هل هناك علاقة بين فصيلة الدم والإصابة بمرض كوفيد-19؟

2 دقائق
مصدر الصورة: أليناكوبايتوفي عبر ويكيميديا كومونز

تُشكل هذه المقالة جزءاً من قائمة إجاباتنا المتواصلة على أهم الأسئلة التي يطرحها قُراؤنا حول تفشي فيروس كورونا. يجري تحديث هذه القائمة بشكل مستمر، ويمكنك تفقدها هنا.

منذ بداية انتشار الجائحة، كان هناك اهتمامٌ بمعرفة ما إذا كانت فصيلة الدم لها علاقة بتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا أو مدى سوء الآثار التي يخلفها الفيروس أم لا. إليك ما نعرفه عن هذا الموضوع حتى الآن:

أدلة مبكِّرة

حلّلَ باحثون صينيون، في شهر مارس الماضي، فصائلَ دم 2173 شخصاً مصاباً بالعدوى في مدينتي ووهان وشنتشن، وقارنوا النتائج بعمليات مسح أُجريت على فصائل دم سكان أصحاء من نفس المنطقة. ووجد الباحثون أن 38% من مرضى كوفيد-19 يحملون فصلية دم إيه (A)، مقابل 31% فقط من الأشخاص الأصحاء الذين شملهم المسح. وعلى النقيض من ذلك، بدا أن فصيلة الدم أوه (O) تؤدي إلى تقليل خطر الإصابة؛ إذ وجد الباحثون أن المنتمين لهذه الفصيلة يمثلون 26% من الحالات المصابة على الرغم من أنهم يمثلون 34% من الأشخاص الأصحاء. كما يُشكل المرضى الذين يحملون فصيلة الدم (A) نسبة أكبر من الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 مقارنة بسائر فصائل الدم الأخرى. كذلك خلصت دراسة أخرى أُجريت في جامعة كولومبيا إلى وجود اتجاهات مماثلة، حيث كان الأفراد الذين يحملون فصيلة الدم (A) أكثر عرضة بنسبة 34% لأن تكون نتيجة اختبارات فيروس كورونا الخاصة بهم إيجابية، في حين تنخفض الاحتمالية لدى أولئك الذين يحملون أياً من فصيلتي الدم O أو AB.

القصة تزداد تعقيداً

لم تخضع أي من هذه الدراسات لمراجعة الأقران، باستثناء دراسة جينومية منشورة في مجلة نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين (New England Journal of Medicine) في 17 يونيو الماضي، حيث فحصت البيانات الجينية التي تم الحصول عليها من أكثر من 1600 مريض بكوفيد-19 يخضعون للعلاج في المستشفيات بإيطاليا وإسبانيا، وقارنت جيناتهم بجينات 2200 شخص غير مصاب. وقد وجد هؤلاء الباحثون نوعين من الاختلافات الجينية في منطقتين من الجينوم ترتبطان باحتمالية أكبر لظهور أعراض شديدة لكوفيد-19، منها منطقة تحدد نوع فصيلة الدم.

وبصفة عامة، كان المرضى الذين يحملون فصيلة الدم (A) أكثر عرضة بنسبة 45% لخطر التعرض لفشل في الجهاز التنفسي بعد الإصابة بكوفيد-19، في حين كان معدل الخطر بين المرضى المنتمين للفصيلة (O) منخفضاً بنسبة 35%.

أسباب مجهولة

لا يعرف العلماء حتى الآن ما السبب وراء هذا الأمر، إلا أن مؤلفي الدراسة المنشورة في مجلة نيو إنجلاند يفترضون أن البروتينات التي تحدد نوع فصيلتي الدم (A) و(B) قد تؤثر على الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي، ونتيجة لذلك ربما تكون لدى هذه الفصائل استجابة مناعية أبطأ. كما أن الجينات التي تحدد فصيلة الدم قد يكون لها أيضاً علاقة بمستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE2) التي يستخدمها فيروس كورونا لإصابة الخلايا البشرية.

تشكيك

ثمة عيوب منهجية في الدراسات التي أُجريت حتى الآن، فقد استخدمت دراسة مجلة نيو إنجلاند، على سبيل المثال، مجموعةً ضابطة تتألف بشكل أساسي من المتبرعين بالدم، وهي مجموعة يزيد عدد الأفراد الذين يحملون فصيلة الدم (O) فيها بشكل غير متناسب عن عددهم بين عامة السكان (حيث يمكن نقل فصيلة الدم O لأي شخص). علاوة على ذلك، تم الاستدلال على أنواع فصائل الدم استناداً إلى الجينات وليس من خلال التحليل المباشر لخلايا الدم نفسها، وهو أمر ليس دقيقاً تماماً.

على أي حال، لا يبدو أن فصيلة الدم تندرج ضمن عوامل الخطر الأكثر أهمية التي تميز الحالات الخفيفة عن الشديدة، ولا يزال السن والمسائل الصحية الأساسية هي العوامل الأكثر أهمية، كما أن أولئك الذين يحملون فصيلة الدم (O) ليسوا بمنأى عن الإصابة بالعدوى الشديدة.