌّ منها يتبع سياسات وممارسات خصوصية مختلفة. فيما يلي لمحة عامة عن أبرز معايير الخصوصية:
جوجل بارد
بوت دردشة من تطوير شركة جوجل الأميركية، وقد قامت الشركة مؤخراً بتوسيع نطاق الوصول إليه ليشمل 180 دولة ومنطقة حول العالم، لكن لم تشمل القائمة أي دولة في الاتحاد الأوروبي. يرجع ذلك إلى فشل جوجل في الرد على أسئلة الخصوصية التي طرحتها لجنة حماية البيانات الأوروبية (DPC)، وهي الجهة المنظمة لمعايير حماية البيانات والخصوصية في الاتحاد الأوروبي؛ إذ لم تقدّم أي مستندات تثبت التزام جوجل بارد بمعايير الخصوصية المفروضة في الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضاً: 3 أسباب تجعل بوتات الدردشة كوارث أمنية
تشات جي بي تي
بوت الدردشة الذي طوّره مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي الأميركي أوبن أيه آي (OpenAI)، ويقوم بتسجيل جميع المحادثات بشكلٍ افتراضي ويستخدمها لتدريب نظامه. تقول الشركة إن موظفين بشر يمكن أن يعاينوا أي محادثة.
يتوفر خيار في الإعدادات لمنع استخدام محادثاتك لأغراض التدريب، لكن معظم المستخدمين لا يعرفون ذلك أو لا يعرفون كيفية استخدام هذا الخيار.
تم حظر تشات جي بي تي مؤقتاً في إيطاليا بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية، ويتم التحقيق في ممارساته بكلٍّ من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا، كما أنشأ الاتحاد الأوروبي فريق عمل خاصاً لتقييم التزامه بمعايير الخصوصية الأوروبية وحماية القاصرين.
اقرأ أيضاً: بوت تشات جي بي تي مبدع وسهل الاستخدام لكن مخاطره كثيرة
بينغ تشات
بوت دردشة من شركة مايكروسوفت الأميركية، لا يسجّل محادثات المستخدم افتراضياً، ولكنه يستخدم المحادثات لأغراض تحسين الخدمة دون ربطها باسم أو هوية المستخدم. يستطيع المستخدمون حذف سجل محادثاتهم معه في أي وقت.
يتوافق البوت مع سياسة خصوصية شركة مايكروسوفت التي تنصُّ على أن الشركة لا تستخدم البيانات الشخصية لأغراض الدعاية دون موافقة المستخدم، كما يلتزم أيضاً بمعايير الخصوصية المعمول بها في الاتحاد الأوروبي.
اقرأ أيضاً: ما الذي يجعل اعتماد بوتات الدردشة بدلاً من محركات البحث فكرة سيئة؟
كيفية استخدام بوتات الدردشة بشكلٍ خاص وآمن
من الصعب استخدام بوتات الدردشة بشكلٍ خاص وآمن، لكن هناك طرقاً للحد من كمية البيانات التي تجمعها، ما يمثّل حلاً جيداً. إليك بعضها:
- اقرأ سياسة خصوصية بوت الدردشة الذي تستخدمه، وافهم كيف يجمع بياناتك ويستخدمها ويشاركها.
- قم بتفعيل الخيار الذي يمنع البوت من جمع البيانات أو حفظ محادثاتك، إذا كان ذلك متاحاً.
- استخدم اسماً مستعاراً أو عنوان بريد إلكتروني غير رسمي لحماية هويتك.
- تجنب مشاركة المعلومات الحساسة أو السرية مع بوتات الدردشة، مثل كلمات المرور أو أرقام بطاقات الائتمان أو السجلات الطبية أو الأسرار التجارية.
- اسأل دائماً عن الخيارات التي تحمي خصوصيتك واستخدمها، مثل الحق في معرفة بياناتك الشخصية التي تم جمعها أو حذفها.