هل هناك أية تكنولوجيات واقعية للطيران الفضائي من أفلام حرب النجوم؟

2 دقائق
مصدر الصورة: لوكاس فيلم، 20 سينشوري فوكس

في كل أسبوع، يرسل قراء نشرة تكنولوجي ريفيو الإخبارية الفضائية ذا إيرلوك أسئلتهم إلى مراسل المنصة المختص بالفضاء نيل باتيل حتى يجيب عنها. وموضوع هذا الأسبوع: تكنولوجيا حرب النجوم.

سؤال القارئ (جاك)
هناك فيديو ترويجي جديد للفيلم المقبل من سلسلة أفلام حرب النجوم، وعند رؤيته، بدأت أفكر في أن هذه الأعمال الشهيرة للمخرج جورج لوكاس تعتمد بشكل جزئي على الخيال العلمي، وهي بعيدة للغاية عن أية علوم فعلية لدرجة أنها تكاد تكون محض خيال وحسب. ولكن لا بد من وجود تكنولوجيا مبنية على شيء حقيقي ضمن هذه السلسلة. برأيك، ما هو الاختراع أو الجهاز أو الآلة الأكثر واقعية في هذا العالم الخيالي المتواجد في المجرات البعيدة؟

إجابة نيل
في الواقع، توجد بضع تكنولوجيات واقعية مشابهة لتكنولوجيات ظهرت في هذه الأفلام. فقد بدأنا برؤية الروبوتات التي تتحرك وتعمل مثل الآليين في تلك الأفلام، كما أن مهندسي التكنولوجيا الحيوية يعملون على تطوير أطراف اصطناعية متطورة لاستبدال أو تعزيز الأطراف المفقودة أو المتضررة. وقد بدأ الناس يستخدمون الهولوجرامات (الصور المجسمة) بشكل متزايد في عدة مجالات، خصوصاً الطب، إضافة إلى السعي المستمر لبناء السيارة الطائرة.

ولكن، من سوء الحظ، فإن أفلام حرب النجوم تصور تكنولوجيا الفضاء والطيران الفضائي بأبعد ما يكون عن الواقعية؛ ففي الواقع، يتطلب إطلاق صاروخ واحد من سطح الأرض إلى الفضاء مقداراً هائلاً من الطاقة والجهود. إنها عملية تتضمن عدداً لا حصر له من الأخطاء التي يمكن أن تقع في أية لحظة، وتؤدي إلى فشل كارثي. كما أن السفن الفضائية لا تتحرك مثل الطائرات في الخلاء الفضائي.

ومن ناحية أخرى، توجد بعض الأفكار في حرب النجوم (وأعمال أخرى في الخيال العلمي) التي يسعى العلماء والمهندسون إلى تحقيقها، مثل الجاذبية الاصطناعية ضمن تلك السفن الفضائية؛ حيث إن انعدام الجاذبية في الفضاء يمكن أن يتسبب في مجموعة من المشاكل للأجسام البشرية، ويمكن للجاذبية الاصطناعية أن تساعد على تخفيف هذه الآثار.

وفي حرب النجوم، توجد الجاذبية الاصطناعية في كل مكان، سواء على محطة فضائية عملاقة مثل نجم الموت، أو داخل مركبة فضائية صغيرة مثل مقاتلات أجنحة إكس، وهو ما يفتقر تماماً إلى المنطق.

غير أن بعض الخبراء يعتقدون أنه يمكن محاكاة الجاذبية في الفضاء عن طريق توليد قوة طرد مركزي كبيرة، كما في فيلم 2001: أوديسة الفضاء. وقد اقترب البشر إلى تحقيق هذا الأثر أكثر من ذي قبل خلال بعثة جيميناي 8 لناسا في 1966، ولكن هذا وقع بسبب حادث تسبَّب في تسارع كبير أدى إلى إنهاء المهمة مبكراً. وفي وقت لاحق من ذلك العام، حاولت بعثة جيميناي 11 توليد جاذبية اصطناعية عن طريق الدوران. ولكن الأثر كان صغيراً للغاية، ولم يشعر به رواد الفضاء على متن المركبة، على الرغم من رؤية الأجسام الصغيرة وهي تقع نحو نهاية الكبسولة.

وعلى الرغم من أن الجاذبية الاصطناعية ليست على قمة سلم الأولويات عند أي جهة كانت، فإن الخبراء لم يتوقفوا عن تقديم عروض ومقترحات جديدة لدراسة تأثيراتها، ومن المرجح أن نرى تلك المسألة تحتل أهمية أكبر مع بدء العمل على البعثات طويلة الأمد. وإن فكرة محاكاة جاذبية الأرض على متن مركبة فضائية ليست بالأمر المستحيل تماماً، غير أنها تتطلب هندسة على مستوى رفيع، وتمويلاً يتخطى الناتج الإجمالي المحلي لبعض الدول.