يُنتج الغلاف الجوي للأرض أثراً مميزاً عند مروره أمام الشمس، ويمكن لهذا الأثر أن يساعدنا على معرفة ما إذا كانت الكواكب الأخرى صالحة للسكن أم لا.
إشارات نجمية
عندما "يعبر" الكوكب أمام نجمه (أي بالنسبة للناظر من الأرض)، فإن البنية الكيميائية للغلاف الجوي للكوكب تقوم ببعثرة وامتصاص وكسر ضوء النجم بطرق محددة للغاية. ويمكن استخدام عمليات العبور هذه من أجل تأكيد وجود أشياء مثل بخار الماء، أو نسب الغازات مثل الأكسجين وثنائي أكسيد الكربون. بل من الممكن حتى كشف الدلائل البيولوجية مثل الميثان أو غيره من المركبات العضوية التي قد تشير إلى وجود الحياة الفضائية.
التكنولوجيا
قام فلكيان في جامعة ماكجيل في مونتريال بدراسة بيانات من القمر الصناعي سايسات التابع لوكالة الفضاء الكندية، الذي تم إطلاقه في البداية لدعم دراسة نضوب الأوزون في الغلاف الجوي للأرض. ومنذ 2004، قام سايسات بإجراء رصد متواصل للضوء الذي يعبر الغلاف الجوي عندما تصبح الأرض أمام الشمس. واستخدم الباحثون هذه البيانات لمحاكاة بنية الطيف للكوكب بأسره في الضوء تحت الأحمر، وهو أمر غير مسبوق. وقد نُشرت النتائج مؤخراً في النشرة الشهرية للجمعية الفلكية الملكية.
أهمية العمل
تقدم لنا "بصمة" الأرض أدلة عما يجب أن نبحث عنه عند دراسة عبور الكواكب الخارجية بتفصيل أكبر، ومحاولة تأكيد صلاحيتها للسكن، مثل ما رأيناه في نظام ترابيست 1. ويثق الباحثان على وجه الخصوص في أن خليفة هابل، التلسكوب الفضائي جيمس ويب، سيكون أداة قيِّمة لهذا النوع من العمل عندما يبدأ العمل أخيراً بعد بضع سنوات.